الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٠ - السبت ١٤ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٢ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية

عشية محادثات إسطنبول

إيران تشعر بـ«خيبة أمل» من التصريحات الغربية وكلينتون تدعوها إلى اغتنام «الفرصة»





اسطنبول- الوكالات: اعربت إيران أمس الجمعة عن خيبة املها ازاء ما ورد في بيان مجموعة الثماني يوم الخميس حول المحادثات التي ستجريها مع الدول الغربية الكبرى بشأن برنامجها النووي اليوم السبت في اسطنبول، وخصوصا مطالبتها بان تثبت مصداقيتها.

فبعد توقف في المحادثات استمر ١٥ شهرا، يلتقي مسؤولون من الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن (الولايات المتحدة، بريطانيا، روسيا، الصين، فرنسا) اضافة إلى المانيا، مع مسؤولين ايرانيين في اسطنبول اليوم السبت، الا ان التصريحات التي سبقت تلك المحادثات اظهرت مستويات انعدام الثقة، حيث قال مصدر مقرب من وفد طهران إلى المحادثات امس الجمعة، ان إيران تشعر بـ«بخيبة امل واحباط» من بيان وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى في ختام اجتماعهم في واشنطن.

وصرح المصدر طالبا عدم الكشف عن هويته «حتى الآن يجد الوفد الايراني ان موقف الغرب كما تم الاعراب عنه في لقاء مجموعة الدول الثماني وتحدثت عنه وسائل الاعلام، مخيب للامال ومحبط»، مضيفا «نأمل ان يكون موقف مجموعة ٥+١ مختلفا».

ويعد لقاء اسطنبول الاول منذ صدور تقرير من الوكالة الدولية للطاقة النووية في نوفمبر يشكك في برنامج إيران النووي، واعراب المحللين عن تشككهم في تحقيق المفاوضات لاي نتائج.

وجاء في بيان لوزراء خارجية المجموعة ان «عدم التزام إيران المتواصل بالتزاماتها بموجب قرارات مجلس الامن الدولي، والوفاء بمتطلبات قرارات مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يسبب القلق البالغ».

وقال البيان ان «الوزراء اكدوا رغبتهم في حل سلمي عن طريق التفاوض للمسألة النووية.. ودعوا إيران إلى الدخول في عملية دائمة من الحوار البناء والجدي من دون شروط مسبقة على اساس من المعاملة بالمثل، ونهج خطوة خطوة لاستعادة الثقة الدولية في الطبيعة السلمية البحتة لبرنامج إيران النووي».

وفي وقت سابق من يوم امس الجمعة دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إيران إلى الاستفادة من «الفرصة» المتاحة لها خلال اجتماع اسطنبول اليوم السبت مع الدول الكبرى لتقديم جواب يتمتع بـ«مصداقية» لتبديد القلق الدولي بشأن ملفها النووي. وقالت كلينتون في تصريح صحفي قبل يومين من اجتماع اسطنبول بين طهران والدول الست الكبرى، ان هذه المحادثات ستكون «فرصة لايران لتقديم جواب ذي مصداقية يرد على قلق المجتمع الدولي» بشأن الملف النووي الايراني.

واضافت كلينتون «على الايرانيين ان يثبتوا جديتهم عندما يأتون إلى طاولة المفاوضات».

الا ان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال امس الجمعة ان استئناف المفاوضات في اسطنبول يحمل «بعض الامل». وقال لافروف لوكالة انباء انترفاكس «ثمة بعض الامل المتصل باجتماع الدول الست مع إيران في اسطنبول في ١٤ ابريل. والمفاوضون الايرانيون قالوا انهم سيقدمون مبادرات جديدة».

وصرح سعيد جليلي الذي يرأس فريق المفاوضات الايراني، في وقت سابق من هذا الاسبوع ان الوفد سيطرح «مبادرات جديدة» على الطاولة في اسطنبول، ودعا الوفود المفاوضة من الجانب الاخر إلى التصرف بايجابية. ولم يكشف جليلي عن تفاصيل المبادرات، الا ان مصدرا مقربا من الوفود الاوروبية صرح لفرانس برس امس الجمعة انه من المرجح ان يحصل الوفد الايراني على رد فعل «ايجابي» اذا «قدم شيئا حول مسألة تخصيب اليورانيوم بنسبة ٢٠ في المئة». واجتمع جليلي بفريقه في القنصلية الايرانية في اسطنبول امس الجمعة.

كما وصلت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تقود المفاوضات نيابة عن مجموعة خمسة+واحد، إلى اسطنبول حيث التقت وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو.

وترغب الدول الغربية من إيران وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة ٢٠ بالمئة، ونقل مخزوناتها الحالية من ذلك اليورانيوم إلى خارج البلاد والانفتاح على عمليات تفتيش اوسع.

وبعد رفض طهران لذلك، فرضت الدول الغربية عليها عقوبات اقتصادية مشددة لاجبارها على وقف نشاطاتها وخاصة في مجال تخصيب اليورانيوم. وتضاءلت التوقعات بامكانية حدوث انفراج في محادثات اليوم السبت بعد ان أكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مرة اخرى يوم الخميس ان إيران لها كل الحق في مواصلة برنامجها النووي الذي أكد دائما انه لاغراض سلمية بحتة. وقال «ان الشعب الايراني يتمسك بشدة بحقوقه الاساسية، ولن يتراجع قيد انملة عن حقه الثابت رغم اقسى الضغوط».

وتشتبه الدول الغربية في ان برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم يخفي مساعي ايرانية لامتلاك اسلحة نووية. ويتوقع ان تضغط كل من الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا والمانيا وفرنسا على إيران للسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بحرية اكبر لدخول منشآتها النووية.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة