الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١١ - الجمعة ١٦ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٣ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


طالبان توقف محادثاتها مع واشنطن وقرضاي
يأمر بخروج الجنود الأمريكيين من القرى





كابول - (ا ف ب): اعلنت حركة طالبان الافغانية وقف محادثات بناء الثقة مع الأمريكيين أمس الخميس فيما امر الرئيس الافغاني حميد قرضاي القوات الأمريكية بالخروج من القرى مطالبا بنقل المسؤوليات الامنية إلى القوات الافغانية في .٢٠١٣ وجاء اعلان الحركة الاسلامية المتشددة التي تقاتل ضد القوات الأمريكية منذ عشر سنوات واعلان قرضاي، حليف واشنطن في كابول، بعد ايام من حادث اطلاق جندي أمريكية النار على مدنيين افغان مما ادى إلى مقتل ١٦ منهم.

وجاءت هذه الاحداث لتلقي بظلالها على الزيارة التي يقوم بها وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا لافغانستان والتي تهدف إلى تخفيف حدة الغضب الذي اثاره حادث اطلاق النار يوم الاحد الماضي وحادث احراق المصاحف في قاعدة امريكية في افغانستان الشهر الماضي.

ولم تتطرق طالبان إلى حادث القتل في اعلانها عن وقف الاتصالات التي تجريها الحركة مع المسؤولين الأمريكيين في قطر بشان تبادل اسرى، وهي الاتصالات التي عززت الامال في التوصل إلى حل سياسي للحرب في افغانستان قبل انسحاب القوات الأمريكية المقرر في .٢٠١٤

وقالت الحركة في بيان على موقعها على الانترنت ان «امارة افغانستان الاسلامية قررت ان توقف المفاوضات مع الأمريكيين في قطر» موضحة ان السبب الاساسي لهذا القرار هو «الموقف المذبذب والمتغير وغير الواضح للامريكيين». واضافت ان هذا القرار سيستمر إلى ان «يبين الجانب الأمريكي موقفا واضحا تجاه البحث حول الموضوعات المحددة المذكورة ويبدي استعداده لتنفيذ الوعود التي وعد بها دون ضياع الوقت».

واوضحت الحركة انها «فتحت المكتب السياسي في دولة قطر لاجل التفاهم مع العالم الاجنبي والتفاوض مع الأمريكيين حول موضوع تبادل الاسرى في بداية المطاف». وتابعت انه «يبدو ان المحتلين الأمريكيين وعملاءهم يسيئون الاستفادة» من ذلك و«يريدون تحقيق اهداف اخرى ومن أجل الوصول لأهدافهم الدنيئة تلك، يؤخرون الموضوع ويضيعون الوقت فقط».

وفي كابول قدم كل من بانيتا وقرضاي منظورين مختلفين تماما للمحادثات التي دارت بينهما، بعد أن اصر الأمريكيون على ان الاحداث الاخيرة لن تدفع بالقوات القتالية التابعة للحلف الاطلسي والتي تقودها الولايات المتحدة إلى الانسحاب قبل الموعد المحدد في .٢٠١٤

وقال ايمال فائضي المتحدث باسم الرئاسة الافغانية ان قرضاي ابلغ بانيتا «نحن مستعدون لتحمل جميع المسؤوليات الامنية الان.. ونفضل أن تكتمل العملية في ٢٠١٣ وليس في ٢٠١٤». كما ابلغ قرضاي بانيتا ان على القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة «الانسحاب من القرى والعودة إلى قواعدها»، بحسب المتحدث. ولم يتضح على الفور كم عدد القواعد الأمريكية التي ستتأثر بطلب قرضاي لان الولايات المتحدة فككت في السابق عددا من المواقع في محاولة لتركيز تواجدها لحماية مدن رئيسية من نفوذ طالبان.

وأكد وزير الدفاع انه متفائل بأن الجانبين سيتوصلان إلى اتفاق حول الغارات الليلية المثيرة للجدل والتي تشكل مسألة كبيرة تعيق التوصل إلى معاهدة قبل قمة حلف الاطلسي التي ستعقد في شيكاجو في مايو المقبل.

سعى مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية أمس الخميس إلى التقليل من اهمية دعوات الرئيس الافغاني حميد قرضاي إلى انسحاب القوات الأمريكية من القرى الافغانية، وقالوا ان كابول لم تطلب اي تغيير في الجدول الزمني المتفق عليه للانسحاب التدريجي من افغانستان. وصرح مسؤول اميركي يرافق وزير الدفاع ليون بانيتا الذي وصل إلى ابوظبي بعد زيارة إلى افغانستان، للصحافيين ان الحكومة الافغانية اتفقت مع الحلف الاطلسي على جدول الانتقال الامني خلال .٢٠١٤

وصرح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته «في الوقت الحالي لا يوجد سبب للاعتقاد بانه يجب تغيير الجدول الزمني، والرئيس قرضاي لم يطلب اي تغيير في الجدول الحالي» اثناء المحادثات التي اجراها مع بانيتا الخميس.

ويخشى المحللون من ان يؤدي حادث اطلاق النار يوم الاحد إلى تعقيد المحادثات بشان تواجد طويل الامد للقوات الأمريكية في افغانستان فيما ترفض الحكومة حتى الان منح الجنود الحصانة القانونية - وهي نفس المشكلة التي ادت إلى عدم التوصل إلى معاهدة استراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق.

كما شهدت زيارة بانيتا إلى افغانستان الاختراق الامني غير المسبوق لدى وصوله إلى افغانستان الاربعاء عندما حاول مترجم افغاني صدم شاحنته بعناصر من المارينز الأمريكيين الذين كانوا بانتظار بانيتا لتحيته. ووقع الحادث فيما كان بانيتا يتحه جوا إلى قاعدة كامب باستيون المشددة الحراسة. ولم يؤكد المسؤولون الأمريكيون الحادث الا بعد ١٠ ساعات من وقوعه.

وقلل بانيتا من اهمية الحادث وصرح للصحافيين «لا اسباب تحملني على الاعتقاد بان الهجوم كان يستهدفني». واضاف «انها منطقة نزاع ولا بد ان نشهد مثل هذه الحوادث». وخلال زيارة بانيتا التي مدتها يومان قتل ٢٢ افغانيا على الاقل في جنوب البلاد، حيث قتل ثمانية مدنيين في هلمند بينما قتل شرطي في قندهار الاربعاء وقتل ١٣ إمرأة وطفلا في انفجار قنبلة على قارعة الطريق في ولاية اروزغان الخميس.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة