الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٠٦ - الأحد ١١ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ١٨ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


بقوة القانون





نعم، يجب أن نعترف جميعا اليوم، سنة وشيعة، ومن دون مكابرة أو تكبر، بأن مملكتنا تعيش مرحلة، أقل ما توصف به بأنها محنة بالغة الخطورة، يغلب عليها اللغة الاقصائية أو التخوينية أو التشطيرية، وأن منبعها الأساسي أصبح للأسف الشديد هو المنابر الدينية، التي خرجت عن المسار، وانحرفت عن المسيرة، وابتعدت عن الهدف الحقيقي، وغفلت عن الدين، وغرقت في السياسة.

اليوم تحولت المنابر إلى بؤرة لنشر الطائفية، ولتناحر طوائف المجتمع، وتشويه فكرها، واعوجاج سلوكها، الأمر الذي يطرح تساؤلات مهمة:

لمصلحة مَن خطابات التمزيق المجتمعي هذه؟

من المستفيد من نشر الكراهية في البلاد؟

ولماذا الإساءة إلى الآخر، وإزدرائه بهذه البشاعة، التي وصلت درجتها برجل دين معروف، إلى أن يسيء إلى طائفة بأكملها، بصورة (مقززة)، يرفضها أي عاقل يقطن هذه الأرض، ومن أي مذهب؟

(الخطابات التشطيرية والاقصائية تشعل البلاد.. وترهق العباد.. لذلك فهي مرفوضة رفضا قاطعا)!

هكذا قال رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، الذي أكد أن المملكة في المرحلة الحالية بحاجة إلى العقل والعقلاء، وإلى نبذ التطرف، والعناد، رافضا الإساءة إلى الطوائف والإزدراء بأتباعها، والحط من كرامتهم.

لقد بات الأمر بحاجة إلى قوانين رادعة لشريحة معينة ممن يطلقون على أنفسهم (جزافا) دعاة الدين، وهم في الحقيقة لا يلتزمون مطلقا بتعاليمه، التي ترفض تماما هذا الأسلوب الرخيص في التعامل مع الآخر مهما اختلفنا معه.

كل ما نحتاج إليه اليوم هو محاكمة عادلة، تردع كل من يستغل المنابر لبث السموم الطائفية، والفرقة في نفوس الناس!

كل ما نحتاج إليه إليه اليوم إبعاد أمثال هؤلاء عن المنابر، لأنهم لا يستحقون أن تطأ أقدامهم تلك الأماكن المقدسة، التي تم إنشاؤها لتقويم السلوك والأفكار، ونشر الدعوة، وتوعية المجتمع بأمور دينهم، بما يخدم الصالح العام، وليس فئة بعينها.

كل ما نحتاج إليه اليوم.. هو فصل الدين عن السياسة.

وبقوة القانون!!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة