كشف ضباط في جهاز المخابرات العراقي السابق ان هناك سببين اساسيين وراء سرقة ارشيف المخابرات العراقية اولهما محاولة بعض السياسيين طمس علاقتهم مع النظام السابق حيث توثق بعض المكاتبات السرية وجود علاقة بين سياسيين كبار يشغلون مواقع مهمة في الدولة وفي العملية السياسية وبين النظام السابق، اما السبب الثاني فيتعلق بالولايت المتحدة التي كانت تسعى إلى وضع اليد على اسرار الدولة العراقية ومعرفة العناصر التي كانت تتعاون مع مخابرات صدام في دول العالم، وتزويد اسرائيل بجميع المعلومات التي تحتاج اليها في محيطها الاقليمي، مؤكدين ان المخابرات الامريكية اعتقلت بالفعل عددا من المواطنين الامريكيين كانت تربطهم صلات بجهاز مخابرات صدام فضلا عن عناصر ارتباط اخرى مقيمين في دول عربية ودول مجاورة.

وبين الضباط السابقون في احاديث لـ«أخبار الخليج» ان مسؤولية حفظ ارشيف جهاز المخابرات السابق تقع ضمن مديرية المعلومات والقيود / شعبة المايكروفيلم، مؤكدين ان الجهاز اعتمد الاساليب المتقدمة بارشفة معلوماته على شكل مايكروفيلم بدلا من اعتماد الملفات الورقية في منتصف الثمانينيات ثم تحويله على الحاسبة الالكترونية وترميزها مطلع التسعينيات.

وحول الجهة المسؤولة عن سرقة ارشيف المخابرات قال الضباط السابقون ان احدى الكتل السياسية الكبيرة المؤثرة في العملية السياسية كانت متورطة في نقل الارشيف، وان تلك الكتلة كانت تعرف مسبقا المواقع البديلة للمخابرات العراقية، وهي بناية الرافدين الاولى والثانية في ضاحية المنصور حيث كانت هناك شاحنات طويلة تقوم بنقل الارشيف.

يذكر أن ضباط المخابرات العراقية قد تدربوا على ايدي خبراء من كوبا ويوغسلافيا والـ(كي جي بي) وغيرها من الدول، واكتسبوا خبرات امنية كبيرة ليتحوّلوا اكاديميا إلى مدرسة استخبارية.

وكان مبنى جهاز المخابرات وسط بغداد / المنصور قد تم تصميمه على غرار مبنى (لانغلي) مقر الـ(سي اي ايه) وقد تصدر المبنى نصب يمثل العين التي تراقب العالم باكمله.