الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٧٢ - الأربعاء ١٦ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٥ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


كرة القدم الإيطالية في تراجع مستمر





روما - أ ف ب: خسرت كرة القدم الإيطالية الكثير من رصيدها في السنوات الأخيرة، ولا تزال تتراجع في ترتيب الدوريات الأوروبية الكبرى بسبب نتائجها المتواضعة على الصعيد القاري، مستواها الإداري المتذبذب، وخصوصا في ظل مخاطر الوقوع في فضيحة جديدة للتلاعب بنتائج المباريات. لكن لحسن الحظ، استعاد المنتخب الوطني القليل من بريقه.

انتهى موسم الدوري الإيطالي بتتويج يوفنتوس، لكن الكلمة الجديدة التي دخلت على قاموس اللعبة كانت «كالتشوسكوميسي»، أي فضيحة الرهانات على نتائج المباريات التي تتزايد بشكل مطرد. تذكر الفضيحة بكلمة ((توتونيرو)) عام ١٩٨٠ الخاصة باللوتو الرياضي، أو ((كالتشوبولي)) عام ٢٠٠٦ التي زجت بيوفنتوس البطل في الدرجة الثانية.

ادخل لاعبون إلى السجن، وفقدت أندية النقاط والعدالة الإيطالية تعد بمزيد من الاكتشافات. تغطي هذه الغيمة السوداء شمس الكرة الإيطالية التي بدأت تغيب عن ساحات القارة العجوز، بيد أن قوة شكيمة الطليان لم تمنعهم من القتال وهكذا نجحوا بإحراز كأس العالم ٢٠٠٦ ودوري أبطال أوروبا ٢٠١٠ من خلال انتر ميلان.

بطاقة ناقصة في دوري الأبطال

خسرت إيطاليا بطاقتها الرابعة المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا على غرار إسبانيا وانجلترا، وكانت ألمانيا المستفيدة، وهذا مؤشر خطير لدوري ((سيري أ)) الذي كان يهيمن على تصنيف بطولات الاتحاد الأوروبي في تسعينيات القرن الماضي. هذا الموسم أيضاً، على غرار ٢٠١١، عجزت الأندية الإيطالية عن بلوغ نصف نهائي البطولات الأوروبية، إذ سقط ميلان آخر ممثليها في ربع نهائي دوري الأبطال أمام برشلونة الإسباني (صفر-صفر و١-٣).

لم تعد الأندية الإيطالية قادرة على مواجهة الموازنات الصاخبة للأندية الإسبانية والانجليزية، وحتى طريقة الإدارة النموذجية لنادي بايرن ميونيخ الألماني. لم يعد بإمكانها تحمل النفقات العالية للنجوم، فالأرجنتيني كارلوس تيفيز عندما كان مطرودا من مانشستر سيتي الإنجليزي، لم ينتقل إلى ميلان أو إلى جاره انتر لعدم قدرتهما على تحمل تكاليف انتقاله.

تخلى انتر أيضاً عن هدافه الكاميروني صامويل إيتو ويوفنتوس لم يتحمل قيمة الأرجنتيني سيرخيو أغويرو. يبحث ميلان عن لاعبين في نهاية عقدوهم، على غرار المدافع الفرنسي فيليب مكسيس العام الماضي، وأيضا عن أسماء مجهولة مثل لاعب الوسط المالي بكاري تراوري من نانسي الفرنسي، على رغم فشل الظهير الأيسر النيجيري تاي تياوو في فرض نفسه مع الفريق اللومباردي بعد انتقاله مجاناً عام ٢٠١١. يعود جزء من التأخر الاقتصادي إلى الملاعب الخالية والمتهدمة. وفضلا عن ملعب يوفنتوس الجديد، لا تعود ملكية الملاعب للأندية، لذا لا يمكن تحويلها إلى مصادر للتمويل على غرار ألمانيا وانجلترا.

لا للعب المالي النظيف

يعوق كرة القدم الإيطالية السلوك العاطفي للإداريين بدلاً من تصرفات رجال الأعمال، على غرار ((آكل المدربين)) ماوريزيو زامباريني رئيس نادي باليرمو الذي التهم مدربين هذا الموسم. أما ماسيمو تشيلينو رئيس كالياري فكان رصيده أفضل: أقال ثلاثة مدربين، الأول روبرتو دونادوني حتى قبل بداية الموسم، واشتبك مع البلدية بانتقاله للعب في تريستي في نهاية الموسم على بعد أكثر من ٨٠٠ كلم كي يضغط عليها لبناء ملعب جديد!)).

ترزح الأندية تحت الديون، بداية مع ((الثلاثة الكبار))، في وقت اقتربت فيه حقبة ((اللعب المالي النظيف)). وبحسب أرقام ((لا غازيتا ديلو سبورت))، تبلغ ديون يوفنتوس ٩٥,٤ مليون يورو في ٢٠١٠-٢٠١١، وانتر ميلان ٨٦,٨ مليون يورو وميلان ٦٩,٨ مليون يورو. وفي ظل المشهد الأسود، خسر دوري الدرجة الثانية لاعب ليفورنو بيار ماريو موروزيني اثر ذبحة قلبية صدمت العالم الكروي. لكن الكرة الإيطالية طالما تخطت المصاعب، وهي تنتفض كلما واجهات مشكلة معينة على غرار لقبي المونديال عامي ١٩٨٢ و٢٠٠٦، فهل تفتح ((كالتشوسكوميسي)) الباب أمام لقب جديد في كأس أوروبا ٢٠١٢؟.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة