الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٩ - الأحد ٤ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١١ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

المال و الاقتصاد


«دافوس ٢٠١٢م» هل أعلن وفاة الرأسمالية العالمية؟





خيمت ثورات الربيع العربي على مناقشات منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي عقد مؤخراً في العاصمة السويسرية جينيف حيث تم تخصيص ٦ جلسات لقضايا الشرق الأوسط، وتناولت أجندة المناقشات تأثيرات تلك الثورات السياسية والاقتصادية ونتائج تلك الثورات على علاقات الدول العربية وعلاقتها بالدول الأوروبية.

وتوخى اقتصاديون غربيون البحث في سبل جذب الاستثمارات الأجنبية ومستقبل الدول العربية بعد نجاح الإسلاميين في الانتخابات التشريعية في دول الثورات، وقد استضاف المنتدى ممثلين عن دول الربيع العربي حيث استضاف من مصر عمرو موسى المرشح المحتمل للرئاسة، ومن تونس حمادي الجبالي رئيس الحكومة التونسية.

حيث التقى عمرو موسى خلال وجوده بدافوس عددا من كبار المسئولين والوزراء ورجال الأعمال للرد على كل ما يثار حول قطاع الأعمال والاستثمار في مصر، مؤكداً عقب مشاركته في المنتدى قيامه بطمأنة الدوائر الغربية بمستقبل مصر بعد فوز القوى الإسلامية في الانتخابات النيابية الأخيرة، وكذلك شاركت دار الإفتاء في فعاليات المنتدى للحديث عن إنجازات واستحقاقات الثورة المصرية في ذكراها الأولى.

وأشار الداعية الإسلامي معز مسعود من داخل منتدى دافوس انتهاء زمن الوصاية السياسية على العالم العربي، مناشدا في حديثه الدول العربية بضررة التركيز في المرحلة القادمة على البحث عن كيفية إحداث تناغم وتوافق بين جميع مؤسسات الدولة.

في حين أكد المرشح المحتمل لرئاسة مصر د.عبدالمنعم أبوالفتوح - حيث شارك في منتديات دافوس - أن الثورات العربية التي اندلعت العام الماضي هي صرخة من أجل تشكيل عالم جديد يؤسس للعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة التي ثار من أجلها الملايين في مصر، مضيفا: أن مصر بعد الثورة أصبح الشعب هو الذي يقرر وليس الحزب الحاكم، لافتا لسعي المصريين لبناء نظام ديمقراطي في إطار دستور توافقي.

ودافع حمادي الجبالي عن الانتخابات البرلمانية التي شهدتها بلاده أواخر العام الماضي مؤكدا أنها انتخابات نزيهة وديمقراطية وأن تونس ستظل بلداً منفتحاً وخاصة على أصدقائه الأوروبيين.

في حين شدد وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام على قدرة الشعب التونسي أن يثبت للعالم أجمع قدرته على أن يكون شعبا عربيا مسلما وديمقراطيا في نفس الوقت، وأعلن راشد الغنوشي الزعيم الروحي لحركة النهضة الإسلامية من دافوس فشل النظام الرأسمالي قائلا «النموذج الرأسمالي القديم بالنسبة إلينا في تونس مرادف لحكم المافيا والسرقة والتبذير، وعلينا اليوم أن نسهم في بناء نظام جديد أكثر عدلا».

وتؤكد الكاتبة أمينة أبو شهاب أن منتدى دافوس يمثل اختباراً مهماً للإسلاميين الفائزين في الانتخابات في العالم العربي في إطار محاولات دمج قادة الإسلام السياسي الفائزين في الانتخابات في المجتمع السياسي العالمي والمنظومة الاقتصادية العالمية.

ذلك في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أن الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية تراجع نتيجة أحداث الربيع العربي التي شغلت أنظار العالم، داعيا لضرورة التمسك بالأمل ووجود مساعدة خارجية لتحريك الملف الفلسطيني الذي أصبح في وضع مؤسف.

وكعادة دافوس أثار الجدل والنقاش حيث عبر عدد من المصرفيين عقب نتائجه عن استيائهم من تقلص العولمة الجارية لعمليات التمويل على الرغم من الجهود التي تبذل للإصلاح الاقتصادي الناتج عن أزمة الديون الأوروبية.

وحذر اقتصاديون من احتمالات انتقال عدوى مشكلات منطقة اليورو إلى مناطق أخرى، وأظهر استطلاع للرأي خلال المنتدى الاقتصادي العالمي أن الخوف من التطورات الجيوسياسية الكبرى خلال الشهور الـ١٢ المقبلة، قد ارتفع إلى ٥٤ بالمائة من ٣٦ بالمائة في الربع الأخير من العام الماضي، وسط معاناة ملايين الفقراء في جميع دول العالم، مع اتباع سياسات اقتصادية للدول الغنية، وزادت سخونة دافوس مع الهجوم الذي شنه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على شركائه الأوروبيين أمام المنتدى حيث قال إن «منطقة اليورو تفتقر إلى التنافسية ووصف ضريبة مخطط لها على التعاملات المالية بأنه «ضرب من الجنون». موجهاً انتقادا للخطط التي اقترحتها فرنسا بشأن أحداث ضريبة على التعاملات المالية».

وكان قد أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن العالم تغير كثيرا في عام ٢٠١١ بالثورات التي حدثت في شمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط والتي فرضت عدد من التحديات السياسية والاقتصادية، وتحدث بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت في دافوس عن الأوقات العصيبة اقتصاديا التي يمر بها العالم، منوها بدعمه للصندوق الدولي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا بمبلغ ٧٥٠ مليون دولار أمريكي للمساهمة في تغيير مصير الدول الأكثر فقرا، مضيفا: أن الحديث عن وجود فساد داخل هذا الصندوق هو أمر لا مفر منه في مساع خيرية ضخمة.

ومن جانبها حذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد من احتمالات انتشار أزمة منطقة اليورو في بقية مناطق العالم، مشيرة إلى أنه لا يوجد بلد محصن ضد هذه العدوى.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة