بغداد - خاص لـ (أخبار الخليج):

قالت مصادر رقابية إن فضيحة شركة العين الجارية التي توسطت بين العراق وبولونيا لتوريد أسلحة سكراب وسرقة مليار دولار في عهد وزير الدفاع الأسبق حازم الشعلان تكررت مع شركة أوكرانية يتولى صاحبها إدارة المراقص والملاهي. الصفقة - بحسب المصادر - أبرمها المسؤولون في وزارة الدفاع العراقية مع شركة اوكرانية لتوريد ٤٤٠ ناقلة مدرعة بمبلغ يقدر بنصف مليار دولار، غير ان تغييرا سياسيا في الحكومة الاوكرانية كشف فسادا واسعا في الصفقة، يتمثل في ان العقد تم مع شركة وهمية تحمل اسم «بروغرس»، ويملكها رجل اعمال اوكراني متخصص بادارة المراقص والملاهي الليلية، بينما الصانع الحقيقي للمدرعات هو شركة حكومية» «أوكر اكسبورت»، وبدأت تنفيذ الصفقة بمبلغ يقل بنسبة ١٣ بالمائة من القيمة الموقعة مع الجانب العراقي، والنسبة كانت عمولة تقاسمها مسؤولون عراقيون (٨ بالمائة) ورجل الاعمال الاوكراني (٥ بالمائة).

كما قالت مصادر عراقية مطلعة على القضية، ان «صفقة الناقلات المدرعة الاوكرانية الموقعة عام ٢٠٠٩ تمت بمعرفة وزير الدفاع السابق، المستشار حاليا، عبدالقادر العبيدي، الضابط الكبير في القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية الفريق موحان الفريجي، اللواء محمود حسن مدير عام الموازنة والبرامج، واللواء الحقوقي غالب عبيد المستشار القانوني العام لوزارة الدفاع».

المصادر اوضحت ان «العقد تم بتاريخ ٢٠٠٩ على ان تكون المدرعات مزودة بمحركات المانية واجهزة ناقلة للحركة فرنسية، لعدم كفاءة المحركات واجهزة نقل الحركة الاوكرانية»، لافتة إلى ان «الشركة الاوكرانية (الوهمية) تسلمت ٢٠ بالمائة من قيمة الصفقة، غير ان مجيء حكومة جديدة في اوكرانيا أسهم في كشف فساد الصفقة، تم على اثره سجن اصحاب الشركة الوهمية وجميع من اشترك في هذا العقد من الجانب الاوكراني».

واشارت المصادر ذاتها إلى ان «الجانب العراقي تنازل عن شرط تزويد المدرعات بمحركات المانية (تعمل في درجة حرارة ٥٥ مئوية وهي تناسب الاجواء العراقية) لكونها كانت ستكلف ٦٠ مليون دولار والعمولة فيها من الجانب الالماني غير ممكنة، ووافق على محركات اوكرانية رغم عدم كفاءتها (تعمل درجة حراة في ٣٥ مئوية) ضمانا لبقاء العمولة في نسبتها القصوى».

وفيما كشفت المصادر عن «اعتقال كل من اللواء محمود حسن مدير عام الموازنة والبرامج، واللواء الحقوقي غالب عبيد، بعد ورود معلومات عن فساد الصفقة إلى القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي، الا انهما اطلقا لاحقا بكفالة»، قالت ان «موحان الفريجي هدد بكشف كل الشخصيات الحكومية العراقية الكبيرة الضالعة بالصفقة التي تعتبر فيها عالية السعر اذا ما قورنت كفاءة المدرعات الاوكرانية بمثيلاتها الروسية والصربية والتي كانت بسعر يقل ١٠٠ مليون دولار، اذ اشار إلى ان هناك قيادات كبيرة مستفيدة من العمولة، عدا رئيس الوزراء، فيما غادر مستشار وزارة الدفاع عبدالقادر العبيدي والاثنان المطلق سراحهما إلى خارج البلاد».