عذاب النفس في أروقة الراحة
 تاريخ النشر : الاثنين ٢٣ أبريل ٢٠١٢
العمل التطوعي يحتاج إلى العمل الجاد والإخلاص لله سبحانه وتعالى ويحتاج إلى التفرغ وبذل كل الجهود في سبيل تحقيق ما يتطلبه المجتمع للرقي به ورفع مستواه وتحسين معيشته في شتى المجالات، والحقيقة ان في هذا العمل التطوعي الجاد لا يوجد هناك شيء اسمه الاعتماد الكليّ أو الاتكالية الجزئية بل جمع كل الجهود المتوافرة لدى المتطوع ووضعها من دون اللجوء إلى الأساليب العقيمة التي يستخدمها البعض في سبيل إعاقة وتفتيت جهود ذلك العمل التطوعي لشل الحركة التي تخدم معظمّ الناس، ويعتقد الكثيرون ممن يتقدمون الى العمل التطوعي بأنهم سيلاقون الراحة وسيكتسبون الكثير من المزايا الاجتماعية.
وتحقيق الآمال والأحلام وكل ذلك سيأتي لهم وهم جالسون من دون تعب أو عناء، ويعتقدون أن العمل التطوعي متعة يضيفونها إلى ما لديهم من متع حيث ينقضي الوقت بتبادل الأحاديث وشرب الشاي والقهوة.
إلى هنا أخي القارئ أود أن أوجه كلمة حقّ وأنا على يقين بأنك توافقني عليها وأريد أن أقولها بصراحة كاملة، أبتعدوا أنتم من لا تستحقون كلمة متطوع واتركوا المخلصين يعملون بكل ما لديهم من طاقة في سبيل توصيل كلمة الحق وخدمة المجتمع بإخلاص أينما كان، ولا تزّجوا بأنوفكم وتعبثوا بمن يخلص في هذا المجال والعمل المقدس فإذا كنتم غير قادرين على العطاء الكامل للذين ينتظرون منكم ذلك فلماذا تشغلون المناصب التي لا تستحقونها؟ مع العلم أن هناك الكثير ممن لديهم الرغبة الكاملة والقدرة على العطاء بإخلاص وخوف من الله، ويقال إن «الوقاية خير من العلاج»، وعلى المخلصين والأكفاء في هذا النوع من العمل التطوعي أن يتقّوا شر المفسدين الموجودين بيننا، فلنسرع على وضع حد لمزاولتهم هذه الأعمال فلننقذ ما يمكن إنقاذه.
صالح بن علي
.