الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٤ - الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٦ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء

في رحاب مجلس خليفة بن سلمان (٥)

الوطن إذا ضاع





من الرؤى المهمة في فكر خليفة بن سلمان ما يتعلق بالوطن وبالوطنية البحرينية التي تعتبر العمود الفقري لبقاء الدولة وتماسكها وديمومتها واستمرار الوطن واستقراره وحريته، فكلما تحدث سموه يحفظه الله ويرعاه إلى الحضور في مجلسه العامر أو عندما يزور المواطنين في المدن والقرى وفي المناسبات المختلفة وعندما يزور المجالس الشعبية تحدث خليفة بن سلمان وبصوت عال عن أهمية الوحدة الوطنية وعن أهمية المحافظة على الوطن، ولا شيء عند سموه أغلى من الوطن ولا شيء يعلو على الوطن لا المال ولا البنون ولا المناصب فكلها زائلة إلا الوطن فهو الثابت الذي لايتغير، فإذا ضاع الوطن ضعنا جميعا.

من هنا فإن الوطنية في فكر خليفة بن سلمان تعني على الأقل ٣ أمور أساسية:

الأول: أن يكون الانتماء إلى البلد قائما على أساس الولاء له في جميع الأحوال وفي السراء والضراء سواء أكان مواليا للسلطة أم معارضا لها، سواء أكان راضيا عن حاله أم غير راض، فالوطن مثل الدم الذي يجري في العروق وهو الثابت الذي لا يحيد عنه المواطن الحقيقي.

الثاني: إن الوطنية ليست مجرد مشاعر يحس بها الإنسان وليست مجرد كلمات يقولها أو يكتبها، إنها التزام بالثوابت التي تجمع بين أبنائه في لحمة واحدة ، وفي حالنا في مملكة البحرين فإن هذه الثوابت التي تجمع ولا تفرق قيمنا الروحية الجامعة وهويتنا العربية الإسلامية الضاربة جذورها في التاريخ، وشرعية الحكم الخليفي الذي أجمع عليه الشعب عندما صوت على ميثاق العمل الوطني، واستقلال هذا البلد وسيادته ووحدتنا الوطنية الشماء التي لا يمكن أن نقبل بديلا لها مهما اختلفنا ومهما تصارعنا في السياسة فذلك شأن كل الشعوب ولكنه الصراع أو الخلاف الذي لا يمس الثوابت حتى في لحظات التأزيم والخلافات حول إدارة شئون البلاد.

الثالث: يرتبط بوعي المواطن ورشده الحقيقي والتنبه إلى أن الأوطان تبنى بالتنمية وليس بالشعارات والكلمات وتستدعي جهدا وعملا ودروسا في التنمية الاقتصادية، ومن دون ذلك فإن الوطنية تكون مهددة لأن المواطن عندما يسترخي ويتكاسل ويعتمد على الغير فإن الآخرين هم الذين يملأون الفراغ، والوطن لا يطيق الفراغ.

إذا ما جمعت هذه النقاط كما هي في فكر خليفة بن سلمان وكما تدور معانيها في مجلس سموه العامر في كل مرة فإن ذلك يعني كل شيء يمكن أن نختلف فيه إلا الوطن لأن الاختلاف فيه يعني ضياعه، وإذا ضاع الوطن فلا قيمة لأحد منا ولا مكان ولا مكانة فضياع الوطن يبدأ عندما تتزعزع الثوابت التي أشرنا إليها وعندما يسترخي المواطن ويترك أمره لغيره، وعندما يصل خلافه مع شركائه في الوطن إلى درجة الاستعداد للمتاجرة في الوطن أو بيع حريته واستقلاله للأجنبي تلك هي الكارثة.

والكلمة التي نطق بها سموه في ذلك المجلس حول الحفاظ على الوطن كانت تشغل بالي لأن الصراع السياسي الداخلي الذي أوصلنا إلى الأزمة الخانقة التي نعيشها إلى الآن قد دفع بالعنف للأسف الشديد إلى نسيان هذه الحقيقة في غمرة الضغط والتزييف الإعلاميين اللذين تمارسه القنوات الفضائية الإيرانية والعراقية واللبنانية لغسل أدمغة أبنائنا فأصبح هنالك خوف على زحزحة هذه الثوابت التي يدعونا خليفة بن سلمان إلى التمسك بها لأننا من دونها لا يكون لنا شأن ولا يكون لنا مكان تحت الشمس ولا موقع فوق الأرض.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة