الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٦٣ - الاثنين ٧ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرأي الثالث


من يحمي المواطن من «نصب واحتيال الخدم»؟





معظم القوانين والأنظمة واللوائح المعمول بها في البلاد تقف في صف العامل والخادم، تارة بدواعي نظام العمل الدولي، وتارة أخرى بدواعي حقوق الإنسان، وتارة أخيرة كذلك بدواعي القضاء على نظام الكفيل، ولكن لا يوجد قانون ونظام في البلد ينصف رب العمل ورب الأسرة تحت أي دواعي وتبريرات، في ظل تصاعد رواتب العامل والخادم، وتزايد قيمة التأشيرة (الفيزا)، واشتراطات السفارات الأجنبية، ناهيك عن الدوامة التي يعيشها المواطنون في حال هروب العامل، والغرامة التي يدفعها.

بالطبع لست أول من يكتب عن هذا الموضوع، وبالتأكيد لن أكون الأخير، ولكن الهم المتجدد الذي يعيشه المواطن مع حقوق العامل والخادم أن يقوم رب الأسرة البحريني وعن كل طيب خاطر وحسن نية حينما يقرر العامل أو الخادم أن يسافر ويدعي الرجوع مرة أخرى ويحلف بأغلظ الأيمان بحسب الرب الذي يعبده، فيقوم المواطن بدفع تذكرة السفر، وتقوم الأسرة بإعطائها الثياب والهدايا، ثم تكون الرحلة سفرة بلا عودة، ليخوض المواطن بعدها في هم الحصول على تأشيرة أخرى مع ضياع كل ما صرفه في ظل غياب قانون يحمي المواطن من نصب العمال والخدم.

أحد الأصدقاء أخبرني بأن الخادمة الآسيوية التي لديه قررت السفر قبل انتهاء مدة (التأشيرة) لدواعي التبرير الذي يقوله كل الخدم (بابا موت) أو (ماما يسوي عملية خطيرة)، فقام الصديق بشراء تذكرة للخادمة، وتكرم بشراء أغراض لها من باب الكرم البحريني الحاتمي في مثل هذه الحالات، وأضاف لها بشراء تذكرة مرجعة، ولكن المصيبة أن الخادمة بعد أن استقرت في بلادها بعثت رسالة هاتفية تعتذر من عدم العودة والعمل مرة أخرى، فضاعت الأموال التي صرفها، ولم يجد من الإحسان والتعامل الطيب سوى الهروب والنصب.

صديقي اليوم مطلوب منه وبحسب النظام أن يشتري تذكرة سفر للخادمة ويلغي تأشيرتها، ويضع تلك التذكرة لدى شركة الطيران في المطار مدة سنتين، حتى إذا ما رجعت في أي وقت يتم تسفيرها مباشرة، لأن تأشيرة دخولها قد تم إلغاؤها. وبذلك قام صديقي بدفع أموال كثيرة مع كل تلك الإجراءات، وسوف يدفع أكثر حينما يقرر إصدار تأشيرة جديدة.

قلت لصديقي مسكين أنت إنني لدي خادمة طيبة وقد أكرمتها الأسرة كثيرا، وحينما قررتْ السفر بعد عمل مدة سنتين، توسلت بأنها سترجع لنا لأنها لن تجد من يعاملها مثلنا، وقد بعثت الى الخادمة تذكرة جديدة وقمت باستكمال جميع إجراءات إصدار التأشيرة الجديدة، وهي تتصل بنا يوميا وتؤكد بأنها سترجع، فهي تحب الأطفال، ونحن نحسن التعامل مع الخادمة.

حينما عدت لمنزلي وكان من المفترض أن تصل الخادمة بعد يوم واحد، أبلغتني ابنتي أن الخادمة بعثت رسالة هاتفية تقول فيها إنها قررت عدم العودة وتعتذر عن كل شيء. عندها ضربت أخماسا بأسداس وعلمت بأنني قد تم النصب علي، وأن كل الأموال التي دفعتها ضاعت علي كما ضاعت على صديقي أمواله.

أمس أتصل بي صديقي يسألني عن خادمتي، فأجبته: لقد تم النصب علي كما نصب عليك، ولا عزاء للمواطن البحريني في ظل غياب قانون يحمي المواطن من نصب واحتيال الخدم!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة