لاهاي - (ا ف ب): اثار القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش «الرعب» أثناء مقتل قرابة ثمانية آلاف مسلم في سريبرينتسا (شرق البوسنة) في ١٩٩٥، كما اكدت هيئة الادعاء أمس الخميس امام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة قبل ارجاء المحاكمة إلى اجل غير مسمى.

واعلن بيتر ماكلوسكي ممثل مكتب المدعي في اليوم الثاني من محاكمة راتكو ملاديتش وهو يعرض للقضاة عددا من الصور عن مقابر جماعية عثر عليها في سريبرينيتسا بعد حرب البوسنة (١٩٩٢-١٩٩٥) «اليكم مثال عن الرعب الذي اثاره ملاديتش».

واضاف ماكلوسكي «هذا الرجل لم يمت بسلام»، مشيرا إلى صورة ظهر فيها وجه رجل مشدود وفمه مفتوح وجثته متحللة جزئيا. وفي مقطع من شريط فيديو، بدت جثث مسلمين من سريبرينيتسا ممددة ومكدسة على طول احدى الطرق. وراتكو ملاديتش (٧٠ عاما) الذي يدفع ببراءته ويواجه عقوبة السجن مدى الحياة، سيخضع للمساءلة وخاصة بشان مجزرة سريبرينيتسا في يوليو ١٩٩٥ عندما قتل قرابة ثمانية آلاف رجل وفتى مسلم بيد قوات صرب البوسنة، في أسوأ مجزرة منذ الحرب العالمية الثانية. وقد تقرر ارجاء المحاكمة إلى اجل غير مسمى بعد الاعلان التمهيدي للادعاء الذي بدا يوم الاربعاء وانتهى أمس الخميس. وقرر القضاة «تعليق» المرحلة المقبلة من المحاكمة، اي جلسة الاستماع إلى اقوال شهود الادعاء والتي كان متوقعا ان تبدأ في ٢٩ مايو. وتطرق القاضي رئيس المحكمة الفونس اوري إلى «مخالفات» في نقل وثائق في حوزة مكتب المدعي إلى الدفاع تتيح لهذا الاخير الاستعداد للمحاكمة.

وبذريعة عدم استعدادها، طلبت هيئة الدفاع عن ملاديتش يوم الاثنين من القضاة ارجاء بدء المحاكمة ستة ايام.

واعلنت خديجة محمدوفيتش احدى امهات سريبرينيتسا التي انتقلت إلى لاهاي لوكالة فرانس برس «نخشى الا يعيش طويلا ليشهد ادانته»، في اشارة إلى المشاكل الصحية التي اشتكى منها ملاديتش باستمرار منذ مثوله الاول امام المحكمة في يونيو ٢٠١١. وكان المدعي اعلن يوم الاربعاء انه لا يعترض على ارجاء تقديم عناصر من ادلة اثبات. وكان الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الذي اعتقل في إبريل ٢٠٠١ في بلجراد، توفي في ١١ مارس ٢٠٠٦ في زنزانته في لاهاي قبل انتهاء محاكمته التي بدأت في ١٢ فبراير ٢٠٠٢.

ويلاحق ملاديتش الذي اعتقل في ٢٦ مايو ٢٠١١ في صربيا بعد ان كان ملاحقا من القضاء الدولي مدة ١٦ سنة، بتهمة ارتكاب جرائم ابادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب خلال حرب البوسنة التي اسفرت عن سقوط ١٠٠ الف قتيل ونزوح ٢,٢ مليون شخص بين١٩٩٢ و١٩٩٥.