وُجدّ فريق الـ تورو روسو ليكون الابن الأصغر لـ «ديتريش ماتشيتسز» مالك فريق ريد بُل ليكون بمثابة «محطة التطوير» وحقل للاختبارات والخطط المتغيرة ويكون على نسق تصاعدي في إعطاء السائقين الشباب دور التدريب الجديّ والفعليّ ريثما يتم صقل مواهبهم، حيث يتألف الفريق من فنيين وخبراء من الدرجة الرفيعة، كما أنّ جميع كوادره على خط متابعة وصلة مباشرة مع الفريق الأول، دخل فريق الـ تورو روسو الفورمولا وان على أنقاض فريق ميناردي الذي كان في الأساس واحداً من الفرق التي يعشقها الإيطاليون، وكان قد اتخذ من مدينة فاينزا بعيداً عن مصنع فريق فيراري في مارانيللو التاريخية مقراً له، وقد أسس جيانكارلو ميناردي فريقه المشارك في بطولة العالم لسباقات الفورمولا وان في منتصف السبعينيات من القرن الماضي بهدف تدريب السائقين الشبان الموهوبين والأخذ بيدهم فيما بعد لقيادة سيارات الفيراري.

أصبح فريق ميناردي مصنعاً بحد ذاته في عام ١٩٨٥ وأمضى قرابة العشرين عاماً ينافس على الميزانيات المتأتية من العوائد التسويقية للبطولة والممنوحة للفرق بهدف التواجد وبالحد الأدنى، حتى أتى عام ٢٠٠٥ حينما تم عرض الفريق للبيع وقام السيد ماتشيتسز الذي يحتاج لإثباتات أنه يحاول دعم السائقين الموهوبين والشباب عبر رعايته لهم لأكثر من عقد من الزمان، كان هناك العديد من الشباب الموهوبين قد تنافسوا مع الفريق بشكل ملفت للنظر ولعل أبرزهم سيباستيان فيتيل في سباق جائزة إيطاليا الكبرى ٢٠٠٨ في مونزا عندما تأهل ببراعة في مقدمة خط الانطلاق وفاز بالسباق، وبهذا الأداء الرائع الذي لا يمكن لأحد أن يعيبه عبر هيمنة واضحة أستطاع من خلالها أن يلفت الأنظار والعاطفة لهذه الموهبة الخام، وبنفس الوقت حقق فريق التورو روسو انتصار قومي في موطنه.

في البداية تم تجهيز فريق تورو روسو مع هيكل سيارة متصل بالفريق الأول ريد بُل إلى أن تم حظر هذه الممارسات، وأخذ مصنع فاينزا اللحاق بركب التنافس للوصول لأفضل التقنيات والخبرات اللازمة لإنشاء سيارة حديثة وقد أخذ ذلك وقتاً كبيراً ومع الكثير من التجارب والتطويرات وبعض المعدات اللازمة كان لابد من وضع انتصار فيتيل المدهش برهان لهذا العمل، يصل فريق التورو روسو الآن لموسم ٢٠١٢ بشكل مختلف عبر إقحام ثنائي شاب يتألف من الإسترالي دانيال ريتشاردو والفرنسي جان إيريك فيرنيه.

الاسترالي دانيال ريشاردو لديه عزم قوي لتحقيق النجاح في الفورمولا وان بعد أن أمضى النصف الثاني من موسم ٢٠١١ مع فريق «أتش، أر، تي» لكي يتعود على الضغوطات والأجواء التنافسية المصاحبة لسباقات الفورمولا وان، وفي مطلع العام الحالي ٢٠١٢ تم منحه مفاتيح سيارة التورو روسو لقيادتها في خلال هذا الموسم، نشأ وترعرع في مجتمع مترابط وعلى صلة عالية بالكارتينغ في المنطقة الغربية من استراليا. يعتمد الفريق لتصعيده وتجهيزه ليكون خلفاً لمارك ويبر في الفريق الرئيسي الـ ريد بُل ولكن بالبداية عليه أن يتغلب على التحدي الحالي لديه المتمثل في زميله الفرنسي جان إيريك فيرنيه.

يعتبر بطل بريطانيا للفورمولا٣ لعام ٢٠١٠ جان إيريك فيرنيه وبحسب وجهة نظر العديد من النقاد والمحللين في أوروبا اسما سيكون له شأن كبيراً في المستقبل على الساحة العالمية الأولى لرياضة السيارات والمتمثلة في الفورمولا وان. فبعد أن أنهى العام الماضي في المركز الثاني ضمن بطولة الفورمولا رينو ٣,٥، استدعيّ الفرنسي لمهام سائق الاختبارات التي تقام يوم الجمعة مع فريق تورو روسو في السباقات الأربعة الأخيرة من موسم ٢٠١١، وفي التجارب المقامة بعد نهاية الموسم للسائقين الشابين في أبو ظبي تم منحه فرصة قيادة بطلة العالم للصانعين سيارة الـ ريد بُل، ومع هذه السمعة العطرة يأتي زميله بالفريق ريتشاردو لكي يشكلا ثنائياً جديد في معركة فيما بينهما ستكون بدون أدنى شك رائعة مليئة بالندية والحماس.