الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٥٦ - الاثنين ٣٠ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٩ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


النافخون فـي الكير !!





من الواضح جداً أنّ هناك من بدأ بحربه الخفيّة والخبيثة لتمزيق العلاقات بين دولنا، أكثر ممّا هي عليه الآن من بؤس وشقاء!

حادثة جنائية بسيطة، تحوّلت في ساعات إلى أزمة دبلوماسية بين مصر والسعودية، وصلت إلى حد سحب السفير السعودي من القاهرة، ووقف إصدار التأشيرات للمواطنين المصريين الراغبين في الذهاب إلى السعودية؟!

من فنون التحليل السياسي - كما يقال- أن تبحث دائماً عن المستفيد من الحدث حتى تستطيع تكوين صورة متكاملة عن أبعاده الحقيقية.

لا يخفى على أحد أنّ المملكة العربية السعودية كانت مستهدفة تاريخياً لكونها أرض الحرمين، ولكونها تمثّل ثقلاً في العالمين العربي والإسلامي، ذلك الاستهداف ارتفعت وتيرته بعد وقوف الأشقاء في المملكة العربية السعودية مع البحرين وقفة الرّجال أثناء محنتها الأخيرة.

النّباح الإيراني بمختلف أبواقه الإعلامية والحقوقية عندما يتكلّم عن قضيّة البحرين، كان يستهدف السعودية أولا، والسبب لا يخفى على ذي لبّ!

رؤوس رئيسية في التحرّك الأخير ضدّ السفارة السعودية في القاهرة، معروفة بهواها الإيراني، وهي التي وقفت في صفّ من أراد خطف البحرين قبل عام!

النَّفس الإيراني حرّك مجموعات في القطيف للخروج بمظاهرة لمناصرة «الجيزاوي» وهو الشّخص المتسبّب بالأزمة، والذي أقرّ السفير المصري في الرياض بأنّه قام بتهريب أقراص مخدّرة مستغلاٌّ تأشيرته لأداء العمرة!

طالما عملت إيران على فصل مصر عن محيطها العربي الإسلامي، وطالما نشرت خبائثها لاختراق الشعب المصري واستغلال حاجته، وها هي الفرصة تبدو لهم أكثر من مواتية لتحقيق أحلامهم التوسّعية.

إيران بدأت بضخّ مئات المليارت لاختراق تونس وليبيا، ما يعني أنّ مصر ما هي إلاّ جزء من مخطّط كبير تسعى الى تحقيقه استغلالاً للانفتاح الذي حدث في تلك الدول بعد الثورات العربية الأخيرة.

بالأمس اعتبر وزير الخارجية السّعودي الأمير سعود الفيصل أنّ التنسيق والتعاون بين الدول الخليجية قد لا يكون كافياً بسبب التهديدات القائمة، كما دعا إلى صيغة اتحادية تستطيع مواجهة التحديات والأزمات القائمة، وهو بذلك يعني ما يقول، ولا يحتاج كلامه إلى تفسير.

كل الدلائل تشير إلى أنّ فشل الأمريكان والإيرانيين في معركة «البحرين»، لم يردعهم عن مواصلة معركتهم مع دولنا وهويتها العربية والإسلامية.

لمعرفة تفاصيل تلك المنافع، وجّهوا أنظاركم الى عراق الاحتلال الأمريكي والإيراني، لتشاهدوا ماذا أنجبت العلاقة المحرّمة بينهما هناكبرودكاست: مصر قلب الأمّة النّابض، والسّعودية هي درعها الواقي، نرجوكم أن تسارعوا في إصلاح ذات بينكم لأنّ أمتّنا لا تحتمل مزيداً من الفرقة والنّزاع.

وردة: مقابلة سمو رئيس الوزراء مع مجلة «دار شبيغل» الألمانية، ومقابلة عبدالعزيز بن مبارك آل خليفة للقناة الإنجليزية الرابعة، قدّما خطاباً شجاعاً وراقياً هو ما كنّا ننتظره منذ زمن!

أولئك يظنّون أنّهم يمتلكون الديمقراطية، وهم في الحقيقة أسوأ من يمارسها، لذلك فإنّ الردود الصارمة المُفحمة والبعيدة عن المجاملات والدبلوماسية، هي ما يفقأ عيونهم، ويوقفهم عند حدّهم.

آخر السّطر: لكِ الله يا سوريا.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة