الشهية الإيرانية المفتوحة وأبناء «العلقمي» الجدد (٢)
 تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٢ مايو ٢٠١٢
فوزية رشيد
× التصريحات الإيرانية الأخيرة المتصاعدة، ليست مجرد تصريحات استفزازية أو اعتباطية، وخاصة بعد إعلان النية في اقامة الاتحاد الخليجي، الذي تزامنت فيه التصريحات الايرانية مع تصريحات (أبناء العلقمي) في البحرين والمنطقة، فبعد تصريحات مجلس الشورى الايراني، والشخصيات الأخرى ومنها الطائفية في العراق ولبنان، جاء خبر في (وكالة أنباء فارس): (طهران تطلب من المنامة تغيير نهجها وترى ان الاتحاد يعني زوال البحرين)، ومفاد الخبر ان «وزارة الخارجية الإيرانية» أعلنت ان (مشروع الوحدة السعودي البحريني يعني زوال البحرين ذات الاكثرية الشيعية (هكذا)، ناصحة السلطة في المملكة «بتغيير نهجها»). جاء ذلك على لسان «رامين مهما نبرست» المتحدث باسم الخارجية الايرانية يوم الخميس ١٧مايو.
× تكاثرت التصريحات الايرانية وتصاعدت، مثلما تكاثرت تصريحات «أبناء العلقمي» في البحرين بما يصب في ذات المضمون الموجه من المسئولين الايرانيين إلى البحرين وقادة دول الخليج، في إطار متاجرة رخيصة في بعض الشعارات والمصطلحات التي تدعي الحفاظ على السيادة واستقلال البحرين، واعتبار ان الاتحاد الخليجي أو البدء فيه باتحاد ثنائي بين البحرين والسعودية هو احتلال وضم الخ، مع تأكيد المصطلح الزائف حول «الأكثرية الشيعية» باعتباره من المسلمات بعد ان تم ترويجه تضليلا، وبالتالي ليس من المستغرب هذا التناغم بين أبناء «العلقمي» وعلى رأسهم الوفاق مع التصريحات والتوجهات الإيرانية بالتهديد المباشر للبحرين، ومحاولة اعادة المشهد إلى زمن الشاه الطاووسي، والحديث مباشرة عن النيات الايرانية، حيث نزل توجه قادة الخليج العربي إلى الاتحاد منزل الصاعقة على رؤوسهم، لانه باختصار هو الضربة القاصمة للمشروع الصفوي التوسعي ومحاولة ابتلاع البحرين بمساعدة عملائها في الداخل، الذين لم ينبسوا ببنت شفة تجاه تلك التصريحات الايرانية المتصاعدة واعلان النيات مجددا وبشكل سافر، بل تناغموا معها ومع فذلكاتها السياسية، مع استمرار التشدق الأجوف بالحفاظ على سيادة البحرين واستقلالها، ليس في وجه إيران بالطبع التي تعلن مطامعها وانما في وجه السعودية ودول الخليج التي باتحادها معا توقف تلك المطامع وتقبرها.
× إيران التي كشفت عن أطماعها في كل دول الخليج سواء من خلال مشاريعها ومخططاتها المعلنة أو الخفية، بل كشفت أطماعها في كل الوطن العربي والعالم الإسلامي سواء في تصديرها لما تسميه الثورة، أو في تصريحاتها العدوانية المستديمة أو في توصياتها (للمؤتمر التأسيسي الموسع لشيعة العالم) حيث جاء في احدى التوصيات (الاستفادة من التجربة الايرانية الناجحة في «العراق» وتعميمها على بقية الدول وأهمها السعودية والكويت والامارات والبحرين واليمن والأردن ومصر والهند وباكستان وأفغانستان).
وبالاستفادة من تذكير «مدبولي عثمان» نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية المصرية المنشور في احدى الصحف البحرينية مؤخرا، يذكرنا بأن هذا المؤتمر التأسيسي وضع «منهجا عمليا أيضا» لتنفيذ خطة التدخل في شئون هذه الدول بتوصية تقول (بناء قوات عسكرية غير نظامية لكل الأحزاب والمنظمات الشيعية بالعالم عن طريق زج أفرادها في المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية والدوائر الحساسة، وتخصيص ميزانية خاصة لتجهيزها وتسليحها وتهيئتها لدعم واسناد اخواننا «الشيعة طبعا» في السعودية واليمن والأردن والبحرين وبقية الدول)، ولهذا لا نستغرب المليشيات الوفاقية وغيرها في البحرين، ولا نستغرب المطالبة الدائمة بفتح المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية (الدفاع والداخلية) والدوائر الحساسة لها ولأتباعها، فالنية مبيتة لاستغلال كل تلك الأماكن لصالح الأجندة الانقلابية وتحقيق التجربة الايرانية الناجحة في العراق لاحقا حسب التوصيات الايرانية لكل شيعة العالم.
× لعل الكثيرين يعلمون اليوم عن المخطط الايراني للسيطرة على منطقة الخليج العربي، الذي كان مقررا تنفيذه بحلول عام ٢٠١٧، والأحداث العربية عجلت بظهوره في البحرين في فبراير ٢٠١١، وحيث يترافق مع هذا المخطط الايراني مخطط داخلي لدى «الوفاق» وأتباعها، كانت تعد له منذ زمن للتحرك بكل ما تم تنفيذه من بنود في ذات العام اي ٢٠١٧، ولكنها تعجلت لتظهر ما تم الوصول اليه في احداث الدوار العام الماضي، وبالتالي انفضاح أجندتها ومن توزع الأدوار معهم على الملأ في البحرين وخارجها، وهو ما كشفته أيضا صحيفة «السياسة الكويتية» في تقرير خاص بها، حيث اعتبرت (بتأكيد المصادر) ان التدخل الايراني السافر في البحرين ونشر شبكات التجسس في الكويت وتحريك الأتباع في الشرقية لم يكن الا رأس جبل الجليد، حيث المخطط يشمل احتلال البحرين والزحف بعد ذلك على المنطقة الشرقية في السعودية، واستغلال الفوضى الحاصلة في العراق ولاسيما الجنوب لاشغال الكويت وارهاقها أمنيا ودفاعيا تمهيدا لضم المنطقة كلها واخضاعها للهيمنة الايرانية، حسبما نقله «مدبولي عثمان» عن صحيفة السياسة الكويتية.
ومن المفيد التذكير به هنا، وربطه بالاستعجال من جانب قادة طهران مجددا على اثر نية إعلان الاتحاد الخليجي، ليتضح أو تكتمل صورة ما اتضح بعضه في أحداث الدوار واستعجال قادة طهران آنذاك تحريك (أبناء العلقمي) ليقوموا بدورهم المطلوب على خلفية ما يسمى الربيع العربي، مما يكشف اليوم سر التناغم المفضوح بين التصريحات الايرانية والتحركات الداخلية بقيادة «الوفاق» والانقلابيين بشكل عام وغدا نكمل.
.
مقالات أخرى...
- الشهية الإيرانية المفتوحة وأبناء «العلقمي» الجدد - (21 مايو 2012)
- الأمن القومي البحريني ولحظة الحقيقة - (20 مايو 2012)
- من الذي يهدد استقلال البحرين: الاتحاد الخليجي أم إيران وأدواتها؟ - (17 مايو 2012)
- حاجة البحرين إلى معارضة رشيدة - (16 مايو 2012)
- للرئيس الأمريكي: هل «الوفاق» وأذنابها وإرهابيوها مصدر السلطات؟ - (15 مايو 2012)
- خليجنا واحد ووحدته حتمية - (14 مايو 2012)
- على شعبنا أن يقول كلمته بوضوح - (13 مايو 2012)
- صراعنا اليوم هو بين الديمقراطية وبين الإرهاب - (10 مايو 2012)
- فلتذهب تلك المنظمات الدولية إلى الجحيم - (9 مايو 2012)