الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٣ - الاثنين ٧ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


قضية حق أُريدَ بها باطلٌ





حتى الأطفال صاروا يعرفون انهم محبوسو هؤلاء مواطنينا الأعزاء في قمقمِ ولاية الفقيه إلا هم.

تطوير الديمقراطية ورفض التعديلات الدستورية والجماعات المذهبية السياسية التابعة لولاية الفقيه تقولُ أشياء أخرى كثيرة في البحرين ولبنان والعراق وسوريا وغيرها.

البطولة الصاروخية الحزبية الطائفية في لبنان تصرخُ بما هو أعظم خطراً، وحين يقول اللبنانيون من كل الطوائف يجب أن يكون السلاح بيد الجيش الوطني وحده ومؤسسات الدولة هي المسئولة عن الدفاع، وكفاية ما خربتم من لبنان وعرضتموه للحرق والإبادة، ترفض جماعةُ ولاية الفقيه معبرة عن الدكتاتور الإيراني بأنها المقاومة والدفاع عن الأرض وتحرير الشعب وما إلى ذلك من قضية حق أُريد بها باطلُ الدكتاتورية العسكرية الإيرانية.

والعراق يعيشُ أخطر من مشكلات البحرين بفقرهِ وصراعاته من الجرائم والمذابح التي تقومُ بها القاعدةُ وبقايا الدكتاتوريةِ السابقة والتنظيمات الشيعية الإرهابية، وحين يقول الوطنيون العراقيون من كل القوميات فلنتحد ونقم وطناً واحداً نبعدُ فيه المذهبيات المسيِّسة الممزِّقة والقوميات المتعصبة، يجري رئيسُ وزراء العراق نحو إيران ويجلس مع القادة هناك مزيحاً علمَ بلاده.

هل يمكن أن يقف تنظيمٌ سياسي ضد تطورات بلده الديمقراطية والمساواة بين مواطنيه وتكريس دخوله من أجل الشعب والطبقات والجماعات كافة؟

لا يمكن ذلك، ولكن الشروط المتصاعدة وفرض الهيمنة واضحة لإنشاء حالة تأزيم مستمرة، ولستم أنتم أيتها القواعد الشعبية والعمال الفقراء من يضعها، بل هناك القادة الذين يربطون تطور بلدنا بالتأزيم من أجل ذات الأهداف الإيرانية التي تقع في حبائلها التنظيماتُ السياسية الشيعية في لبنان والعراق.

هل هذه قضيةٌ رياضيةٌ بحاجةٍ إلى علماء كي يحلوها؟

نعرف أنكم تعانون دكتاتورية ولاية الفقيه، وبعض الظروف في العيش والحياة، لكن هذه المشكلات لا تُحل من خلال جماعة واحدة، ولا من خلال طائفة واحدة، بل من خلال نضال وطني مشترك، من خلال ارتقاء الجميع عبر الديمقراطية.

لقد حبستم أنفسكم في واقع هذه الدكتاتورية وتركتم بعضَ النخب تسيطرُ عليكم، ولم تقيموا تعدديةً داخلية وتبادلاً واسعاً للآراء، ولم تتسعْ صدورُكم للرأي والرأي الآخر، ولم تنشروا الفكر الديمقراطي التنويري بينكم، لكن تستطيعون أن تناضلوا داخل هذه الدكتاتورية بأن تفتحوا بعضَ الثغرات فيها وتوسعوا الترابطَ الديمقراطي بينكم، وتطرحوا الأسئلةَ المهمة حول مسائل جوهرية مثل: إلى متى نحن ممزقون شعبيا وإسلاميا؟ وإلى متى نحن مربوطون بسلاسل فرعون في طهران؟ وكيف نجنبُ أهلَنا مغامرات النظام الإيراني التي يعدها لإغراق المنطقة بالحرب؟ كيف نحمي مذهبنَا وأهلَنا من هذا التسييس البشع لرموزنا وتاريخنا؟ كيف نعارضُ من داخل الوحدة الوطنية العربية في كلِ بلدٍ عربي ونناضلُ لأجل تطوير حياة أهلنا؟ كيف نطور بلدنا عبر الصراع والوحدة معاً؟ كيف نجعل الاختلاف يؤدي إلى تطور مصالحنا المشتركة ويعزز من تطور الديمقراطية؟

نعم اللسانُ مقطوعٌ، والقمعُ منتشرٌ بينكم، يمنعكم حتى من إبداء أي صوت اعتراض، نحن نعرف ذلك، ولكن أدوات النضال كثيرة وما يبدأ بالأسئلة والنقد يتحول إلى انتفاضة على الولاية المرتبطة بمشروع الفاشية الإيرانية.

التعديلات الدستورية وتطوير الديمقراطية في بلدنا وفي كل البلدان ومقاومة العدو الصهيوني ووحدة الشعوب العربية والإسلامية ضد المتدخلين هي كلها قضايا حق، ولكن عبر التوحد الديمقراطي الشعبي وعزل المذهبيات السياسية الممزقة للشعوب، ولا يمكن لجماعةٍ أن تقومَ بخرق السفينة على أساسِ إنقاذها، وهي تأخذُ الأوامرَ من سفينة أخرى، يهمها أن تستولي على قوى الآخرين، وهي تفتح ثغرات في قيعانها وتدع المياه والألغام تتفجر فيها وتغرقها.

ولو كان الربانُ الإيراني حكيماً لوحدَ السفنَ العربية والإيرانية والكردية والتركية، وما جعل السفن الغربية هي التي تهيمنُ على البحار والأجواء الإسلامية والدولية، ولكنه أحمق، فيجب ألا نجعلَ الحماقةَ تقودنا وتعرضنا للدمار.

الربانُ الإيراني يهمه الحفاظ على نظامه الدكتاتوري المتخلف وغير راغب في التعاون مع محيطه العربي الإسلامي، وقد قرأتم كيفية تنامي الاستفزاز حول الجزر الإماراتية المحتلة، وكيف يتم التصعيد العسكري الخطر على الجميع.

ألم تسمعوا بذلك؟ هل كان لكم يوما موقف واحد ضد هذه التدخلات وقمع ملايين المواطنين (الشيعة) في إيران؟ ونركز في قمع الشيعة لأن القوميات الأخرى والمذاهب مقموعة من قديم، لكن هل كان لكم موقف واحد فقط مع إخوتكم وأخواتكم في المذهب نفسه؟

أنتم لستم مع الشيعة هنا أو هناك، بل أنتم مع الدكتاتورية الحاكمة في طهران، ويجب أن تعرفوا ذلك بدقة، لأن اللبسَ هنا خطر خطر.

إنهم يستخدمون القوى المذهبية المسيَّسة التابعة كأدوات ولا يهمهم مصيرها ومصير البلدان الأخرى، ولكن نحن يهمنا ذلك ونسعى إلى تطوركم وبقائكم وسلامتكم.

إن توسع المعارضة لنظام ولاية الفقيه وانضمام قوى إسلامية وقومية وشعبية واسعة هما الطريق لتغيير منطقتنا، ونشر السلام وتوسع الديمقراطية وحقوق المواطني



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة