الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٢ - الأحد ٦ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


دمشق تشيع قتلاها بتظاهرات حاشدة وانفجار دام يهز حلب





بيروت - الوكالات: خرج آلاف الاشخاص في دمشق أمس السبت لتشييع قتلى تظاهرات يوم الجمعة، عقب انفجارات هزت العاصمة ومدينة حلب التي سقط فيها خمسة قتلى. وبلغ عدد القتلى في سوريا أمس السبت ١١ توزعوا على حلب وريف حمص وادلب.

وقال ناشطون في تنسيقيات دمشق ان «آلاف الاشخاص خرجوا في حي كفرسوسة لتشييع الشهداء الذين سقطوا برصاص الامن السوري اثناء تظاهرات الجمعة». وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان «شارك اهالي حي كفرسوسة بدمشق في تشييع حاشد للشهداء الذين سقطوا الجمعة خلال اطلاق الرصاص» من قوات الامن على متظاهرين، مشيرا إلى ان قوات الامن «اطلقت القنابل المسيلة للدموع». وبحسب تنسيقيات دمشق، فإن قوات الامن اطلقت النار ايضا لتفريق المتظاهرين ما اسفر عن اصابة عدد منهم، واعتقلت عشرات آخرين. وفي حي التضامن في دمشق، خرج آلاف الاشخاص للمشاركة في التشييع بحسب ما افاد المتحدث باسم مجلس الثورة في دمشق ديب الدمشقي. وافادت تنسيقيات دمشق بتنفيذ قوات الامن حملة اعتقالات في حي التضامن.

وقتل في سوريا يوم الجمعة ٢٩ من بينهم تسعة متظاهرين سقطوا برصاص الامن في حيي كفرسوسة والتضامن في العاصمة، بحسب المرصد. وهي الحصيلة الاكبر لقتلى يسقطون في تظاهرات وقمع في العاصمة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس من العام الماضي.

ودعا المجلس الوطني السوري المعارض المراقبين الدوليين إلى التوجه أمس السبت إلى هذين الحيين لحضور تشييع القتلى، ولم ترد انباء عن حصول ذلك فعلا. واعتبر المجلس ان تظاهرات دمشق «تثبت للنظام ان زعمه بأن دمشق مدينة محايدة مجرد زعم سقط في دمشق، وقبل ذلك في ريفها، منذ وقت طويل، كما سقط زعم مماثل في مدينة حلب القطب السكاني والاقتصادي والحضاري الآخر في سوريا».

وسبق تظاهرات التشييع، انفجاران هزا دمشق صباحا، تبين ان الاول وقع في اطراف العاصمة اثناء مرور حافلة عسكرية وأدى إلى اصابة ثلاثة جنود بجروح، والثاني ناجم عن عبوة وضعت تحت سيارة عسكرية في شارع الثورة التجاري الحيوي من دون ان يبلغ عن وقوع ضحايا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وشهدت بساتين حي برزة في دمشق صباح أمس السبت اطلاق نار من قبل القوات النظامية التي تنفذ حملة مداهمات واعتقالات، ما اسفر عن سقوط جرحى، بحسب المرصد وناشطين.

وفي حلب قتل خمسة اشخاص على الاقل في انفجار وقع على مقربة من مغسلة للسيارات في منطقة تل الزرازير، بحسب المرصد. ولم تعرف ملابسات هذا الحادث بالتفصيل.

وقالت الناشطة نور الحلبية من مدينة حلب «ان اصوات اطلاق رصاص تلت صوت الانفجار فيما عملت قوات الامن على قطع الطرقات».

وشهدت مدينة حلب في الاشهر الماضية انفجارات عدة اسفرت عن مقتل وجرح عدد من الاشخاص. وتشهد دمشق وحلب تصاعدا في الحركة الاحتجاجية منذ اشهر.

ويوم الخميس، قتل اربعة طلاب في جامعة حلب برصاص الامن السوري الذي اقتحم الجامعة عقب تظاهرات ليلية تنادي بإسقاط النظام. وقد علقت جامعة حلب دروسها منذ ذلك الحين «بسبب الاوضاع الحالية».

وفي منطقة حلموز المجاورة لقرية الغنطو في ريف حمص قتل خمسة اشخاص اثر سقوط قذيفة هاون على مقربة من منزلهم، بحسب ما افاد المرصد. وكان البيان الاول للمرصد قد اشار إلى سقوط قتيل واحد وعدد من الجرحى.

وخرجت أمس السبت تظاهرة طلابية في دير الزور احتجاجا على قمع السلطات لطلاب جامعة حلب، بحسب المرصد.

كما خرجت تظاهرة في السويداء هتف المشاركون فيها «الشعب يريد اسقاط النظام» و«بالروح بالدم نفديك يا حمص» و«الشعب السوري واحد» بحسب مقاطع بثّها ناشطون في السويداء على الانترنت.

وتستمر اعمال العنف في سوريا رغم وجود طليعة بعثة المراقبين الدوليين منذ ١٦ إبريل للتثبت من وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في ١٢ ابريل.

في مدينة الرستن في ريف حمص التي تعد احد معاقل الجيش السوري الحر، والتي زارها قائد بعثة المراقبين الجنرال النروجي روبرت مود يوم الجمعة والتقى فيها قيادة المجلس العسكري للجيش الحر بحسب ما اظهرت مقاطع بثها ناشطون، دارت اشتباكات عنيفة على المدخل الشمالي بين القوات النظامية والمنشقين، بحسب المرصد. وفي ادلب افاد المرصد السوري بمقتل مسؤول في حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا برصاص «مسلحين مجهولين».

وقتل اكثر من ٦٠٠ شخص منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ، بينما تجاوز عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس ٢٠١١ الاحد عشر الفا معظمهم من المدنيين.

ويعمل على مراقبة وقف اطلاق النار في سوريا حوالي ٣٠ مراقبا، ويفترض ان يرتفع عدد المراقبين الموجودين في سوريا للتثبت من وقف النار ليصل إلى ٣٠٠، بموجب قرار مجلس الامن الدولي الداعم لخطة انان.

من جهة ثانية اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان «ان قوات الامن السورية داهمت منزل المحامي والناشط الحقوقي سعد مصطفى الخش في مدينة مصياف بمحافظة حماة واعتقلته وصادرت سيارته وجهاز الكمبيوتر الخاص به واقتادته إلى مكان مجهول». ووصف المرصد في بيانه المحامي المعتقل بانه من «داعمي الحراك السلمي في سوريا» داعيا إلى «الافراج الفوري وغير المشروط» عنه.

كما قالت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان السلطات افرجت عن ٢٦٥ موقوفا على خلفية الاحداث «ممن لم تتلطخ ايديهم بالدماء».

وبحسب سانا فان السلطات افرجت عن اربعة الاف موقوف منذ نوفمير٢٠١١. وكان البيت الابيض قد اتهم يوم الجمعة الحكومة السورية بعدم احترام خطة السلام المدعومة من الامم المتحدة وأدان الهجوم على جامعة حلب. كما تحدث احمد فوزي المتحدث باسم موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة كوفي انان يوم الجمعة من جنيف عن «مؤشرات بسيطة» على احترام الخطة ميدانيا. وقال «هناك مؤشرات بسيطة، بعض الاسلحة الثقيلة سحب وبعضها الآخر بقي، بعض اعمال العنف تراجع وبعضها الاخر يتواصل هذا الامر غير مرض». وتنص خطة انان إلى سوريا على وقف اطلاق النار باشراف دولي، وسحب الاسلحة الثقيلة من المدن، والسماح بدخول المساعدات، والسماح بالتظاهر السلمي، والبدء بحوار سياسي حول مرحلة انتقالية.

وتجري هذه التطورات في سوريا قبل يومين على موعد اجراء الانتخابات التشريعية المقرر في السابع من مايو، والتي يصفها محللون بأنها «شكلية» فيما تقاطعها المعارضة التي تصفها بأنها «مهزلة» في ظل استمرار اعمال العنف.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة