الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٥ - الخميس ١٩ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

وزير الصناعة لدى افتتاح أسبوع الإنترنت

دول العالم تطور قوانينها لمكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية الأطفال





أفاد وزير الصناعة والتجارة الدكتور حسن فخرو بأن الوزارة بصدد تفعيل قرار إنشاء مركز معلوماتي للتقنية اليابانية ليكون مقره البحرين على صعيد دول مجلس التعاون والذي تم إقراره في المؤتمر الصناعي لدول مجلس التعاون مع اليابان في عام ١٩٩٧، ويأتي ذلك على ضوء مذكرات التعاون التي وقعتها الوزارة مؤخرا مع وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الياباني ضمن الزيارة الرسمية لجلالة ملك البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة لليابان.

وأشار فخرو إلى أن المذكرة تتعلق بالتكنولوجيا والتعاون مع أكثر الدول المساهمة في التطور التكنولوجي والتقني في العالم مما سينعكس بشكل كبير على البحرين ودول المنطقة في هذا المجال.

ولفت فخرو في تصريحه على هامش افتتاح أسبوع الانترنت الخليجي أمس، إلى أن الحاجة أصبحت ملحة لإصدار التشريعات المقننة لحماية الأطفال والكبار على حد سواء من الإساءة أو الاحتيال أو الإغواء بأشكاله المتعددة.

وتحت شعار «امن الأطفال على الإنترنت» افتتح الدكتور حسن عبدالله فخرو وزير الصناعة والتجارة يوم أمس فعاليات أسبوع الإنترنت الخليجي ٢٠١٢ بقاعة المحرق في فندق الدبلومات بحضور ممثلي الجهات الأخرى المشاركة في التنظيم وهي جمعية البحرين للإنترنت، ورابطة مزودي خدمات المعلومات والاتصالات البحرينية (بيستا)، ورابطة الإنترنت الكويتية.

وقد بدأ الحفل بكلمة لوزير الصناعة والتجارة أكد من خلالها أن فكرة إقامة اسبوع الانترنت الخليجي الذي يأتي للمرة الخامسة على التوالي جاءت لتجسد مرة أخرى النجاح الذي قابلها في المرة الأولى وفي المرات التي تلته، حيث كانت وما زالت البحرين السباقة دائما في تبني كل ما يتعلق من مواضيع وقضايا مشتركة تهم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبالذات فيما يخص قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيقاتها المختلفة ومنها الانترنت.

وأضاف أن أكثر ما يؤرق أولياء الأمور اليوم هو كيفية حماية الأطفال أثناء استخدامهم الإنترنت بما يتوافق مع تعليم ديننا وأخلاقنا. فمع كل ما يحمله الانترنت من فوائد جمة ومزايا عظيمة فإنه يحمل بين طياته أخطارا داهمة وبالذات مع أولئك الذين لا يستطيعون التمييز بين النافع والضار وخصوصا من هم في سن المراهقة. وصحيح ان بعض الدول العربية وخصوصا دول الخليج العربي تستخدم أنظمة حماية إلكترونية خاصة بتصفح الإنترنت، فإن كفاءة ونجاح هذه الأنظمة يظل مرهونا بسرعة التقدم التكنولوجي.

وأضاف أن العالم اليوم أصبح مبهوراً بعصر الإنترنت والاتصالات وبمجتمع المعلومات، ونقف جميعنا مندهشين أمام القفزات الكبيرة في عالم الاتصالات التي بدأت باستخدام البرقية ثم الفاكس ووصلت إلى المواقع الاجتماعية ومواقع الألعاب والافلام، حيث يتميز عصرنا هذا بظاهرة جدية وهي ظاهرة التواصل الاجتماعي من خلال شبكة الانترنت. فالتقنيات الجديدة قد بدلت مفهوم الاتصال تماما بعد ان كان يقتصر حتى وقت قريب على التواصل من خلال البريد العادي والمكالمات الهاتفية عبر الخطوط الارضية ومن ثم الهواتف النقالة، حتى بتنا نشهد اليوم تحولا ثقافيا واسعا متمثلا في امكانية التواصل المباشر بالصوت والصورة عبر الانترنت، ولكن في خضم فرحتنا بهذه التطورات، غفلنا كثيراً عن تأثيراتها على العلاقات الاجتماعية وعلى أفراد الأسرة بشكل عام، والأطفال بشكل خاص.

وقال انه من هذا المنطلق، وضعت العديد من دول العالم المتقدم التشريعات الخاصة بتقنية المعلومات والاتصالات والتي تكفل حماية المجتمع، وذلك من خلال قوانين خاصة بمكافحة الجرائم الالكترونية، بل طورت الأمر من خلال سن قوانين خاصة بحماية الأطفال على شبكة الإنترنت، وهذا نابع من الحرص عليهم والمحافظة عليهم من تجاوز واستهتار بعض المراهقين، ودفعاً لشرور المجرمين، وخصوصا إذا علمنا أن الطفل في غمرة تنقله بين المواقع، واندماجه في عالم الألعاب الإلكترونية يمكن أن يفصح عن هويته وشخصيته الحقيقية، أو عن أي بيانات يمكن أن تسهل الوصول إليه، من دون أن يستوعب العواقب المترتبة على ذلك، مما يوقعه في كثير من الأخطار والانتهاكات. ولكن، بالرغم من سن العديد من التشريعات والقوانين العالمية لحماية الأطفال من الأذى، فإنها لم تستطع ضمان حمايتهم.

وأكد الوزير أن حماية الطفل من أخطار الانترنت أصبحت مسئولية متعددة الأطراف. ومن أبرز الحلول لمجابهة مخاطر الانترنت تكمن في دور الأسرة. فمهمة الوالدين تتمثّل في التوعية والرقابة على أولادهم. فالعديد من الأسر في معظم الأحوال، لا يعلمون ما الذي يفعله أطفالهم أثناء تصفحهم شبكة الإنترنت، كما يجهلون ماهية المواقع التي يزورونها، إذ يجب على الوالدين من هذه الناحية إحــداث نوع من التوازن بين تشجيع الإبداع والابتكار لدى أطفالهم من جهة، وحماية حقهم في التصفح الحر الملتزم من جهة أخرى.

كما لفت إلى أهمية تشجيع القائمين على صناعة تقنية المعلومات على تفعيل نوع من التنظيم الذاتي لعملهم، إلى جانب تقديم الدعم للمؤسسات التعليمية والأسر لتدريب الأطفال على الطرق المثلى لتصفح الإنترنت من دون أضرار بهدف إيجاد الحلول لتعزيز أمن الشبكة. ويبدو لي ان دور القطاع الخاص بالغ الأهمية في هذا المجال أيضا. فالحق أن الحكومات لا تستطيع وحدها خلق بيئة إلكترونية آمنة، فإيجاد نوع من الشراكة الاجتماعية على المستوى العام كفيل بخلق بيئة عمل مواتية تسهم في محاربة الاخطار المحدقة بأطفالنا.

ثم ألقى السيد أحمد الحجيري عضو رابطة مزودي خدمات المعلومات والاتصالات البحريني (بيستا) كلمة اللجنة المنظمة للأسبوع، رحب فيها بالحضور وشكر وزير الصناعة والتجارة على رعايته الكريمة للفعالية، كما أوضح أهمية الفعالية على المستوى الخليجي. وتلاه عرض تقديمي قدمته د.عزة الشناوي مدير قطاع التعليم والمسؤولية الاجتماعية لدى مايكروسوفت الخليج وتناولت فيه دور الألعاب الالكترونية في قطاع التعليم وتأثيرها على مخرجاتها ومن بعدها عرض المقدم محمد بن ديّنه مدير إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية مملكة البحرين شرح مختصر تناول فيه التشريع البحريني ودوره في حماية الطفل من الانترنت.

وبعد ذلك تم تكريم الرعاة والمنظمين من قبل وزير الصناعة والتجارة وهم: شركة مايكروسوفت وإدارة مجمع السيتي سنتر البحرين، ومؤسسة ليلى فخرو لتنمية المجتمع وشركة إيحاء جرافيكس وشركة مستقبل الخليج للأعمال ووزارة التربية والتعليم ممثلة بإدارة الخدمات الطلابية وجمعية البحرين للإنترنت، ورابطة مزودي خدمات المعلومات والاتصالات البحرينية (بيستا) وصحيفتي الوطن والأيام لكونهما راعيا إعلاميا للحدث.

وقد ابدى الجمهور ومن بينهم الهيئات التعليمية والطلبة والطالبات تفاعلهم مع الموضوع الذي تم طرحه هذا العام.

من جهتها قالت الدكتورة عزة الشناوي مدير قطاع التعليم والمسئولية الاجتماعية لدى مايكروسوفت الخليج، ان الطريق الآمن للطفل للولوج إلى الانترنت هو توعية الطفل بالمخاطر بشكل أولى ومن ثم تحديد وقت زمني محدد للتصفح ضمن مواقع محددة وإبقاء جهاز الكومبيوتر في منطقة مفتوحة في البيت، وخاصة أن دخول الإنترنت يأتي من عدة وسائط.

وقال المقدم محمد بن دينة مدير الإعلام الأمني بوزارة الداخلية ان التشريع الموجود ليس متكاملا ولا يغطي معظم الجوانب لكونه يركز على واجبات وحقوق الطفل في حين ان التشريع لابد ان يكون متكاملا حيث أوجدت هيئة الاتصالات (إرشادية سلامة الطفل على الانترنت) والتي يمكن الاستفادة منها بشكل كبير.

وأشار إلى تباين تنفيذ القانون لمستخدمي الانترنت بصورة خاطئة.

وقال احمد الدوسري مدير إدارة السلامة الالكترونية ان الهيئة قامت بدراسة واقع السلامة على الانترنت في عام ٢٠١٠ ويشمل ٢٥٠٠ طالب وطالبة، و٨٠٠ شخص بالغ وأظهرت النتائج ان ٤٣% ممن شملتهم الدراسة يتعرفون على شخص للمرة الأولى ويدعونه إلى (اون لاين) كما ان نسبة كبيرة تتسلم ايميلات ويفتحونها وتعود إلى أشخاص لا يعرفونهم كما ذكر بعضهم انه لا يجب دعوة الأم أو الأب في الفيس بوك والذي يعد بدوره أمرا مقلقا.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة