دمشق لن تسحب قواتها « من دون ضمانات مكتوبة» والمجلس الوطني يرفض منح النظام «إجازة قتل»
 تاريخ النشر : الاثنين ٩ أبريل ٢٠١٢
دمشق- الوكالات:
اعلنت دمشق أمس الاحد ان الحديث عن سحب القوات السورية من المدن في ١٠ إبريل «تفسير خاطئ»، موضحة ان الجيش لن ينسحب من المدن من دون ضمانات «مكتوبة» حول قبول «الجماعات الارهابية المسلحة» وقف العنف. وجاءت هذه التصريحات فيما تتواصل العمليات العسكرية والامنية والاشتباكات مع المنشقين في مناطق عدة في البلاد.
وتأتي هذه التطورات غداة عمليات عسكرية وامنية واسعة النطاق للقوات النظامية واشتباكات مع منشقين اسفرت عن مقتل ١٢٩ قتيلا من بينهم ٨٧ مدنيا و٢٦ جنديا نظاميا و١٦ منشقا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، ما دفع المجلس الوطني السوري المعارض للمطالبة بقرار ملزم في مجلس الامن لحماية المدنيين.
وقبل يومين من انتهاء مهلة خطة كوفي عنان، اعلنت وزارة الخارجية السورية ان القول ان «سوريا اكدت انها سوف تسحب قواتها من المدن ومحيطها بتاريخ ١٠ إبريل تفسير خاطئ». وقالت الوزارة في بيان ان موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان «لم يقدم للحكومة السورية حتى الآن ضمانات مكتوبة حول قبول الجماعات الارهابية المسلحة لوقف العنف بكل اشكاله واستعدادها لتسليم اسلحتها لبسط سلطة الدولة على كل اراضيها». واضاف البيان ان عنان لم يقدم ايضا «ضمانات بالتزام حكومات كل من قطر والسعودية وتركيا بوقف تمويل وتسليح المجموعات الارهابية».
وذكرت الخارجية ان كوفي عنان أكد للرئيس السوري بشار الاسد في اللقاء الذي جمعهما الشهر الماضي ان «مهمته تنطلق من احترام السيادة السورية وبأنه سيعمل على وقف العنف بكل اشكاله من اي طرف كان، وصولا إلى نزع اسلحة الجماعات المسلحة لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وبدء حوار وطني شامل مع أطياف المعارضة في سوريا». واضافت «على هذا الاساس قبلت سوريا بمهمة انان وخطته ذات النقاط الست».
وتقضي خطة عنان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات العسكرية من المدن وتقديم مساعدة انسانية إلى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين على خلفية الاحداث والسماح بالتظاهر السلمي.
واعلنت دمشق في وقت سابق موافقتها على الخطة في ظل تشكيك من المعارضة السورية والدول الغربية بالتزامها بتنفيذها.
من جهة اخرى، دان المجلس الوطني السوري المعارض «المجازر الوحشية التي ارتكبها النظام منذ اعلانه قبول خطة» المبعوث الدولي كوفي عنان ومواصلة نشر قواته في المناطق التي تشهد احتجاجات، داعيا إلى قرار في مجلس الامن تحت البند السابع لحماية المدنيين. وقال المجلس في بيان ان «المجازر الوحشية التي ارتكبها نظام الطاغية بشار منذ اعلانه الكاذب عن قبول خطة عنان، كلفت الشعب السوري ما يقرب من ألف قتيل وستة آلاف لاجئ وعدد لا يحصى من النازحين والجرحى والمشردين والمعتقلين الأمر الذي يشكل اجابة صريحة على مطالب المجتمع الدولي ومجلس الامن بوقف القتل وسحب آلة القمع المجرمة من المدن». وتحدث البيان عن قيام النظام «بنشر المزيد من القوات والآليات والاسلحة الثقيلة في كل المحافظات السورية الثائرة بخلاف ما قطعه من وعود». واضاف «يأتي ذلك في وقت ابدى فيه الشعب السوري عبر المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر التعاون والايجابية في تعامله مع مبادرة السيد كوفي عنان والجهود الدولية».
وقال المجلس انه وبرغم اعلانه عن استعداده للتعاون مع كوفي عنان، «لا يستطيع أن يمنح إجازة قتل للنظام السفاح» مطالبا «بعقد جلسة عاجلة في مجلس الامن لاستصدار قرار تحت البند السابع الذي يوفر حماية للمدنيين».
ميدانيا، نفذت القوات السورية النظامية عمليات عسكرية صباح الاحد واشتبكت مع منشقين في مناطق سورية عدة، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان. في ريف حماة (وسط) «اقتحمت القوات النظامية صباحا قرية لطمين وسط اطلاق نار عشوائي، وشنت حملة دهم وأحرقت ثلاثة منازل» بحسب ما افاد عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة ابوغازي الحموي.
ويبلغ عدد سكان قرية لطمين حوالى اربعة الاف نسمة، وهي تبعد حوالى كيلومترين عن بلدة اللطامنة التي شهدت عملية عسكرية للقوات النظامية أمس اسفرت عن مقتل ٤٠ مدنيا و١٥ منشقا.
واضاف الحموي في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان «القوات النظامية اقتحمت ايضا مدينة مورك صباح اليوم واحرقت عددا من المنازل والسيارات والدراجات النارية وشنت حملة اعتقالات»، كما اقتحمت بلدة كفرنبودة واحرقت فيها عددا من المنازل. وفي ريف ادلب (شمال غرب)، اقتحمت القوات السورية الريف الشرقي لمدينة جسر الشغور وسط دوي انفجارات واطلاق رصاص كثيف مع تحليق مروحي في سماء المنطقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكر المرصد ان مواطنا قتل في مدينة خان شيخون برصاص قناص. وفي بلدة كفرنبل نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في البلدة وسط اطلاق رصاص كثيف، بحسب المرصد الذي اشار إلى وقوع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة عند مفرق قرية معرزيتا.
وفي مدينة حمص تتعرضت احياء حمص القديمة لقصف متقطع يطاول وخصوصا حيي باب هود والحميدية، بحسب ما افاد الناشط كرم ابوربيع. وفي ريف دمشق، قتل خمسة مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة اثر اشتباكات بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة مسلحة في قرية بيت جن على سفوح جبل الشيخ، كما اقتحمت القوات النظامية حي عبدالرؤوف في مدينة دوما.
وافاد عضو تنسيقية الزبداني عبدالله عبدالرحمن فرانس برس ان اشتباكات عنيفة تدور في في الجبل الشرقي قرب مضايا، مشيرا إلى ان «القوات النظامية تبحث عن عدد من الجنود الذين انشقوا عنها السبت». واضاف «يتزامن ذلك مع حملة مداهمات في قدسيا والمهمة».
وفي دمشق، دارت اشتباكات ليلية في حي برزة بين القوات النظامية ومنشقين، وفقا للمرصد. وقال عضو مجلس الثورة في دمشق ديب الدمشقي ان قوات الامن اقتحمت حي برزة ليلا وسط اطلاق نار، مشيرا إلى «تنفيذ حملة مداهمة لعدد من الابنية واعتقال عدد من الاشخاص». وفي ريف حلب (شمال)، تدور اشتباكات في بلدات عدة بين مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة والقوات النظامية السورية التي تستخدم الرشاشات الثقيلة والقذائف. وفي دير الزور (شرق) نفذت قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في مدينة القورية اسفرت عن اعتقال ١٤ مواطنا، بحسب المرصد.
وافادت لجان التنسيق المحلية ان القوات النظامية شنت حملة مداهمات واعتقالات في البوكمال والميادين.
.
مقالات أخرى...
- المحكمة الجنائية الدولية قد تحاكم قياديي مليشيات مصراتة
- اجتماع في موريتانيا يدعو إلى تدخل عسكري عاجل في شمال مالي
- رئيس الوزراء الايطالي يؤكد التمسكبالإعلان الأوروبي حول القدس
- عزة الدوري يوجه رسالةمصورة للمرة الأولى منذ ٢٠٠٣
- الرئيس الباكستاني زرداري يقوم بزيارة نادرة ومثمرة للهند
- طائرات استطلاع أمريكية تراقب المواقع النووية الإيرانية
- البابا يدعو إلى وقف إراقة الدماء وتغليب الحوار في سوريا
- وثيقة للمخابرات السورية تثبت وجود مسلحين من لبنان وإيران والعراق لدعم الأسد
- إعادة فتح مطار صنعاء الدولي والرئيس الأمريكي يدعم نظيره اليمني
- إغلاق باب الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر بعد مفاجآت في الأيام الأخيرة