سيد الأدلة
 تاريخ النشر : الجمعة ٦ أبريل ٢٠١٢
حامد عزت الصياد
حتى الآن، لا توجد آلية لوقف القتل في سوريا..
توقعت أن يثير هذا المؤتمر جدالا واسعا بعد حصول الثوار على «سيد الأدلة» باعتراف ٨٤ دولة بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا للشعب السوري بديلا عن نظام الأسد وإعطاء الضوء الأخضر بتسليح الجيس السوري الحر..
مجمل الملابسات المحيطة بـ «سيد الأدلة» تؤكد أن يحسم الشعب السوري أمره في مقارعة شبيحة الأسد وأعوانه، من جحافل التتار الشيوعي الصفوي وأحفادهم في العراق ولبنان، وإن دفع بسبب ذلك فاتورة باهظة التكاليف بسبب ما يقترفه هؤلاء الأحفاد من إبادة جماعية بالصواريخ والقنابل في أرجاء القطر السوري..
لكن هل سيجد الثوار في سوريا معاملة منصفة في مؤتمر باريس القادم كمعاملة الفيتو الروسي لنظام الأسد، وخاصة أن مجلس الأمن يؤكد حق الدفاع عن النفس ورفع الظلم عن الآخرين؟
لا أعتقد ذلك، رغم أن العالم ينكر ويدين كل ما يحدث للمدنيين السوريين جراء الفيتو الروسي الصيني المزدوج وهو عمل تحكمه شبكة من مصالح الدولتين في سوريا، وإلا لماذا يعلن «لافروف» انتقاده العلني للمؤتمر والامتناع عن حضوره بذريعة أن أصحاب المؤتمر في العاصمة التركية اسطنبول لم يوجهوا دعوة لممثلين عن حكومة الأسد؟
وهم كبير أن تتبنى روسيا موقفا منتقدا لأصدقاء سوريا فيما تعلن دعمها الكامل لخطة «كوفي عنان» دون تحديد مهلة من الزمن، وترفض حديث «نبيل العربي» عن ضرورة خضوع النظام للبند السابع، في الوقت الذي توحي فيه روسيا للأسد أن يبطئ في تنفيذ تعهداته حتى منتصف الشهر بدلا من ١٠ ابريل القادم، حيث تعهد الأسد للمبعوث الدولي بانسحاب المدافع والدبابات من البلدات والمدن السورية..
من المؤكد أن نظام الأسد أصبح معزولا عن بقية العالم، وموقف روسيا يمثل خدعة كبرى لإطالة أمد النزاع للإجهاز على الجيش الحر، ومن ثم هم بحاجة إلى تنسيق وجهات النظر مع الصين وإيران وحكومة بغداد لتعديل مشروع القرار الذي سيتقدم به «عنان» لمجلس الأمن لمعاقبة النظام وسعي هذه الدول للحيلولة دون سقوطه..
يضاف إلى ذلك، المحاولة الخطرة لبعث الاقتتال الطائفي في دول المنطقة بما يفسر صحة هذا الرأي، حيث ان سعار التصريحات التي أطلقها «المالكي»، وممثل ولاية الفقيه في لبنان، وخطيب جمعة طهران، بعد يومين فقط من فض اجتماع قمة بغداد، لن يستفيد منه سوى أصحاب مشروع إعادة تفتيت خريطة المنطقة إلى دويلات وكيانات وقبائل..
ضمن مراسيم هؤلاء الثلاثة، تنطلق رسائل لطمأنة الطائفة العلوية والمسيحيين في دمشق، والصلوات الجنائزية للثالوث المشترك، جاء للتباكي على معركة إسقاط الدولة، وجلب الصداع لملايين الناس بسماع الثأر من أحفاد «يزيد بن معاوية» ضمن مراسم الاحتفال بمعركة تثبيت نظام الأسد، ومعاقبة كل من يجرؤ على انتقاد هذه الخرافات ولو كان من سكان كوكب آخر..
لم تكن الشعوب الإسلامية غافلة عما يفعله الظالمون، ولم تكن تعلم هذه الشعوب إلى أي مدى ذهب التحالف الشيوعي الصفوي الإسرائيلي في ظلمهم وإجحافهم لقضايا الشعب السوري، الذي خرج ينادي بالحرية والكرامة، لكن الثالوث المشترك يدرك خطورة ما يفكر فيه، وهو بالطبع لن يجرؤ على القفز بخطوات غير محسوبة العواقب.
.