الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٢٥ - الجمعة ٣٠ مارس ٢٠١٢ م، الموافق ٧ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

حديث القلب


قمــــة بغـــداد





يا هادي يا رب دعونا نتفاءل.

بالأمس، انعقدت قمة بغداد، واليوم، البيان الختامي مكرر.

لم يكن أصحاب الدعوة إلى القمة الـ ٢٣ أقرب إلى الالتزام بمقادير أمة العرب، مما ظن هؤلاء الذين يخططون لانعقادها في «بغداد» عاصمة الرشيد بعد قمة «سرت» الليبية ٢٠١٠، أن نحو ٣٥٠ مليون عربي يتابعون باهتمام تلك الأدوار التي لعبتها «بغداد» منذ مارس ٢٠١١ في دعم «بشار الأسد» لإبادة شعبه.

المبادئ الإدارية العامة لانعقاد القمة، كانت تفترض انعقادها في مارس ٢٠١١، ولكن محاولة الجيران استدراج العراق لتبني هجوما إعلاميا شرسا ينتقد دخول قوات درع الجزيرة للبحرين، كان سببا في انعزال حكومة بغداد عربيا، إلى أن تنبهت للخطورة الكامنة في مواقفها وكانت سببا في تأجيلها حتى أمس واليوم.

يدرك ملايين العرب، أن التغيير المفاجئ في موقف الحكومة العراقية، لم يكن ابتغاء مرضاة الله، بل هو تغيير مؤقت بهدف كسب ود العرب بأي ثمن بعد سقوط نظام الرئيس الراحل «صدام حسين»، وإن أنفقوا من أجل تهيئة هذه القمة وانعقادها ٤٥٠ مليون دولار، وحشدوا ١٥٠ ألف جندي حول قصر «الرضوانية» مقر انعقاد القمة القريب من مطار بغداد، أو أقاموا نقاط التفتيش والحواجز ، أو اعتقلوا آلاف الناس ، أو حولوا بيوتهم إلى ثكنات عسكرية ، أو سخروا حشودا من الإعلام، ودفعوا أموالا طائلة لعشرات المراسلين الأجانب.

لا يمكن الخوض في تفاصيل البيان الختامي المتوقع صدوره اليوم، ولكن يمكننا فقط التذكير بالحقائق الآتية:

أولا: أن انعقاد القمة العربية أو عدم انعقادها في بغداد لن يقدم للمواطن العربي شيئا، وسواء فاجأت بغداد العالم بدعوة إيران وتركيا لحضور القمـة، أو سعت إحداهما لإفشالها بسبب ما يحدث في سوريا، أو ما تروج له إسرائيل منذ أسبوعين بإمكانية إفشال «الأسد» لهذه القمة انتقاما من الوفود العربية الداعمة للجيش السوري الحر، فسيكون في هذا البيان إشارات واضحة المعالم لمكافحة الإرهاب والتطرف وبالتالي طرح مقترحات تافهة لحل الأزمة في سوريا.

ثانيا: قبل أن يفلت زمام الأمور في سوريا ، يدرك العرب أن حكام بغداد مرتبطون مذهبيا بالجارة الشرقية، حتى إن أبدوا تخوفهم مما يجري في بلاد الشام، فهم المستفيدون وحدهم من هذه القمة، ومن ثم هم في عجلة من أمرهم ليترأسوا هذه الدورة سنة كاملة، لإضفاء الشرعية على حكمهم ونيل الاعتراف العربي بهم.

ثالثا: في مشاكل الصراع على الاستئثار بالسلطة في العراق، كان واضحا أن «المالكي» قبل سنة ونصف سنة تقريبا، دائم الاتهام للنظام السوري بدعم الجماعات الإرهابية في العراق، وقد طلب من مجلس الأمن ضرورة محاكمة هذا النظام لتصديره هذه الجماعات لضرب استقرار البلاد، ثم تظهر الأحداث فيما بعد هذا الاتهام بستة أشهر تقريبا، التأييد المطلق من حكام بغداد لنظام «الأسد» ودعمه بالمال والعتاد والرجال في قمع الشعب السوري الذي خرج يطالب بالحرية والاستقلال.

ختاما، ربما يخبرنا التاريخ يوما، أن حكومة بغداد أعادتها القمة الـ ٢٣ إلى الحضن العربي، طالما توقفت عن دعم «الأسد»، ولم تكرس الانقسام بين دول الخليج بعدم تأييد سياسة جارتها الشرقية في دعم مثيري الشغب في البحرين.

ولم لا؟ دعونا نرى!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة