الصــــــــــــبر والنسيان
 تاريخ النشر : الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٢
في متطلبات وتقلبات الحياة العصرية والاستهلاكية التي تدخل الشخص في حرب معيشية تقع أعباء كبيرة على عاتق الأسرة وبالذات الزوج ففي هذه الضغوط اذا كان الرجل لا يتمتع بالشجاعة الحياتية والجرأة لمواجهة متطلبات الحياة فما بالك بالأشياء الأخرى؟ فاذا كان هذا الزوج قد تعود أن يصبح اتكاليا في حياته فكيف يستطيع أن يدير أعمال أسرته؟
هذا ليس هجوما على الرجل ولا تستغربوا من ذلك فما هو الا حقيقة لحياة أغلب الأسر، وما يزيد الطين بلة هنا أن يكون هذا الرجل أنانيا لا يتحمل النقد والتوجيه من الأهل والزوجة فما هو اذًا مستقبل وحال هذه الأسرة وكيف تستطيع المرأة أن تتحمل هذه الضغوط الكبيرة في الحياة وما مصير الأطفال مع أب لا يستطيع أن يشعر بالمسئولية أو ان يحيا حياته الصعبة والخاصة به ويمارس العنف داخل الأسرة بأكملها؟
إذا اكتملت لدى الرجل كل الصفات الرجولية مثل الإخلاص وحب الأسرة والغيرة الحقيقية على حياته وعياله وكل المعاني العالية التي يتمتع بها الرجل العادي وليس المثالي فحينها لن يلجأ إلى العنف والاستبداد في حياته الأسرية لإثبات رجولته، فعندما يكون لديه هذا النقص في شخصيته من دون أن يشعر ومع أي سبب أو مبرر صغير وتافه يلجأ إلى القوة المعتادة والسب ليثبت لزوجته وأطفاله أنه الأقوى ورجل البيت متناسيا أن الرجولة شهامة وغيرة وحماية لأهل بيته بالدرجة الأولى وليست تطاولا باليد واللسان، وللأسف الشديد هذه هي حال بعض البيوت المغلقة على نساء همهن الوحيد هو ترابط الأسرة والأطفال من الانهيار والضياع.
فيا أختي المرأة، ان قلبك لكبير ويستطيع تحمل كل تلك المشاكل فكوني صبورا على ما تلاقينه في حياتك الأسرية من متاعب ونحن على علم بأنك الأم المضحية وبحبها وخوفها على أطفالها تتحمل الكثير فليحفظك الله من كل مكروه فأنت من أعز نعم الله على هذه الأرض.
صالح بن علي
.