خرج عشرات آلاف المتظاهرين أمس الجمعة في سوريا إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط النظام، في ما أطلق عليها اسم جمعة «دمشق موعدنا قريب»، وواجهتها القوى الأمنية في مناطق عدة بإطلاق النار، فيما حصدت أعمال العنف في كل أنحاء سوريا ١٧ قتيلا.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان مروحيات عسكرية سورية قصفت أمس الجمعة للمرة الأولى بلدات غالبية سكانها من الأكراد في منطقة اللاذقية (شمال غرب) على مقربة من الحدود مع تركيا، مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الجرحى.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «ان المنطقة المستهدفة بالقصف الجوي تعرف باسم جبل الأكراد وهي جبلية وعرة لا تستطيع الآليات العسكرية دخولها بسهولة» مشيرا إلى سقوط نحو ٢٥ جريحا على الاقل.

واشار المصدر إلى ان «القصف يتم على أهداف محددة تتمركز فيها عناصر مقاتلة».

وتصدرت محافظة حلب في شمال البلاد مشهد التظاهرات الجمعة للأسبوع الثاني على التوالي، إذ خرج فيها وحدها عشرات آلاف المتظاهرين ولاسيما في أحياء صلاح الدين والشعار وبستان القصر في مدينة حلب، ومدن الباب ومنبج واعزاز في الريف، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان واتحاد تنسيقيات حلب

وقال الناطق باسم اتحاد التنسيقيات محمد الحلبي ان «قوات الامن اطلقت النار على معظم التظاهرات لتفريقها». وأفاد المرصد عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلان برصاص الأمن في حي بستان القصر وجرح آخرين في حي صلاح الدين. ورفعت لافتات كتب عليها «الوصول إلى دمشق يبدأ من حلب». في دمشق، خرجت تظاهرات في أحياء عدة من المدينة وفي مناطق عدة من الريف.

وأطلقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع لتفريق تظاهرة حي الميدان، بحسب المرصد.

وقتل طفل في عربين في ريف دمشق برصاص قناص قبل انطلاق التظاهرات في المدينة. وفي حمص خرجت تظاهرات في عدد من أحياء المدينة رغم القصف وإطلاق النار الذي أسفر عن مقتل شخص، بحسب المرصد. وأظهرت مقاطع بثت على الانترنت تظاهرة حاشدة في حي الوعر رددت فيها هتافات تضامنية مع المدن الاخرى. كما شملت التظاهرات مدينتي الحولة التي سقط فيها ستة قتلى بينهم شرطي منشق «اثر إطلاق نار وقصف من القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام المدينة»، بحسب المرصد. في حماة قتل مواطن في مدينة حماة وأربعة في ريفها، فيما تدور اشتباكات في منطقة سهل الغاب بين القوات النظامية ومنشقين، بحسب المرصد.

وخرج آلاف المتظاهرين في مدينة حماة ومناطق الريف، فيما تعرضت قرية كوكب في المحافظة لقصف القوات النظامية، وفقا للمرصد.

في إدلب خرجت تظاهرات في مناطق عدة من المحافظة نادت بإسقاط النظام بحسب ما أظهرت مقاطع فيديو بثها المكتب الإعلامي للثورة في ادلب. وفي مدينة بنش، ترافقت التظاهرة الحاشدة مع عرض حمل خلاله اشخاص احرفا باللغة الإنجليزية كتبوا فيها «نحن لسنا إرهابيين»، ثم «مطلبنا هو الحرية». وفي درعا التي قتل فيها مواطن في كمين، خرجت تظاهرات في مناطق عدة تطالب بإسقاط النظام، واجهتها قوات الأمن بإطلاق نار أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص بجروح في مدينة انخل، وفقا للمرصد.

كما خرجت تظاهرات حاشدة في مناطق مختلفة من مدينة دير الزور ومحافظتها، قابلتها قوات الامن باطلاق رصاص في بعض الاماكن.

في محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية، خرجت تظاهرات في مناطق عدة ولاسيما في القامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين والقحطانية رفعت فيها «أعلام الثورة» إلى جانب الأعلام الكردية، وهتف المتظاهرون لرحيل النظام وخروج المعتقلين وحيت المدن المنتفضة، بحسب ما أفاد ناشطون في المحافظة.