الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٠ - الاثنين ١٤ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


موقف رياضي





انتهت المنافسات الأوروبية الكروية وتعرفنا على الأبطال سواء الذين احتفظوا بألقابهم أو الذين يفوزون لأول مرة أو من زمن بعيد وكانت المتابعة مرهقة ومضنية لكنها ليست بالمجان إنما بالبطاقة مدفوعة الأجر وكل فضائية خليجية تتحكم في الأسعار ومن لا يدفع لا يشاهد وعليه أن يشرب من البحر، الآن تتجه الأنظار إلى منافسات يورو ٢٠١٢ وعليك أن تقتني بطاقة خاصة أيضاً لتشاهد المباريات وإن لم تقتنيها لن تشاهد المباريات وكل شيء له سعره المعروف في هذا العالم الذي حوّل كرة القدم إلى بضاعة رائجة وتسويق حر ومكاسب مالية ضخمة، وحين تبدأ الدوريات المحلية في أوروبا عليك التوجه إلى أقرب مكان لتشتري بطاقة جديدة تستخدمها لمدة عام واحد وهكذا تسير الأمور أنت تدفع وتشاهد.

في الماضي الجميل لم يكن هناك بطاقات ولا يحزنون ولم يكن هناك احتكار أو أي شيء من هذا القبيل واليوم تغير الحال وأصبحت مباراة كرة القدم بفلوس وكنا في أيام الملاعب المفتوحة نذهب إلى أي مكان لنختار ما نشاهد واليوم بالعكس أنت تدفع لما تريد أن تشاهده، مائة دولار أو أكثر لمشاهدة الدوري الانجليزي ومائة أخرى للدوري الاسباني وأخرى لأي دوري آخر أما البطولات الأوروبية فلها أيضاً بطاقاتها وأسعارها ومن ضمنها يورو ٢٠١٢ وبعد ذلك نأتي لمسابقة كأس العالم ٢٠١٤ التي تقام في البرازيل لها بطاقاتها وأسعارها.

لا يوجد في الرياضة اليوم ببلاش وعندما قلنا منذ سنين يا جماعة الخير نظموا رياضتكم المحلية لتكسبوا المال الوفير وقبل أن تنظموا الرياضة التفتوا إلى هندسة مباني الأندية والملاعب فيها واختاروا الألعاب الجماعية والفردية التي تناسبكم ونافسوا فيها بأسلوب علمي دقيق وتنظيم لا يتسرب إليه الماء أو الغبار قالوا لنا الرياضة (لعبة يهال) لا تحتاج إلى تنظيم إنها هواية ولن تصل إلى مرحلة أعلى وعندما ذكرناهم بما قالوا في الماضي قالوا لنا اليوم (الشره عليكم) لم تواصلوا الضغط!!، اليوم صارت الرياضة بفلوس وغداً لا نعرف ماذا يحدث ومن يعلم فقد يكون الكلام بفلوس والاستشارة بفلوس والخبراء كثيرون يمكن الاستعانة بهم فهم يتكلمون عن الخطط ونحن ندفع وهم يتكلمون عن المستقبل ونحن نرسل لهم قيمة ما يتكلمون فيه.

علينا أن ندرك الحاجة الشديدة للتقنيات التكنولوجية التي تربطنا بالعالم وأن تكون لدينا الإمكانات البشرية والمادية حتى نحتكر النقل الخارجي الرياضي ليدفع لنا الرياضيون عن طريق أنديتهم واتحاداتهم ومؤسساتهم الرياضية الرسوم المخصصة للمشاهدة وبالتالي نكون المتحكمين في السوق ونكون أصحاب الربح التسويقي في المجال الرياضي وعلينا بحسبة بسيطة أن نحسب كم مليون مائة دولار دفعناها لمشاهدة الدوريين الانجليزي والاسباني وكل دوري له بطاقته الخاصة؟.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة