الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٠١ - الثلاثاء ٦ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عالم يتغير




لماذا يريدون إشعال الفتنة الطائفية؟





} يبدو أن قادة التخريب والعنف، لن يتوانوا عن فعل أي شيء، لكي يوصلوا هذه البلاد التي لطالما كانت آمنة ومستقرة من دونهم ومن دون مخططاتهم وأجنداتهم وأطماعهم «السلطوية»، نقول لن يتوانوا عن فعل أي شيء لكي يوصلوا بلادنا إلى ضفة الفوضى ومناخات التوتر وأجواء الفتنة، لأنه فقط في مثل هذه المناخات بامكانهم أن يعيدوا الساحة الى معترك التدخلات الخارجية، وأن يعيدوا خلط الأوراق، لتنتعش مجددا سلوكاتهم المريضة، باعتبار أنها مجرد نتائج لأسباب موجودة على أرض الواقع لذلك فلا عجب اليوم، وبعد فشل محاولتهم الانقلابية، وتساقط كل أوراقهم بما فيها ورقة العنف والتخريب والارهاب في الشارع، بعد أن أصبحوا محاصرين بالوعي الشعبي، ومدانين من كل الجهات والأطياف والطوائف، بمن فيها الطائفة الشيعية نفسها، التي باتت رهينة اختطافهم لها والحديث باسمها تحت التهديد والارهابين الفكري والنفسي، فلا عجب من محاولات ادخال البلاد والعباد في فتنة طائفية باعتبارها (مطلبا) لهؤلاء «الانقلابيين والتخريبيين»، لاشعال ما هو أدهى وأمر وأكثر كارثية، الذي هو أوجد المسوغات لحرب طائفية، لا يحتملها لا الواقع البحريني أصلا، ولا الأخلاق البحرينية التي عاشت طوال تاريخها متآلفة وتعددية من دون مشاكل حقيقية تذكر، وانما في اطار نسيج اجتماعي متوازن.

} اليوم ومع سقوط «الانقلابيين» في مستنقع الفشل والخزي والعار، لا هدف لهم الا اعادة النيران الى جذوة تكاد ان تخمد، بعد ان نجح الوعي الشعبي في اسقاط كل أوراقهم «الفتنوية»، رغم كل ما قاموا به من محاولات لاختراق هذا الوعي الشعبي واستفزازه، وجره الى مواجهات طائفية باتوا يطلبونها، ويهندس لها معهم سفراء دول أجنبية كبرى. قبل فترة تم استهداف (المحرق) لاشعال شرارة الاقتتال الطائفي، وبالأمس جاءت (عراد) كمحطة جديدة، والمحرضون هم أنفسهم، والأدوات تأتي من أماكن خارج جهات الاستهداف، كما قيل حول (الغرباء) الذين أرادوا اثارة الفتنة سواء في «المحرق أو في عراد»، وقبلهما أماكن أخرى؟ وفي كل مرة يقف لهم (الوعي الشعبي) بالمرصاد لإفشال مخططات الاستفزاز تلك والاعتداء والتعرض الجسديين لأحد أبناء (السنة) مع استمرار استهدافهم للآسيويين والأجانب.

} أما السؤال من يحرك هؤلاء؟ فالجواب هو ذاته حول الجهة التي كانت تحرك أدوات الاجرام وشق الصف خاصة في الايام الثلاثة الأخيرة قبل اخلاء ما كان دوار مجلس التعاون، حين وصل التعدي بالسيوف والسكاكين على المناطق الآهلة بأهل السنة، وحين تشكلت اللجان الشعبية للحماية، وحين تم ارتكاب الجرائم ضد الآسيويين.

حينها من كانت الجهة التي تحرك اصابع الجريمة؟ ومن كان يشحن في اتجاه المواجهات الاستفزازية والتوجه بالأكفان نحو القصر ونحو الرفاع؟

من وجه الطلبة مثلا في جامعة البحرين للقيام بما قاموا به وصولا الى تعذيب أحد الطلبة لمجرد أنه من الطائفة الأخرى؟

كثيرة هي الأحداث منذ فبراير السنة الماضية، والهدف هو ذاته تتم استعادته بين فترة وأخرى، والجهة المحرضة هي ذاتها، فالمطلوب هو مواجهات طائفية تتم اعادة مفردات الأزمة من خلالها لفتح الأبواب مجددا لأشكال التدخل كافة من جهات التربص، وجهات الأجندة الخارجية.

} ولأن كل البحرينيين الشرفاء والوطنيين يدركون الهدف والغاية، ويعرفون أن وعيهم بمخططات التخريبيين هو الذي أفشلها، وأنقذ بلادهم من كارثة تكرار النموذج العراقي، ومن مخاطر لعب الأصابع الخارجية التي تريد الاندساس في البحرين لتوجيه أوضاعها نحو حواف الهاوية، فان المطلوب هو ألا يتخلى هؤلاء الشرفاء والوطنيون عن وعيهم، بل هم اليوم بحاجة الى المزيد من الحرص والروية، بعد أن استنفد الانقلابيون كل أوراقهم ولم تبق لديهم إلا ورقة استهداف الطائفة الأخرى، واستفزاز عناصرها وأفرادها، لعل شرارة الفتنة تشتعل؟ فلا يتمكن أحد من ايقاف تداعياتها بعد ذلك.

} التخريبيون يريدونها فتنة وفوضى، وبعض السفراء يحتال بكل ما لديه من مكر وخبرة لتنفيذ ذلك، ومحرضو المنابر يشتغلون على الزمن، ويراهنون على ابقاء جذوة التأزيم لكي تستمر، بالنفخ الدائم عليها. وسواء «الوفاق» أو المتحالفون معها أو المتآزرون لشد عضدها، من جمعيات التبعية والبصم، أو من يقف وراء ما يسمونه زورا وبهتانا شباب ١٤ فبراير، فان اللعبة القذرة التي يلعبها هؤلاء جميعا ومعا باتت أوراقها مكشوفة، حتى لو اعتقد أصحابها غير ذلك.

} والرهان أيضا مستمر على وعي شعبنا بتفويت أسس تلك اللعبة القذرة، التي تهدف في النهاية كما قلنا إلى خلط الأوراق، وإلى فتح باب أزمة جديدة، وإلى إيجاد مناخات التوتر والفتنة والفوضى، لترفد أعمال العنف والتخريب والإرهاب في الشارع، وفي القرى واستهداف رجال الأمن، وتغذية الملف الفاسد لشعار (المظلومية)، وحيث لايزال منبر الرسول مكانا للخطابة التحريضية السياسية، ومكانا للتحشيد والفتاوى التي تسعى إلى بث الفتنة، وحيث هؤلاء لن يكفوا عن مغالطاتهم وابتزازاتهم وأحقادهم، وسعيهم إلى نشر الفوضى، طالما أن «التشيع الصفوي» يقود عقولهم ويتصرف أصحابه كأنهم لسان حال كل الشيعة في البحرين، واذا كان الوعي الشعبي هو الذي يعوق ويعرقل مفاعيل الفتنة الطائفية حتى لا تصل الى أبواب الحرب فهل سيرتفع اليوم صوت العقل لدى «الشيعة الوطنيين» ضد شيعة «الولي الفقيه» قبل أن يجروا البلاد الى الفوضى والاقتتال الطائفي؟ ألم يحن الوقت بعد ليتجاوز هؤلاء كل المخاوف، ويقفوا يدا واحدة مع إخوتهم الوطنيين لحماية البحرين من شرور أشرار «الولي الفقيه»؟



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة