الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٤٥ - الخميس ١٩ أبريل ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ جمادى الأولى ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مصارحات


«الطّوفة الهبيطة»!!





موقفان حدثا أمس الأوّل، يتشابهان في الاستفزاز وقلّة الحيلة، ويؤكدان أنّنا مازلنا نتعامل مع السياسة بردّة فعل عشوائية وعاجلة، بينما غيرنا هو من يصنع الحدث ويعرف كيف يدير مصالحه وإن كانت قذرة!

ما حدث من اقتحام لسفارتنا في بريطانيا، يمكن استيعابه عبر طرح سؤالين اثنين: أولّهما: كيف وصل هذان الإرهابيان إلى أعلى السّطح، بالرّغم من أنّ المباني موجودة في شارع مشهور بحساسيته الدبلوماسية، ووصف العملية بـ «التسلّل» غير مقبول ولا يمكن لعاقل أن يصدّقه!

بإمكانك أن تتسلّل من بيت تمتلك كل مفاتيحه، لكن كيف تتسلّل من مبنى دبلوماسي يتبع دولة أخرى وهي النرويج، ومعك «بنرات» وصور، إلاّ إذا كان هناك «إنّ» كبيرة في الموضوع؟!

السؤال الثاني، وهو الأدهى والأمر، «هل كيف» لم تستطع الشرطة البريطانية بجبروتها، القبض على الإرهابيين إلاّ بعد ٢٤ ساعة؟!

الهدف واضح، وهو توفير مساحة من الوقت لجذب الوسائل الإعلامية بهدف تسليط الضوء على البحرين، أكملَت تنفيذ أهدافها قنوات الـ(بي بي سي) وقناة الجزيرة والفرنسية، والاختراق مستمر، والمليارات تدفع، والدول «الصديقة» مازالت تعبث معنا!

الموقف الآخر الأشدّ إيلاما، هو موقف دول مجلس التعاون الخليجي ممثلين في وزراء الخارجية، حيث اجتمعوا بعد استفزاز نجاد الأخير، لينطبق عليهم المثل القائل: تمخّض الجبل فولد فأرا!

استفزاز بهذا الحجم، واجتماع عاجل، قلنا ستنتفض دولنا على إثره بموقف مزلزل، يعبّر عن حجم الاستفزاز الإيراني الذي لم يتوقّف!

فوجئ الجميع بأنّ البيان كان رسالة استنكار فقط، واعتبار تلك الزيارة بمثابة استفزاز وانتهاك لسيادة الإمارات العربية المتحدة!

كلنا استنكرنا، وكلنا نعلم أن تلك الزيارة كانت استفزازية، لكنّنا حقيقة صُدمنا بذلك البيان الباهت الذي لا يحرّك ولا شعرة في نظام مذهبي حاقد، مازال يرسل تهديداته، ويتبعها بممارسات على الأرض، تؤكّد سوء سريرته وعداءه للخليج وعروبته.

ماذا يفيد الاستنكار والتجارة الإيرانية في دولنا - وبالأخصّ في دولة الإمارات - تدرّ المليارات على الاقتصاد الإيراني؟!

ماذا يفيد الاستنكار، وإيران مازالت تلعب مع أمريكا وبريطانيا لعبة كرة الطائرة ضدّ البحرين وضدّ دولنا الخليجية مجتمعة، فهذه تستقبل والأخرى ترفع والثالثة «تكبس»؟!

دولنا للأسف، مازالت ترفض توظيف قوّتنا الخليجية الداخلية، واستغلالها بما يحقّق لدولنا السيادة الكاملة والحقيقية.

برودكاست: كتب أحد الأصدقاء - بلغته العامّية - في حسابه على تويتر يوم أمس التالي: «زين لو يلست فوق سطح سفارة بريطانيا هني في البحرين، تتوقّعون يأذن علي المغرب وآنا بمكاني»!!

سؤال: ما سرّ توافقهم للتشويش على البحرين وإشغالها في هذه الفترة؟!

جواب: لأنّ البحرين تتعامل معهم كدول صديقة، وهم يتعاملون مع البحرين ودول الخليج كـ«طوفة هبيطة»! أو كما قال أحد الزملاء، خطواتهم مدروسة، وخطواتنا «مهروسة»!!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة