الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٣ - الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٦ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

المال و الاقتصاد

تفـــاديا للخـــــلافات
منظمة أوبك قد تبقي على سقف الإنتاج من دون تغيير





لندن ـ رويترز: يرجح أن تحاول السعودية وحلفاؤها تفادي مواجهة مع إيران وتوصي ببقاء سقف انتاج أوبك من دون تغيير في اجتماع الدول الاعضاء في المنظمة الشهر المقبل.

ويقول مشاركون في اجتماع يعقد في ١٤ يونيو في فيينا ان من المرجح ألا يتناول وزراء النفط سياسة الانتاج ويأملون أن تكون المشاورات سريعة وهادئة تجنبا لتكرار الخلاف الذي نشب قبل عام حين عارضت إيران وغيرها من الدول خطة السعودية لرفع الانتاج.

وتساوت الكفتان في ديسمبر حين رفعت المنظمة هدف الامدادات إلى ٣٠ مليون برميل يوميا. ويزيد انتاج المنظمة حاليا نحو ١,٦ مليون برميل يوميا عن سقف الانتاج.

وقال مندوب من احدى الدول الخليجية الاعضاء في أوبك «تمديد العمل بسقف الانتاج سيكون القرار الذي يتفق عليه الجميع. انه السبيل الاقل اثارة للمشاكل ويبقي على الوئام داخل اوبك».

ولم يتضح بعد اذا كان بوسع أوبك أن تهدئ التوترات السياسة الناجمة عن العقوبات الغربية ضد إيران والتي ادت إلى هبوط انتاج طهران من النفط. وعوضت السعودية التراجع وضخت كميات أكبر لكبح الاسعار.

وتكتم إيران حنقها تجاه رفع انتاج السعودية ليتجاوز عشرة ملايين برميل يوميا وهو أعلى مستوى في ٣٠ عاما مما يسهم في تخفيف تأثير الاجراءات الامريكية والاوروبية بحق برنامج إيران النووي.

وتراجع انتاج إيران ليتجاوز ثلاثة ملايين برميل بقليل وهو الاقل في عقدين ومن المتوقع أن يتراجع الانتاج أكثر مع بدء سريان عقوبات الاتحاد الاوروبي في يوليو.

وقال مصدر نفطي ايراني «ايران غير سعيدة بالمستوى المرتفع لانتاج أوبك ولاسيما من السعودية. ولكن من المرجح ان يناقش ذلك في جلسات مغلقة وليس جلسات عامة».

وتملأ السعودية صهاريج في الداخل والخارج وتزود مصفاة موتيفا في بورت ارثر بتكساس بعد توسعتها في الاونة الاخيرة وشركة ارامكو السعودية شريكه فيها. ورغم انخفاض الانتاج الايراني فان الامدادات من أوبك بصفة عامة سجلت أعلى مستوى منذ عام ٢٠٠٨. وأي محاولة للاعتراف رسميا بهذا التجاوز ويرفع سقف انتاج اوبك ستثير غضب طهران التي ستعتبر خطوة السعودية محاولة لاقتناص حصة من السوق.

وقال المصدر الايراني ما من مبرر لاتخاذ قرار سياسي.

وتدعم دول أخرى داخل أوبك هذا الرأي ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ان السعودية العضو الوحيد الذي لديه طاقة انتاج غير مستغلة وهي المسؤولة عن معظم الزيادة في امدادات اوبك منذ اخر اجتماع.

وقال مصدر من اوبك «ليس من الحكمة تقنين الانتاج الاعلى وهو لم يوزع بالتساوي».

وبذلت الرياض قصاري جهدها لتهدئة الاتجاه الصعودي الذي دفع برنت لتجاوز ١٢٥ دولارا للبرميل. ومع ارتفاع مخزونات النفط العالمية فان الانتاج الاضافي للمملكة عامل رئيسي في التراجع الاخير للاسعار لما دون ١١٠ دولارات.

وتتجاوز الامدادات العالمية الطلب بنحو ١.٥ مليون برميل يوميا بحسب وزير البترول السعودي على النعيمي ويقترب سعر النفط من المستوى الذي تفضله السعودية عند ١٠٠ دولار للبرميل.

وقال بول توستي المحلل في بي.اف.سي انرجي في واشنطن «من الواضح ان السعودية والكويت والامارات ينتجون كميات كافية لتعويض نقص الانتاج الايراني.. ربما يستاء الايرانيون ولكن سيتوقف ذلك ايضا على التوصل لنوع من الحل الوسط بشأن البرنامج النووي الايراني واحراز تقدم».

لكن إيران ترى ان ثمة وفرة في الامدادات.

وقال مندوب لدى أوبك «الطلب على نفط أوبك في الربع الثاني ٢٩.٢ مليون برميل يوميا. المشكلة اننا ننتج بين ٣١ و٣٢ مليون برميل. يتجاوز هذا الحجم الطلب في السوق.. ثمة ضغط من خارج أوبك على بعض الدول الاعضاء وحين ينتج عضو أو أكثر كميات أكبر تنزل الاسعار وهذا ضد التزامنا».

ويركز اجتماع فيينا على سياسة الانتاج في النصف الثاني من عام ٢٠١٢ وتتوقع الوفود المشاركة تنامي المخاطر. وتتوقع اوبك ان يزيد

الطلب على انتاجها إلى ٣٠,٧٠ مليون برميل يوميا في تلك الفترة ارتفاعا من ٢٩.٢٥ مليون برميل في النصف الاول من العام ولكن مازال اقل من مستوى الانتاج الحالي.

وقال مندوب لدى اوبك من احدى الدول الخليجية المنتجة للنفط «الوضع ضبابي للغاية لذا ليس من الحكمة تعديل السياسة في اجتماع الشهر المقبل. بادئ ذي بدء لن يظهر التأثير الكامل للعقوبات على إيران قبل يوليو أو أغسطس».



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة