تحية تقدير لحراس الوطن
 تاريخ النشر : السبت ٧ أبريل ٢٠١٢
قديما قالوا إن المحن والشدائد تكشف معادن الرجال وحقيقتهم.
وتلك مقولة حكيمة تأكدت لنا مجددا خلال الأزمة المؤلمة التي واجهتها البحرين منذ أكثر من عام.
فقد كشفت لنا هذه المحنة عن رجال أبطال يستحقون أن نعتز ونفخر بهم جميعا وهم رجال الأمن والشرطة الذين وصفهم عن حق وزير الداخلية في كلمة له أمام قيادة قوة الأمن الخاصة يوم الثلاثاء الماضي بأنهم «أبطال الصمود».
لقد برهن هؤلاء الرجال أنهم حقا وصدقا حراس الوطن.
فهم من ذادوا عن أمن وسلامة هذه البلاد واستقرارها في أحلك الظروف، وقدموا أغلى التضحيات من أجل حماية أمن الوطن، وهل هناك أغلى من الروح يمكن أن يفتدى به الوطن، فنال بعض منهم شرف الشهادة عندما سقط شهيدا في ميدان الواجب، ومنهم من نالت منه إصابات دامية، لكنهم جميعا ظلوا صامدين، مثابرين على أداء واجبهم بكل تفان وإخلاص ووفاء وولاء حقيقي لهذا الوطن وتراب هذه الأرض الطيبة.
إن من حق هؤلاء الأبطال علينا أن نسجل لهم بكل التقدير والاحترام عظيم الامتنان وصادق الإعزاز، فلولا جهودهم المخلصة وتضحياتهم الكبيرة لما استطاعت البحرين مواجهة المخطط الانقلابي الشرير الذي سعى من كانوا يقفون وراءه إلى إغراق البحرين في دوامة الفوضى والاقتتال الطائفي.
لقد قدم رجال الأمن الكثير من التضحيات البطولية التي لولاها لما نعم المواطنون جميعا بالأمن والأمان، واستطاعوا مواصلة شئون حياتهم العادية وتجاوز المشكلات الكثيرة التي نجمت عن أجواء الاضطراب وأعمال العنف والشغب.
اننا حين نحاول الاقتراب من أوضاع رجال الأمن - وخاصة خلال شهور المحنة المريرة التي ألمت بالبلاد - نجد أن كثيرا من رجالات الشرطة كانوا يصلون الليل بالنهار وهم في ميدان العمل والواجب، ويمضون الساعات الطوال في موقع المسئولية لمتابعة الأوضاع الأمنية في البلاد دقيقة بدقيقة وساعة بساعة، فحين كان الناس يذهبون إلى النوم كان رجال الشرطة يواصلون السهر في يقظة وانتباه كاملين على مدار الساعة وعبر دوريات مكثفة تجوب الشوارع باستمرار من أجل الاطمئنان على سلامة الموقف الأمني ومنع وقوع أي مفاجآت مؤلمة يمكن أن تضر بحياة الناس.
وفي هذا السياق، لقد ضرب رجال الشرطة أروع الأمثلة على المستوى العالمي في الالتزام والانضباط في أداء الواجب، كما انهم باتوا يشكلون نموذجا يحتذى في التعامل مع أحداث العنف والشغب بأسلوب حضاري يتميز بأعلى درجات ضبط النفس على الرغم من الممارسات الاستفزازية الكثيرة التي يتعرضون لها في مناطق الشغب.
وهذا النهج الحضاري الذي اتبعه رجال الشرطة هو الذي ساعد على أن تكون الخسائر في الأرواح البشرية في صفوف المتظاهرين ومثيري الشغب في أقل مستوى مقارنة بالإحصاءات العالمية في مواجهة أحداث الشغب.
اننا إذ نحيي هذه الروح العالية من تحمل المسئولية والسلوك الإنساني الحضاري المنضبط الذي التزم به رجال الشرطة، فإننا يجب أن ندين بكل قوة وحزم الممارسات المشينة التي تزايدت في الآونة الأخيرة، وتمثلت في محاولات الإضرار بحياة رجال الشرطة ومحاولة تعريضهم للخطر عبر استهدافهم بهجمات وحشية بربرية عبر قنابل المولوتوف.
وهو أمر لا يمكن السكوت عنه، وسيدفع مرتكبوه الأشرار الثمن غاليا عبر مواجهتهم بكل حزم وقوة في إطار الالتزام بالقانون.
وليعلم الجميع أن حماية أرواح رجال الشرطة الذين حافظوا على أمن البلاد في أحلك الظروف هي واجب وطني على كل المخلصين حقا لهذا الوطن، ومن يدينون بالولاء والانتماء الحقيقي لهذه البلاد.
ولقد أثبت رجال الشرطة بتضحياتهم الكبيرة سواء في ميدان العمل والمسئولية أو من خلال ابتعادهم عن أهلهم وأسرهم وأولادهم أياما وليالي متواصلة في سبيل أداء واجبهم الوطني الشريف والنبيل، انهم يجسدون حقا وعملا المعاني الحقيقية لمفاهيم الانتماء إلى هذا الوطن والولاء لقيادة البلاد.
في حين أن الأزمة قد كشفت لنا مع الأسف أن هناك من يعيشون على هذه الأرض وانتماؤهم وولاؤهم الأول ليس لهذا الوطن ولكن لولاءات وقيادات وبلدان خارجية تسعى لاثارة الفتن واشاعة الفوضى في ربوع البحرين.
وشتان بين هؤلاء وأولئك، ولذلك لم يكن غريبا أن يعبر وزير الداخلية في صورة بليغة واشارة بالغة الدلالة عن عظيم الامتنان والتقدير لرجال الأمن وتضحياتهم البطولية، وهو من وصفهم بـ «أبطال الصمود» حين قال لهم بكل صدق وإجلال: «إن ما قدمتموه أفتخر فيه وسوف يظل عندي دائما محله فوق الرأس، فهذا هو عمل الرجال وجزاكم الله خيرا».
ونحن من جانبنا في الصحافة الوطنية نشد على أيدي وزير الداخلية ونؤكد مقولته الراقية هذه ونقول له: «لقد تحدثت بلساننا جميعا مواطنين ومقيمين بشأن حقيقة مشاعرنا وموقفنا تجاه رجال الأمن».
.