وقع مساء أمس الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شئون الإعلام، وصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود اتفاقيتين ثنائيتين تصبح بموجبهما البحرين مقرًا لقناة العرب الإخبارية ومقراً للإدارة التنفيذية العليا لمجموعة روتانا بدلا من الرياض. وعقب التوقيع أكد صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال أن اختيار انطلاق قناة العرب الإخبارية من المنامة جاء بعد منافسة شرسة بين عواصم عربية أخرى، وقال: اختيارنا جاء بناء على أمور اقتصادية، وكلنا ثقة في جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وفي أجواء الحرية التي تسود البحرين، التي يعد الانتقال إليها قرارا استراتيجيا. وقال الشيخ فواز بن محمد آل خليفة إن البحرين بصدد تطبيق قانون جديد لتنظيم الإعلام، وإنشاء مدينة للإعلام تسعى لاستقطاب أكبر الشركات والشبكات للعمل من هنا، ونحن نقدم لهم مزايا كثيرة أهمها أجواء الانفتاح والحرية بالإضافة إلى الكوادر البشرية المدربة من الكفاءات الإعلامية البحرينية، وقد عبرت سميرة رجب وزيرة الدولة لشئون الإعلام عن سعادتها وترحيبها بهذه الخطوة التي وصفتها بأنها الخطوة الأولى في طريق الوحدة الخليجية.

(التفاصيل)

وسط أجواء مفعمة بالتفاؤل والسعادة والمحبة، وقع مساء أمس الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شئون الإعلام، وصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود اتفاقيتين ثنائيتين بين هيئة شئون الإعلام وقناة العرب الإخبارية يمثلها المدير العام ورئيس تحرير القناة السيد جمال خاشقجي ومجموعة روتانا الإعلامية ويمثلها السيد فهد السوكت الرئيس التنفيذي لشركة روتانا، وذلك في فندق «سوفتيل» بالزلاق.

وبموجب الاتفاقيتين الثنائيتين تصبح البحرين مقرًا رئيسًا لقناة العرب الإخبارية واستديوهاتها ومقراً للإدارة التنفيذية العليا لمجموعة روتانا بدلا من العاصمة الرياض اعتبارًا من ١٢ ديسمبر ٢٠١٢م، فيما ستبقى الاستوديوهات الخاصة بقنوات روتانا في كل من القاهرة وبيروت.

قرار استراتيجي

وعقب التوقيع أكد صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال أن اختيار انطلاق قناة العرب الإخبارية، من المنامة جاء بعد منافسة شرسة من عواصم عربية أخرى، وقال في سياق رده على سؤال لأخبار الخليج: اخترنا المنامة بعد منافسة شرسة ومفاضلة بين مدن وعواصم عديدة، وإن اختيارنا جاء بناء على أمور اقتصادية، وكلنا ثقة في جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وفي أجواء الحرية التي تسود مملكة البحرين، هذا البلد الحبيب إلينا والذي يعد الانتقال إليه قرارا استراتيجيا ذا أبعاد كثيرة ومهمة.

وأضاف: من المتوقع أن نبدأ بقناة العرب الإخبارية في الربع الأول من ٢٠١٣، ونحن نؤمن بأنه ستكون هناك منافسة قوية وشرسة بينها وبين القنوات الإخبارية الأخرى، ولكننا نثق بأن قناة الغرب سوف تثبت وجودها لأن هناك حاجة إلى وجود قناة إخبارية مستقلة، وقد تكون قناة العرب هي الوحيدة غير المملة من حكومة، على عكس كلّ القنوات المنافسة التي تتلقى تمويلا من حكومات، بما فيها الـ «بي بي سي» والحرة.

ونحن نفخر باستقلاليتنا وبحريتنا ونؤمن بما يمكن أن توفره لنا مملكة البحرين، من خلال الأجواء التي تضمن حرية الرأي.

وقال الأمير الوليد: عندما نأتي إلى البحرين فإننا لا نحضر كشركة سعودية، بل نأتي من خلال تعاون ودعم عالمي كبير من خلال شركائنا في قناتي «نيوز كورب» وهي أكبر شركة في هذا المجال، وشركة بلومبرج.

وفور توقيعنا العقد سنوقع عقدا آخر مع شركة بلومبرج لتبدأ التجهيزات اللازمة، لانطلاق القناة في الربع الأول من ٢٠١٣، وبعدها يبدأ الانتقال لقيادات الإدارة في مجموعة قنوات روتانا إلى مملكة البحرين، بينما تبقى استوديوهات القاهرة وأبوظبي وبيروت تؤدي عملها كما هي.

استقطاب الشبكات الكبرى

وردا على سؤال حول ما قدمته مملكة البحرين من عناصر جذب لمجموعة روتانا حتى تنجح في عملها من البحرين قال الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شئون الإعلام: إن مملكة البحرين بإمكانياتها البشرية وانفتاحها الاقتصادي والسياسي تسعى لاستقطاب كبرى الشبكات والشركات الإعلامية لتنقل مقارها إلى البحرين، فنحن في البحرين بصدد تطبيق قانون جديد لتنظيم الإعلام، وإنشاء مدينة للإعلام تسعى لاستقطاب أكبر الشركات والشبكات للعمل من هنا، ونحن نقدم لهم مزايا كثيرة أهمها أجواء الانفتاح والحرية بالإضافة إلى الكوادر البشرية المدربة من الكفاءات الإعلامية البحرينية، والتي تعد عامل جذب لكل من يرغب في الانتقال إلى هنا، ونقدم تسهيلات لوصول الكوادر الإعلامية السعودية.

أجواء الانفتاح والتحرر

كان الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شئون الإعلام قد أعرب في كلمة ألقاها خلال حفل التوقيع، الذي حضره كبار المسئولين الاعلاميين والصحفيين وعدد من المدعوين، عن شكره الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال على ثقته في أجواء الانفتاح الإعلامي والتحرر الاقتصادي والإمكانات التقنية والبشرية المتميزة التي تتمتع بها مملكة البحرين، متمنيا لمجموعة روتانا الإعلامية الرائدة وقناة العرب، ولجميع الطواقم الإعلامية والإدارية التوفيق في أداء رسالتها الإعلامية التثقيفية والتنويرية والإخبارية، والحفاظ على مكانتها الرائدة على الخريطة الإعلامية العربية والدولية.

وقال إن هذا الحدث التاريخي يضاف إلى سلسلة الإنجازات الحضارية المحققة خلال العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وأنه خطوة مباركة ذات انعكاسات إيجابية على صعيد إطلاق الحريات الإعلامية واستقطاب المؤسسات الدولية، وتشجيع الاستثمارات في إنشاء المنطقة الحرة الإعلامية، وتوفير فرص العمل ونقل الخبرات إلى الكوادر الإعلامية الوطنية.

ورفع الشيخ فواز بن محمد أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب الجلالة الملك المفدى والحكومة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى، على هذا الإنجاز الرائد، كما اعرب عن شكره وتقديره للقيادة الحكيمة على دعمها اللامحدود لمسيرة التطور الإعلامي في ظل المشروع الإصلاحي.

خطوة في طريق الاتحاد

وقد عبرت سميرة رجب وزيرة الدولة لشئون الإعلام في تصريحها لـ «أخبار الخليج» عن سعادتها وترحيبها بهذه الخطوة التي وصفتها بأنها الخطوة الأولى في طريق الوحدة الخليجية، وقالت: هذه القناة هي الوجه الأول للاتحاد الخليجي، فلاشك أن انتقال المملكة العربية السعودية بثقلها الإعلامي الكبير إلى البحرين، هو خطوة مهمة، كما أن هذه الخطوة تعكس الرغبة في الاستفادة من سقف الحريات العالي في البحرين، والذي يمكن أن يوفر مناخا ملائما لانطلاق هذه القناة الجديدة، في إطار مشروع الاتحاد الخليجي القادم.

وقالت رجب: نأمل أن تؤدي هذه الخطوة مع خطوات أخرى إلى نقل الإعلام البحريني إلى العالمية، فلاشك أن القيادة السياسية تولي أهمية كبيرة للإعلام من خلال ضخ الدماء الجديدة والإمكانيات ليعكس الصورة الحقيقية لأجواء الانفتاح والإصلاح التي تعيشها مملكة البحرين.