الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٣٨ - الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٠ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


فريق ويليامز في تراجع مخيف!!





كان من النادر أن نرى فريق ويليامز بهذا التراجع المخيف في السنوات السابقة، فلو نظرنا إلى عدد النقاط التي جمعها الفريق نهاية موسم ٢٠١١، لكان من الطبيعي أن نشعر بأنه في غاية السوء، فخمس نقاط طوال الموسم تعتبر مأساوية بحق الفريق الذي لم يحقق هذا التراجع منذ أكثر من ١٥ عاماً عندما حقق آنذاك بطولة العالم، ولكن الفريق الآن اعتمد على نهج جديد لكي يدخل بقوة لموسم ٢٠١٢. أسّس فريق ويليامز القدير السير فرانك ويليامز، والمصمم باتريك هيد، عام ١٩٧٧، وقد استطاعا الخروج بسيارة رائعة هي الـ«أف. دبليو صفر ٧» عام ١٩٧٩، عندما حقق الفريق الفوز الأول ذلك الموسم خلال مجريات جائزة بريطانيا الكبرى كما أكد الفريق عزيمته وقدرته على المنافسة عندما أحرز بطولة العالم الأولى له بقيادة الأسترالي آلن جونز في عام ١٩٨٠.

وحقق الفريق البريطاني بطولة العالم الثانية له للسائقين عبر النجم الفنلندي كيكي روزبيرغ عام ١٩٨٢، وأسهمت شراكتهم مع الصانع الياباني هوندا في تحقيق اللقب عامي ١٩٨٦-١٩٨٧. وفي الشراكة التي عقدوها مع الرينو منذ عام ١٩٨٩، ومع كبير المهندسين باتريك هيد الذي كان جنباً إلى جنب مع خبير الانسيابية الهوائية المصمم أدريان نيوي تحول ويليامز إلى الفريق الأكثر نجاحاً في تسعينيات القرن الماضي عبر تحقيقه بطولة العالم للصانعين خمس مرات بواسطة أربعة سائقين كانوا قد حققوا بطولة العالم للسائقين مع الفريق وهم: نايجل مانسيل، آلان بروست، دايمون هيل، وجاك فيلنوف، بعد رحيل رينو في عام ١٩٩٨، أخذت ويليامز سلسلة جديدة من التحدي عبر قيادتها بمحركات داعمة من المصنع الألماني «بي.أم.دبليو» الذي كان يعطي سيارات سريعة في مطلع الألفية الجديدة، بالرغم من ذلك فإن فريق فيراري ومايكل شوماخر يبديان تناغماً وتضامناً كبيرين فيما بينهما أنتج قوة لا يمكن إيقافها وأبرزت نقص ويليامز حينها، وفي عام ٢٠٠٥، قررت «بي. ام. دبليو» فض شراكتها مع الفريق البريطاني، وأن تصبح مصنعاً بحد ذاتها، من دون التوصل إلى اتفاق حول محركها الداعم ومن دون سائق من عيار الإسباني فرناندو ألونسو أو الفنلندي كيمي رايكونين يظهر لدينا جلياً أن ويليامز ستكون بمستوى منخفض. ويبدأ فريق ويليامز الموسم الجديد من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد بشكل مختلف عن السنوات السابقة مع تغييرات شاملة على المستوى التقني وعلى صعيد الكادر الإداري، فقد عزم الفريق الدخول لبورصة فرانكفورت، وكسب استثمارات جديدة قادمة من أمريكا اللاتينية وقطر، بالإضافة إلى توزع جميع أعماله بعيداً عن دائرة الفورمولا واحد، ونتيجة لذلك تراهن ويليامز عبر تقديمها اثنين من السائقين اللاتينيين، وإن كانا عديما الخبرة إلى حد كبير لكنهما أظهرا مستويات ملفتة للنظر ومشجعة خلال تجارب هذا العام، يعتبر باستور مالدونادو من السائقين الذين يجرّون ورائهم الأموال والموارد الوطنية بشكل قومي، ومع ذلك فلا يمكن لأيّ شخص أن يفوز بلقب بطولة الـ«جي.بي٢» كما فعلها مالدونادو عام ٢٠١٠، فقط بسبب قدرة المال. وفي عام ٢٠١٢ لديه المعدات اللازمة والظروف المميزة للقيادة بشكل مميز، وعليه أن يثبت ذلك مثله مثل أي سائق من سائقي الجيل الجديد لنجوم الفورمولا واحد، مالدونادو هو مثال فريد من نوعه لسائق فورمولا واحد وهو شخصية سياسية جريئة في وطنه فنزويلا حيث يعتبر من أكبر المعجبين والمؤيدين له الرئيس هوجو شافيز الرئيس الاشتراكي، ناهيكم عن شعبيته المتنامية والمتزايدة في أوساط الشعب الفنزويلي.

وقبل أن ينضم بطل العالم لثلاث مرات آيرتون سينا إلى فريق ويليامز - رينو، قال السائق الأسطوري الراحل في عام ١٩٩٣ «إذا كنت تعتقد أنه سيكون لدي خلف سريع، فقط عليك الانتظار حتى تشاهد ابن شقيقتي برونو» ونحن الآن في عام ٢٠١٢ مع برونو سينا ولديه الفرصة لإظهار سرعته وحقيقة معدنه، وأيضاً مع ويليامز رينو، في الواقع بدايته كشاب في السباقات قد انتهت تقريباً في الأول من مايو من عام ١٩٩٤، عندما توفي عمه في سباق جائزة سان مارينو الكبرى، فحاولت عائلته توجيهه بعيداً عن الرياضة، وهذا يعني أنه عندما كان في سن الـ٢١ كان قادراً على البدء في مهنته، وهو عمر المعجزات للكثير من الشباب الذين يحاولون تسلق أعتاب النجومية في سماء الفورمولا واحد، عمل سينا بجد طوال فترات تدربه وكانت لديه فرص نادرة للقيادة، في عام ٢٠٠٦، وخلال سباق جائزة البحرين الكبرى قاد في الاستعراض المخصص للسيارات التاريخية، وقاد في سباق المشاهير على متن واحدة من سيارات الـ«شفرولية لومينا» وبرفقة الـ «سوبر ستار» راغب علامة، وأخيرا في عام ٢٠١٠ كان سينا قادراً على القيادة في الفورمولا واحد عبر امتطاءه لسيارة الـ «أتش. أر. تي» الغير قادرة على المنافسة والميئوس منها، وانضم بعدها إلى فريق لوتس - رينو في عام ٢٠١١ كسائق تجارب، ومُنح البرازيلي مقعد نيك هايدفيلد الذي خرج من الفريق، وكان قد حقق في أول سباق له المركز الثالث عشر في بلجيكا لكنه في سباقه الثاني حقق نقطتين على حلبة مونزا الإيطالية.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة