الحل أمامك
 تاريخ النشر : السبت ٢١ يناير ٢٠١٢
قصة جميلة من التراث الروماني تتحدث عن آخر ليلة لأحد المحكوم عليهم بالإعدام, حيث زاره قاضي المملكة في الليلة الأخيرة فقال له هل لك أمنيه تريد أن نحققها لك؟ فقال السجين: نعم، إذا كان من الممكن إطلاق سراحي، فقال له القاضي: لك هذا. قال السجين: كيف؟ فقال له القاضي: يوجد منفذ وحيد في هذا السجن هو طريقك للحرية. فخرج القاضي وحاشيته من السجن. فقام السجين يبحث هنا وهناك في السجن حتى استطاع أن يحرك صخره وإذا وراءها نفق عميق فأخذ السجين يزحف حتى وصل إلى آخر النفق فإذا هو مسدود، رجع وقد أخذ منه التعب مأخذا, استراح قليلا ومن ثم باشر البحث عن المنفذ وأيضا وجد نفقا آخر, مشى فيه وكلما تعمق أحس بهواء بارد ينبعث من آخر النفق فعرف انه في طريقه للخروج من هذا السجن ولكن مع الأسف وصل إلى آخر النفق فإذا هو مغلق بشبابيك حديد صلد مثقب، استطاع منه أن يشم الحرية. ورجع وهو لا يكاد يقوى على ذلك، وظن أن القاضي يمزح معه وهو يعلم أن هذه هي آخر ليلة في حياته. وجلس حزينا طوال الليل يندب حظه, حتى حان الفجر. جاء القاضي وحاشيته وهو مستغرب لأن السجين ما يزال موجودا في السجن، فبادره القاضي: لماذا لم تخرج من السجن؟ فقال له السجين: يا صاحب المقام الرفيع بحثت في كل شبر من زوايا هذه الغرفة وكلما وجدت نفقا قلت وجدت الحرية، إلا أنني أفاجأ بالنفق مسدودا في نهاية المطاف. فتبسم القاضي قائلا له لكنني لم اكذب عليك ولا يجوز عليَّ ذلك وأنا كنت صادقا، فإنه يوجد منفذ واحد لطريق الخلاص من هذا السجن ولكنك أنت صعبت على نفسك الأمور, فقال السجين: كيف؟ قال له القاضي لأنك بحث في الحلول الصعبة ولم تفكر بالحل الأسهل, قال السجين: كيف؟ قال القاضي: لأنني تركت لك باب الزنزانة مفتوحا, وأمرت الجنود بأن يتركوك تسير إلى خارج السجن إذا خرجت من باب الزنزانة إلا انك لم تفكر بهذا الأمر وبالتالي لن أعدمك ولكن سنخفف الحكم عليك بأن تكون سجينا مدة طويلة.
انتهت هذه القصة الرائعة التي تعلمنا الكثير من الأمور وهي اننا كثيرا ما نفكر بحلول صعبة ومعقدة للكثير من الأمور والقضايا والمشاكل التي تمر علينا سواء على صعيد العمل أو المنزل أو المجتمع وأيضا على صعيد خلافاتنا مع من نحب.. وبالتالي، فبدلا من أن نقصر من فترة الاختلاف بأن نجد الحلول النافعة والسهلة فإننا نرى أنفسنا قد اطلنا الفترة والمسافة ونرى أن الأمر رويدا رويدا يخرج عن زمام أمورنا.
مجدي النشيط
.