الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤١٣ - الأحد ١٨ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٢٥ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


وفاة البابا شنودة الثالث بابا الأقباط شيخ الأزهر ينعاه ويشيد بحكمته ووطنيته





القاهرة - وكالات الإنباء: أعلن التلفزيون المصري الرسمي وفاة البابا شنودة الثالث رأس الكنيسة القبطية الارثوذكسية عن عمر يناهز الثامنة والثمانين.

وقد نعى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لمصر والعالم البابا شنودة وقال إن مصر فقدت الفقيد الكبير والحبر الأعظم وأحد رجالها المحدودين في ظروف دقيقة تحتاج منا إلى حكمة الحكماء وخبرتهم ورهافة إحساسهم، قائلا: «فلم يكن لفقيد مصر الكبير مواقفه الوطنية وشخصيته الجذابة وسعيه الدءوب البناء على المستوى الوطني فحسب، بل على المستوى القومي أيضا، عاشت قضية القدس ومشكلة فلسطين في ضميره لا تغيب ولا تهون، ويذكر الأزهر بكل الإكبار والإجلال موقفه الرائع في قضية القدس الشريف وصلابته في الدفاع عنه وعن تاريخه ومقدساته».

ونعى الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء، في بيان له، فقيد الأمة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وقدم الجنزورى خالص التعازي للإخوة الأقباط داخل مصر وخارجها، مؤكدا أن الفقيد حرص على ترابط الوحدة الوطنية بجمهورية مصر العربية، طيلة اعتلائه الكرسي البابوي.

ونظير جيد روفائيل، هو الاسم الحقيقي للبابا شنودة الثالث، الذي ولد في ٣ أغسطس ١٩٢٣ - ١٧ مارس ٢٠١٢) وكان الراحل بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر وهو البابا رقم ١١٧.

وكان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر (١٩٢٨ - ١٩٤٢) ومكاريوس الثالث (١٩٤٢ - ١٩٤٤) ويوساب الثاني (١٩٤٦ - ١٩٥٦).

وكان من الكتاب أيضا، إلى جانب الوظيفة الدينية العظمى التي يشغلها، وهو ينشر في جريدة الأهرام الحكومية المصرية بصورة منتظمة.

التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام ١٩٤٧ وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج منها وعمل مدرساً للغة العربية ومدرسا للغة الإنجليزية وحضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي، وكان تلميذاً وأستاذا في نفس الكلية في نفس الوقت.

أصبح راهباً باسم (انطونيوس السرياني) في يوم السبت ١٨ يوليو ١٩٥٤ وقد قال إنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء، ومن عام ١٩٥٦ إلى عام ١٩٦٢ عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي ٧ أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة، وبعد سنة من رهبنته أصبح قساً وأمضى ١٠ سنوات في الدير من دون أن يغادره، ثم عمل سكرتيراً خاصاً لقداسة البابا كيرلس السادس في عام ١٩٥٩.

وقد أصبح أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية وذلك في ٣٠ سبتمبر ١٩٦٢.

وعندما توفي قداسة البابا كيرلس في الثلاثاء ٩ مارس ١٩٧١ أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء ١٣ أكتوبر، ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في ١٤ نوفمبر ١٩٧١ وبذلك أصبح البابا رقم (١١٧) في تاريخ البطاركة.

في عهده تم تعيين أكثر من ١٠٠ أسقف وأسقف عام، بما في ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من ٤٠٠ كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر، أولى قداسته اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وبالرغم من مسؤولياته العديدة والمتنوعة، فإنه كان يحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير وأدى حبه لحياة الرهبنة إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية، حيث تم في عهده دخول المئات لحياة الرهبنة وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة