الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٣ - الأحد ١٨ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٥ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


قريع يدعو إلى بحث حل الدولة الواحدة بدل الدولتين





رام الله - (رويترز): دعا مسئول فلسطيني بارز لعب دورا كبيرا في المفاوضات مع إسرائيل أمس السبت إلى إعادة التفكير في طرح حل الدولة الواحدة للفلسطينيين والإسرائيليين بدلا من حل الدولتين بعد ٢١ سنة من انطلاق عملية السلام في مدريد. وقال أحمد قريع (أبو علاء) عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية «قد يكون حل الدولة الواحدة رغم كل ما يستبطنه من مسائل خلافية وإشكاليات لا حصر لها واحدا من الحلول التي يحسن بنا إثراؤه في إطار حوار داخلي رصين وعرضه من ثمة تحت ضوء النهار على رأي عام فلسطيني مترع بالإحباط قبل وضعه على المائدة كخيار ورميه على إسرائيل كجمرة من نار».

وأضاف في مقال مطول نشره على صدر صحيفة القدس المحلية واسعة الانتشار في عددها الصادر أمس «بعد مرور نحو ربع قرن على قرار المجلس الوطني الفلسطيني عام ١٩٨٨ في الجزائر بإعلان خيار الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على خط الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعودة اللاجئين، وبعد ٢١ عاما على مدريد و١٩ على أوسلو وبعد انقضاء عشر سنوات على أول اعتماد دولي لمصطلح دولتين لشعبين فلقد فقد هذا المشروع الذي لم ير النور بتاتا قوة اندفاعه الاولى وذوى تدريجيا».

ولكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن في أكثر من مناسبة انه ضد فكرة الدولة الواحدة إضافة إلى رفضه فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة وقال انه يسعى إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية عبر المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي «كخيار أول وثاني وثالث».

ويوضح ابو علاء في مقاله ان «الممارسات الإسرائيلية التي عملت على نحو منهجي منظم من دون نقل مشروع حل الدولتين من الحيز النظري المجرد إلى أرض الواقع العملي سواء أكان ذلك في عهد شارون أو في عهد خلفه ايهود أولمرت أو في أيام بنيامين نتنياهو (رؤساء وزراء الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة)».

ويضيف: «فقد ظل حل الدولتين متداولا في السوق السياسي قبل أن تعمل الجرافات الإسرائيلية التي كانت تسابق الوقت لدفن هذا المشروع في تراب مشاريع الاستيطان الهائلة داخل مدينة القدس وفي محيطها الواسع وتقضي عليه الحفريات المتواصلة تحت أساسات المسجد الأقصى، وغير ذلك من الانتهاكات والمظاهر والشواهد الدالة بصورة لا تخطئها العين على تحلل إسرائيل تماما من مشروع حل الدولتين من دون أن تعلن ذلك بالفم الملآن».

وشهدت الأراضي الفلسطينية مؤخرا نشر عدد من الملصقات الكبيرة لمجموعة أطلقت على نفسها (تكامل) التي دعت إلى قيام دولة واحدة ولكن سرعان ما تمت إزالتها من المدن الفلسطينية. ويصف قريع «حل الدولتين في المحصلة الأخيرة وبعد كل هذه السلسلة الرهيبة من الانتهاكات الإسرائيلية أقرب ما يكون إلى حرث في البحر ان لم أقل ملهاة سياسية طويلة».

ويضيف «تمكنت إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من قطع رأسه (حل الدولتين) في القدس قبل أن تشرع في تمزيق أوصاله في الضفة الغربية وفي إبقاء الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة». ويتهم قريع في مقاله الغرب بالتراجع عن وعوده للفلسطينيين قائلا ان مرارة «أخذت تعقد حلوق الفلسطينيين اثر انكشاف مدى تآكل مشروع حل الدولتين واتضاح ضآلة الخيارات المتاحة بعد التراجع الأمريكي المشين عن الوعود والتعهدات المعلنة وزيادة الفتور الأوروبي واشتداد حالة الانشغال العربي عن القضية الفلسطينية».

«نقول إزاء ذلك كله بدأت بعض القوى والشخصيات الفلسطينية تتحدث عن هذه الحقيقة المريرة (فشل مشروع حل الدولتين) بصورة أكثر جدية بين أوساط رأي عام بدا أنه كان أعمق إدراكا من نخبته السياسية لمآلات كل هذه التحولات الجارية داخل إسرائيل وفي المشهدين الإقليمي والدولي». ويرى قريع ان فشل حل الدولتين يقود إلى «إعادة طرح خيار الدولة الديمقراطية الواحدة لكل مواطنيها وهو الخيار الذي كان رائجا عدة عقود ماضية قبل أن يجبه حل الدولتين».

ويختلف قريع المفاوض السياسي على مدى عقدين من الزمن مع كثير من المحللين الذي يرون ان التحولات التي تشهدها بعض دول العالم العربي ستكون في صالح القضية الفلسطينية ويقول «المشهد الإقليمي بمتغيراته غير المواتية في المدى المنظور لا يبشر بحدوث تحولات وازنة لصالحنا، الأمر الذي يوجب علينا القيام بإعادة تقويم شاملة وإجراء المراجعات النقدية المعمقة بما في ذلك نقد خيار حل الدولتين ذاته».

ويرى ان الانقسام الفلسطيني المتمثل في وجود حكومتين واحدة في رام الله وأخرى في غزة «زاد من بؤس المشهد القائم بؤسا مضاعفا اشتداد مظاهر الانقسام الداخلي العميق في الساحة الفلسطينية حيث فشلت كل المساعي المبذولة وكل الإعلانات المتلفزة في تحقيق المصالحة الوطنية». ويخلص قريع «وهكذا نجد أنفسنا اليوم بعد مرور كل هذا الوقت قد وقعنا في حبائل سيناريو عقيم يطرح علينا مطالب تعجيزية.. نواجه انسدادات مضاعفة وتنخفض فيه التوقعات إلى أدنى حدودها الدنيا إزاء إمكانية الحل العادل والشامل».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة