الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٧ - الجمعة ٢ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٩ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


المعارضة السورية تنسحب من بابا عمرو وتشكل مجلسا عسكريا





انسحب مقاتلو المعارضة السورية المرهقون من حي مدمر بمدينة حمص أمس الخميس بعد حصار استمر ٢٦ يوما بهدف سحق معقل للاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ نحو عام ضد حكم الرئيس بشار الأسد.

وطلب مجلس الأمن الدولي الخميس من السلطات السورية «السماح بالدخول الحر والكامل والفوري لفرق المساعدات الإنسانية الى كل السكان الذين يحتاجون للاسعاف». ووافقت روسيا والصين على البيان.

وقال نشطاء سوريون إن بضعة مقاتلين بقوا في حي بابا عمرو الذي تعرض مدة أسابيع للقصف ونيران القناصة والحرمان، لمحاولة تغطية «الانسحاب التكتيكي لزملائهم».

وقال أحد النشطاء «إن الجيش السوري الحر وكل المقاتلين الآخرين غادروا بابا عمرو، لقد انسحبوا».

وناشد بيان باسم المقاتلين اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المنظمات الإنسانية «دخول بابا عمرو وتوفير الحاجات الإنسانية لأهلنا في الحي، الذين رفضوا مغادرته وأصروا على البقاء في منازلهم المدمرة بالكامل... ويبلغ عددهم حوالي ٤٠٠٠ شخص». وقال البيان «نحذر النظام من أي أعمال انتقامية تطال المدنيين ونحمله المسؤولية الكاملة عن سلامة الأهالي، وأي فعل طائش من هذا النظام وأزلامه سيكلف النظام غاليا». وقال الصليب الأحمر في وقت لاحق إنه تلقى «مؤشرات ايجابية» من السلطات السورية بشأن مبادرته الخاصة بهدنة لأغراض إنسانية.

وقال أحد النشطاء: ان الجنود السوريين بدأوا التوغل في بابا عمرو من جميع الأحياء بعد أن غادر أغلب المقاتلين، وإنهم يلاحقون المتبقين منهم مشيرا إلى أن ١٧ معارضا على الأقل قتلوا.

وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف إن طاقم المنظمة لم يصل إلى بابا عمرو حتى اليوم. وأفاد بيان الصليب الأحمر «مع استمرار العنف في حمص أصبح الوضع الإنساني مقلقا للغاية». ورغم المفاوضات مع الجانبين لم يتمكن طاقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر العربي السوري من دخول الحي سوى مرتين في الاسبوع الماضي.

ولم ترد أنباء على الفور عن مصير الصحفية الفرنسية اديت بوفييه والمصور الفرنسي ووليام دانيل اللذين كانا ضمن مجموعة من الصحفيين المحاصرين في بابا عمرو.

وكان اثنان آخران هما ماري كولفن مراسلة الحروب الأمريكية والمصور الفرنسي ريمي أوشليك قد قتلا هناك في قصف يوم ٢٢ فبراير الماضي. وفر اثنان آخران إلى لبنان. وقال نشطاء ان مئات المدنيين قتلوا في حمص في الشهر الماضي. والعديد من المصابين لم يتلقوا سوى إسعافات بدائية في مستشفى ميداني.

وأكد رياض الأسعد قائد الجيش الحر السوري انسحاب المقاتلين، لكنه قال إن القتال ضد حكم الأسد سيستمر حتى الإطاحة بحكمه. وقال الأسعد ومقره تركيا لقناة الجزيرة التلفزيونية إن المقاتلين نفذوا انسحابا تكتيكيا والجيش الحر غادر بابا عمرو بسبب الممارسات الوحشية للنظام ضد المدنيين.

وذكر نشطاء ان الثلوج غطت مدينة حمص حيث يعاني السكان من نقص الغذاء والوقود والمياه والكهرباء وانقطاع خطوط الهاتف. ولا يتسن التأكد من الأنباء الواردة من المدينة بسبب القيود الحكومية الصارمة على وسائل الاعلام في سوريا. وقال مسؤول لبناني مقرب من دمشق ان حكومة الأسد عازمة على استعادة السيطرة على حمص ثالث أكبر المدن السورية. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه « يريدون استعادتها مهما كلفهم ذلك وأيا كان الثمن». وقال إن هزيمة المعارضة المسلحة في حمص لن تترك للمعارضة أي معقل رئيسي في سوريا ما يخفف الأزمة على الأسد الذي ما زال على ثقة في قدرته على البقاء.

وأعلن المجلس الوطني السوري المعارض أمس تشكيل مجلس عسكري للإشراف على الوحدات المسلحة المناهضة للأسد وتنظيمها تحت قيادة واحدة. وقال برهان غليون زعيم المجلس الوطني السوري في مؤتمر صحفي عقد بباريس «ان كل القوى المسلحة في سوريا اتفقت على تشكيل المجلس العسكري. وأضاف أنه سيكون بمثابة وزارة للدفاع».

ويتعرض المجلس الوطني السوري للانتقاد من داخل سوريا لعدم تأييده صراحة الكفاح المسلح الذي يقوده الجيش السوري الحر ويتكون من منشقين عن الجيش ومسلحين آخرين. ومع تقدم قوات الأسد صوب المقاتلين في حمص ناشد المجلس الوطني السوري في وقت متأخر يوم الأربعاء المجتمع الدولي تقديم المساعدة وحث كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا على التوجه إلى بابا عمرو «الليلة». وقال عنان في نيويورك إنه يتوقع أن يزور سوريا قريبا وإنه حث الأسد على السعي لإنهاء الاضطرابات.

واتخذت سوريا - التي منعت فاليري اموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من دخول البلاد- موقفا متحفظا من دور عنان. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي قوله ان الحكومة تنتظر توضيحا من الأمم المتحدة بشأن طبيعة مهمة عنان. وأضافت الوكالة ان اموس طلبت المجيء «في موعد لم يكن مناسبا» لكن الجانب السوري «على استعداد لمتابعة التشاور مع اموس حول الموعد المناسب للطرفين لبدء زيارتها لدمشق».

وقال نائب وزير الخارجية جينادي جاتيلوف في جنيف أمس ان بلاده تأمل أن تسمح الحكومة السورية بدخول فاليري اموس وكيلة الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية البلاد في أقرب وقت.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج قبل انسحاب المقاتلين من حمص «أشعر بقلق بالغ من تقارير عن أن نظام الأسد يتأهب لهجوم بري شامل على سكان حمص». وقال دبلوماسي بريطاني ان لندن سحبت كل دبلوماسييها من سوريا وعلقت الخدمات في سفارتها بدمشق نتيجة تدهور الوضع الأمني في البلاد.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة