الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٢ - السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٥ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


هولاند قام بزيارة لأفغانستان لتوضيح الانسحاب المبكر للجنود الفرنسيين





كابول - (ا ف ب): قام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الجمعة بزيارة لم يعلن عنها مسبقا لافغانستان ليوضح للجنود الفرنسيين الاسباب التي تدفعه إلى الانسحاب المبكر من هذا البلد بعد عشر سنوات من الحرب، لكنه تعهد بحضور يتمحور على التعاون الاقتصادي والمدني. وأكد هولاند ان قرابة الفي جندي مقاتل من اصل ٣٥٠٠ منتشرين في افغانستان سيغادرون البلاد بحلول اواخر ٢٠١٢ اي قبل عامين على الموعد المقرر لانسحاب سائر عناصر قوة الحلف الاطلسي «ايساف».

أما الجنود الفرنسيون الذين سيبقون بعد ٢٠١٢ فسيكلفون اعادة العتاد وتدريب القوات الافغانية. ووصل هولاند إلى مطار كابول عند الساعة ٨,٣٠ وغادر افغانستان بعد اكثر من ثماني ساعات، في الساعة ١٦,٥٤.

وزار هولاند الذي رافقه وزيرا الدفاع جان ايف لودريان والخارجية لوران فابيوس ورئيس اركان القوات الفرنسية الاميرال ادوار غيو، قاعدة نجراب في ولاية كابيسا (شمال شرق افغانستان) حيث يتمركز معظم العسكريين الفرنسيين.

واكد هولاند ان انسحاب قوات بلاده قبل نهاية ٢٠١٢، اي قبل عام من المهلة التي حددها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، سيتم بشكل «منظم» و«بالتنسيق» مع الحلفاء الاطلسيين في افغانستان، ووصف قراره هذا بأنه «سيادي». وقال «وحدها فرنسا يمكنها الزام فرنسا»، مشيرا إلى ان الانسحاب سيطبق «بالتوافق مع حلفائنا، ولاسيما الرئيس (الامريكي باراك) اوباما الذي يتفهم الاسباب، وبالتشاور الوثيق مع السلطات الافغانية».

وعند عودته إلى كابول، اجرى هولاند لقاء مع الرئيس الافغاني حميد قرضاي. واعرب هولاند وخصوصا عن رغبته في ان تبقى فرنسا حاضرة في افغانستان بعد انسحاب قواتها من هذا البلد لكن «بشكل مختلف»، على ان تخصص مزيدا من الاهتمام للجوانب «المدنية والاقتصادية» حتى يتاح «للافغان تأمين اكتفاء ذاتي». وأضاف أن «الخطر الارهابي الذي كان يستهدف اراضينا واراضي حلفائنا انطلاقا من افغانستان لم يتبدد تماما لكن تم احتواؤه جزئيا».

وتمكنت قوات التحالف التي يشكل الامريكيون القسم الاكبر من عناصرها، لدى وصولها إلى افغانستان في نهاية ٢٠٠١ لمطاردة زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن واطاحة حركة طالبان الحاكمة آنذاك وتحميه، من القضاء على الجزء الاكبر من عناصر القاعدة في افغانستان، إلا ان قسما منهم هرب إلى باكستان، او انتقلوا في وقت لاحق إلى مناطق نزاع اخرى.

وعلى الرغم من وجود ١٣٠ الف عسكري اجنبي لدعم ٣٤٠ الف جندي وشرطي افغاني, سيرتفع عديد القوات الافغانية إلى ٣٥٢ الف رجل في الخريف، ما زال القضاء على تمرد طالبان هدفا بعيد المنال.

وكثف هذا التمرد عملياته وسيطر على مزيد من المناطق في السنوات الاخيرة. وقتل اكثر من ثلاثة آلاف مدني في هذا النزاع في ٢٠١١. ويخشى كثيرون في افغانستان اندلاع القتال مجددا مع رحيل قوات الحلف الاطلسي، بينما لا تسجل المفاوضات بين الاطراف المتحاربة اي تقدم. وقال هولاند «لا يعود للحلفاء ان يحددوا مستقبل افغانستان» بل «على الافغان والافغان وحدهم ان يسلكوا الطريق الذي سيختارونه بحرية». وأضاف أن «فرنسا تبقي على علاقاتها مع هذا البلد. سنواصل مشاريعنا الانمائية» في كابيسا وسوروبي، المنطقتين الموكلتين منذ زمن طويل إلى الوحدات الفرنسية في قوات ايساف الاطلسية.

ونقلت منطقة سوروبي التابعة لكابول والتي تمت تهدئة الوضع فيها نسبيا، إلى السلطات الافغانية في إبريل الماضي رسميا. ويقوم العسكريون الفرنسيون بالانسحاب من هذه المنطقة تدريجيا. اما ولاية كابيسا الاكثر اضطرابا والملاصقة لسوروبي فقد ادرجت منتصف مايو في المرحلة الثالثة من عملية نقل المسؤوليات من الحلف إلى القوات الافغانية، التي تجري على خمس مراحل ويفترض ان تنجز في نهاية ٢٠١٤. ويتمركز الجزء الاكبر من الجنود الفرنسيين البالغ عددهم ٣٥٠٠ في افغانستان في هذه الولاية. وأكد هولاند ان الفين من هؤلاء العسكريين سيغادرون افغانستان بحلول ٢٠١٢.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة