عليك بفيثاغورس يا عروس (١)
 تاريخ النشر : الجمعة ٦ أبريل ٢٠١٢
جعفر عباس
هذه خاطرة تتعلق بحادثة تناولت جوانب منها في عجالة في عدد من مقالاتي ولكن حرصي على مصالح بناتنا يجعلني أعود إليها اليوم بالتفصيل، لتستفيد منها الفتيات (الآنسات بالتحديد)، حتى يصبحن زوجات بعقود طويلة الأجل، وفحوى الموضوع هو أن المرأة السعودية أصابتني بخيبة أمل كبيرة،فرغم إتاحة فرص التعليم لها بلا حدود وفتح منابر الإعلام أمامها، فإن هناك سعوديات لا يعرفن نظرية فيثاغورس مما يعرض حياتهن الزوجية للخطر، كما حدث مع تلك التي قام زوجها بـ «تفنيشها» وإنهاء خدماتها بعد أن سألها عن فيثاغورس، واكتشف - يا للعار ويا للفضيحة - أنها لا تعرف نظريته القائلة: إن (الزاوية الغائمة) لا تقاس بعدد درجاتها بل بمحتواها وإنها سيدة كل الزوايا والأعمدة، ولو كره الكارهون العنصريون الحاقدون. ولكم أن تتخيلوا فجيعة الزوج المخدوع عندما اكتشف مدى ضحالة ثقافة زوجته الهندسية بينما هو يتأهب لنيل الدكتوراه في الرياضيات، وبما أنني كنت «أبوجهل» في مجال العلوم المتعلقة بالأرقام كافة، فقد كان من حسن حظي أن تزوجت بواحدة تستخدم أصابع يديها وقدميها لتعرف حاصل جمع ٨ و٤، وفور قراءة ذلك الخبر سألت بنت أختي الطالبة الجامعية: أتعرفين ديكارت؟ ففكرت وقالت: أكلة فرنسية يحشون فيها الديك بالتارت(الذي هو خلطة عجينية قبيحة الشكل والمحتوى) فقلت لها: أبشري بعنوسة ستطول، وعرضت أن أعطيها دروس تقوية في مجالات الفلسفة والدراسات النظرية من منطلق أنني وبحكم كوني رجلا ضليعا في هذه المجالات، (والرجال العرب البواسل هم أصحاب نظرية: «فتح الدريشة لامتصاص آثار الشيشة»)- الدريشة في الخليجية العامة هي النافذة- و(دليل السائح الصعلوك في مانيلا وبانكوك) و(منافع الرز والهريس في حواري باريس). - والهريس أكلة خليجية مريبة مكوناتها مهروسة ومتماسكة بصورة لا تدعو للاطمئنان. ونظرية (شرش الزلوع ـ فياغرا بلا مستشفى أو دموع)، ومن نافلة القول ان مناهجنا التعليمية البائسة هي التي تفرخ فتيات لا يعرفن نظرية فيثاغورس ولم يسمعن بالمفكرة الفينيقية ليليان أندراوس صاحبة نظرية البوس اللاسلكي في التحرش الفلكي، ولا بالحكيم الإفريقي جعفر عبوس (قاتل الله السجع الذي يجعل الإنسان يتنكر لأبيه) مبدع نظرية (دور النسوة الروس في تطويع التيوس)، ولا حل لهذه المعضلة إلا بإنشاء مدارس لتأهيل الفتيات للحياة الزوجية ،يتم فيها تدريس مواد مثل الماركسية لتعرف زوجة المستقبل أن التضامن الأممي يستوجب أن يلتف العيال حول الأم في مواجهة الأب، ونظرية آينشتاين النسبية لتعرف الزوجة أن الجمال نسبي ولهذا قد يفضل زوجها نساء أقبح منها عليها، ونظرية الجاذبية لـ(آيزاك) نيوتن (أبوه سماه آيزاك وليس من حق كائن من كان أن يعرب اسمه ويحوله إلى إسحاق)، وأعجب كثيرا من ولعنا في ترجمة أسماء بلاد الله وخلق الله بل العبث بها كما تفعل الصحافة اللبنانية باسم رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، فتقلب توني إلى طوني، ولماذا لم نحول أو نعرِّب اسم رئيس وزراء بريطانيا الأسبق جون ميجر إلى يوحنا رائد؟ المهم أن نظرية الجاذبية لنيوتن مهمة بالنسبة للمرأة العربية لتفهم لماذا ينجذب الرجال العرب للأوروبيات بجلودهن المسلوخة والآسيويات بعيونهن المستعارة.
ويبدو أن النظام التزاوجي عندنا بحاجة إلى إعادة تأهيل شاملة لضمان توافر فتيات صالحات للزواج،ويستوجب ذلك توظيف جيل جديد من المأذونين المؤهلين أكاديميا لإجراء اختبارات شفهية وتحريرية لعرائس المستقبل، يعني يكون هناك نظام مثل امتحان التوفل الذي يجلس له كل من يرغب في الدراسة في جامعة لغة التدريس فيها هي اللغة الإنجليزية ولأني صاحب الفكرة فلنجعل اسمه امتحان (جافيروس) وهو اسم له هيبة لأنه ينتهي بـ «روس» الخواجاتية، وعلى كل فتاة تبلغ الخامسة عشرة أن تحصل على شهادة جافيروس حتى قبل أن يتقدم لها الخطاب لتكون جاهزة لكتب الكتاب وإبراز مستندات التأهيل أمام المأذون الذي يمكن أن يخضعها إلى امتحان شفهي ونواصل بعد الفاصل.
jafabbas١٩@gmail.com
.
مقالات أخرى...
- يا الحفيتي لك صوتي - (5 أبريل 2012)
- لويس وعبد العاطي - (4 أبريل 2012)
- بلاش استعباط يا خواجات - (3 أبريل 2012)
- أسمر وافتخر - (2 أبريل 2012)
- «تصيين» بالتهجين - (1 أبريل 2012)
- جبانة هايصة - (31 مارس 2012)
- يعوضنا صاحب العوض - (30 مارس 2012)
- القرار الذي ليس بيدك - (29 مارس 2012)
- كيف طعنوا فـي شرفـي - (28 مارس 2012)