الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٣١ - الخميس ٥ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

زاوية غائمة


يا الحفيتي لك صوتي





بمناسبة الانتخابات النيابية الكويتية لعام ٢٠١٢ التي لم يهدأ غبارها بعد، أستعيد هنا خاطرة كتبتها بمناسبة الانتخابات التي جرت في يونيو من عام ٢٠٠٣ في الكويت، وتتعلق الخاطرة بمقابلة أجرتها صحيفة الشرق الأوسط مع محمد راشد الحفيتي الذي رشح نفسه في الانتخابات لدخول البرلمان الكويتي، ومهنته الأصلية طبيب بيطري، ولكنه تخصص في علاج الحمير، وهو في نفس الوقت عضو في جمعية الصحفيين الكويتيين، ولتسجيل ترشيحه كان عليه ان يسدد مبلغ ٥٠ دينارا، فحملها في كيس كبير لأنها كانت فكة.. صرف.. فراطة.. خردة.. يعني ذهب إلى مكتب تسجيل المترشحين وهو يحمل كيسا فيه خمسة آلاف قطعة معدنية، ولما سألوه ولماذا تعذب الموظف المكلف باستلام رسوم التسجيل بِعدِّ كل تلك القطع النقدية، وبإمكانك ان تقدم له ورقة واحدة فئة خمسين دينارا؟ قال: أريد بل تعمدت أن أرهقه فهو يجلس عاطلا طوال اربع سنوات هي الفترة بين كل انتخابات نيابية فلا بأس من أن أشغله أسبوعا في عدها!! هذا كلام شخص شديد الوعي وليتنا نعمم فكرة إتاحة فرص عمل حقيقة لموظفينا التنابلة بأن نقسمهم مثلا إلى مجموعات: واحدة تعد كل السيارات البيضاء في المدينة التي تبدأ أرقام لوحاتها بعدد زوجي، وأخرى تحصي عدد حبات الرز في كيلو الرز البسمتي، وثالثة يتم تكليف كل فرد منها بتوزيع السمسم على المواطنين بواقع سمسمة واحدة لكل بيت وإبراز مستندات عليها تواقيع المواطنين تؤكد ان كل واحد منهم تسلّم سمسمته! ولكن المحزن في الأمر ان دكتور الحمير هذا لم يكن يملك أي فرصة للفوز في الانتخابات، فقد أنشأ مقرا انتخابيا لا يقدم فيه سوى الكلام، يعني حتى لا شاي ولا قهوة، ولما قيل له ان غياب مثل تلك الحوافز (المندي والخروف المحرشي والطرشي وأم علي وسلامتها أم حسن) المهم عندما ذكروه بأن عدم توفير المشهيات والمقبلات سيطفش عنه الناخبين، أوضح بأنه أقام مقره الانتخابي قرب مقر مرشح آخر «شبعان»، وأن بإمكان رواد مقره الاستماع إلى كلامه، ثم الذهاب إلى مقر منافسه لتناول الطعام والشراب.

ونال محمد الحفيتي إعجابي وتقديري لأن أحلامه كانت كبيرة، وكان الرجل واضحا وصريحا بشأن طموحاته، فقد أعلن أنه يريد دخول البرلمان ليصبح وزيرا للمالية، وقال صراحة ان اول عمل سيقوم به فور تسلمه أعباءه الوزارية هو إفراغ محتويات خزائنها في جيبه!... بذمتكم أليس هذا الرجل جديرا بالإعجاب لـ«أمانته»؟! قد يعجب القارئ ويقول كيف تصف رجلا يعلن اعتزامه سرقة خزينة بلاده بالأمانة؟ بسيطة: هو كذلك لأنه «أمين مع نفسه ومع المواطنين»، بمعنى انه كان صريحا وأعلن عن نواياه بوضوح ولم يمارس الخرطي المعتاد: أنا مجرد خادم للشعب ومكتبي مفتوح أمام المواطنين،... والوزارة تكليف لا تشريف!! أي تشريف وأي بطيخ!!..فكما ان العدو العاقل خير من الصديق الجاهل فان الحرامي المكشوف اقل ضررا من الحرامي المستتر!! ولما سألتْ الشرق الأوسط المترشح الهمام عما سيفعل لو جعلوه وزير التربية قال انه سينسف المناهج،.. وقبل ان تتهمه بالاستسلام لمطالب العلوج أضاف أنه سيأتي بمناهج جديدة من بيته، يعني يستفيد من مخصصات إعداد وطبع المناهج!! يتخلص من الكتب القديمة ويقوم بطبع كتب جديدة بأقل تكلفة، ثم يصدر فاتورة باسم نفسه بمبلغ يساوي مائة ضعف تلك التكلفة (أليس هذا ما يحدث في بلداننا عندما يتم تعديل المناهج سنويا بزعم تطويرها بينما المقصود تطوير ما يدخل الجيوب؟).

ويا محمد راشد الحفيتي لك صوتي في أي انتخابات تود خوضها، وعليك ان تزودني بجواز سفر كويتي مزور، لأصوت لصالحك ثم أدخل السجن لتخرجني منه بعد ان تصبح وزيرا! أما إذا لم تصبح أنت وزيرا وبقيت أنا في السجن فعليك معالجتي بحكم تخصصك!





jafabbas١٩@gmail.com



.

نسخة للطباعة

ليس هذا وقته يا سادة!!

تابع الجميع من داخل البحرين ومن خارجها ما جرى في جلسة مجلس النواب أمس الأول.. تلقينا سيلا من الاتصالات والت... [المزيد]

الأعداد السابقة