الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٢ - السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٥ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين


الشيخ علي مطر: فضائل السجود كثيرة ومنافعها عظيمة





قال الشيخ علي مطر في خطبة الجمعة بمسجد أبي بكر الصديق:

تكملة لموضوعنا «السجود وفضله وكيفيته»، وحث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته على كثرة السجود...فكثرة السجود إنما تكون في كثرة إقامة الصلاة، ويأتي على رأسها الفرائض الصلوات الخمس في اليوم والليلة، وصلاة الجمعة كل أسبوع. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل «...وَمَا تَقَرَّبَ إليّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إليّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إليّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ...».

ثم صلاة العيدين كل عام، وصلاة المناسبات أو السببية كالكسوف والخسوف والاستسقاء والاستخارة وتحية المسجد وركعتي الطواف وركعتين بعد ارتكاب الذنب وسنة الوضوء، والسنن الرواتب وقيام الليل وغيرها من النوافل المقيّدة والمطلقة...

وقد أمر الله تعالى عباده بإقامة الصلاة في مواطن كثيرة من كتابه فقال سبحانه:

«الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ».

«وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ».

«وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير».

«قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرٌّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ».

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ «الصَّلاةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَكْثِرَ فَلْيَسْتَكْثِرَ».

× فمن هذه الصلوات بعد الفريضة السنن الرواتب:

قال عليه الصلاة والسلام: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّى لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَي عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَولاعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلاَّ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا في الْجَنَّةِ أَوْ إِلاَّ بُنِىَ لَهُ بَيْتٌ في الْجَنَّةِ».

وبيان هذه الركعات في قوله صلى الله عَليْهِ وسَلَّمَ: مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السلانَّةِ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ، أَرْبَعٍ قَبْلَ الظلاهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظلاهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ.

× ومنها قيام الليل والوتر:

قال الله تعالى «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا، وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبلاكَ مَقَامًا مَحْمُودًا».

وقد بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن صلاة الليل ركعتين ركعتين في قوله: «صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصلابْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى...».

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ لَكُمْ إلى رَبِّكُمْ، وَمُكَفِّرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الإِثْمِ».

وقال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلاَمَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ».

وقالت أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها: «إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ إِذَا فَاتَتْهُ الصَّلاَةُ مِنَ اللَّيْلِ مِنْ وَجَعٍ أَوْ غَيْرِهِ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَي عَشْرَةَ رَكْعَةً».

×ومنها صلاة الضحى:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ،... تَامَّةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ».

قال أَبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «أوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَلاَةِ الضلاحَى وَنَوْمٍ عَلَى وِتْر».

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَي مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُللا تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُللا تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُللا تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُللا تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْي عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضلاحَى».

× ومن نوافل الصلوات أيضا: الإكثار من النافلة يوم الجمعة حتى يخرج الإمام... وسنة الوضوء، والتنفل بعد كل أذان...قَالَ النَّبِيلا صلى الله عليه وآله وسلم: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: لِمَنْ شَاءَ».

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «صَللاوا قَبْلَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: صَللاوا قَبْلَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ لِمَنْ شَاءَ».

×× وصلاة ركعتين في المسجد الحرام فيهما أربع سجدات تعادل أربعمائة ألف سجدة، لأن الصلاة بمائة ألف، ولو كانت في المسجد النبوي فإنها تعادل اربعة آلاف سجدة لأن الصلاة فيه بألف صلاة، وركعتين في المسجد الأقصى تعادل خمسمائة صلاة بمعنى ألفي سجدة، وهذا بيان لفضل هذه المساجد التي أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بشد الرحال إليها. قال الله سبحانه في النور: «رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ، لِي



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة