الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٤ - الاثنين ٢٨ مايو ٢٠١٢ م، الموافق ٧ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


المتمردون الطوارق وجماعة أنصار الدين يعلنون «دولة إسلامية» في شمال مالي





باماكو - (ا ف ب): اعلن المتمردون الطوارق وجماعة أنصار الدين الاسلامية الذين يسيطرون على شمال مالي منذ حوالي شهرين، يوم السبت اندماجهما وإقامة «دولة إسلامية» في المنطقة. ويشكل ((محضر اتفاق)) بين المجموعتين سلمت نسخة منه لوكالة فرانس برسن منعطفا كبيرا في شمال مالي الشاسع الذي لا يخضع لسلطة باماكو منذ نهاية مارس.

وتم التوصل إلى ((محضر الاتفاق)) بعد أسابيع من المفاوضات التي كانت شاقة في بعض الأحيان بين الجانبين اللذين يختلفان في أهدافهما وعقائدهما. وقال الاتفاق ان ((حركة أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير ازواد يعلنان حلهما في ازواد (منطقة شمال مالي) وإنشاء المجلس الانتقالي للدولة الإسلامية في ازواد)).

واضاف ((نحن جميعا نؤيد استقلال ازواد... ونوافق جميعا على اعتبار الإسلام ديانة)) للكيان الناشئ والقرآن والسنة النبوية هما ((مصدر التشريع)). واندماج الحركتين واعلان الدولة الاسلامية هما النقطتان الرئيسيتان في الوثيقة. وأثار نبأ التوصل إلى هذا التفاهم ارتياحا باحتفالات وإطلاق نار ابتهاجا، على ما روى سكان لوكالة فرانس برس، في غاو التي أجرى فيها مسؤولون من الحركتين محادثاتهم منذ أيام عدة وكذلك في تمبكتو حيث سمع اطلاق نار ايضا.

وبعد حركتي التمرد اللتين قام بهما الطوارق في عامي ١٩٩٠ و٢٠٠٠، شنت الحركة الوطنية لتحرير ازواد الاستقلالية العلمانية، منتصف يناير هجوما على الجيش المالي اتسع نطاقه مع دخول انصار الدين التي تدعو إلى فرض الشريعة في جميع انحاء مالي الساحة.

وساندت حركة انصار الدين التي يقودها زعيم تمرد الطوارق السابق اياد اغ غالي، على الارض جهاديين من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وهيمن التنظيمان في الشمال على حساب الحركة الوطنية لتحرير ازواد. وكان شمال مالي باكمله سقط بأيدي مجموعات مسلحة التي استفادت من الانقلاب الذي وقع في ٢٢ مارس في باماكو.

ورأى إبراهيم عسالي رئيس بلدية تالاتاي (شمال) والعضو في الحركة الوطنية لتحرير ازواد بعد هذا الاتفاق ان ((حركة انصار الدين تنأى بنفسها عن الإرهاب لكنها ترفض في الوقت الحالي إعلان حرب على الارهاب)). وينشط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في كل الشريط الساحلي الصحراوي حيث يقوم بعمليات خطف تستهدف وخصوصا غربيين. وتخشى دول غرب إفريقيا والأسرة الدولية ((افغنة)) شمال مالي.

وقال الناطق باسم انصار الدين في تمبكتو ساندا لود بومانا معلقا على محضر الاتفاق ((نصر لله)). ويأتي ابرام الاتفاق بينما يعقد المسؤولون الرئيسيون في حركة انصار الدين وتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي لقاءات منذ يوم الخميس في تمبكتو للبحث في العلاقات المستقبلية بينهما.

وكان زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، دعا في عدة نصائح مقاتليه الذين يسيطرون جزئيا على شمال مالي بهدف إقامة دولة إسلامية، إلى فرض الشريعة ((تدريجيا)). وفي شريط صوتي يستغرق ١٢ دقيقة بثه موقع صحراء ميديا ومقره في موريتانيا، ((اشاد)) عبد المالك دروكدال المدعو ابو مصعب عبد الودود بمقاتليه لما حققوه من ((انتصار تاريخي)) في شمال مالي.

وحثهم على عدم التفريط في فرصة إقامة دولة إسلامية في تلك المنطقة موجها لهم ثماني نصائح من اجل التوصل إلى ذلك. ومن النصائح التي قدمها تجنب ((الغرور)) وتطبيق الشريعة الإسلامية ((تدريجيا))

مؤكدا ان ((فرض الشريعة لا يجب ان يقتصر على معاقبة الناس، انه اوسع من ذلك بكثير)) مؤكدا ((اعلموا انه من الخطأ فرض كل قوانين الاسلام دفعة واحدة)).

لكن في المقابل اعتبر دروكدال الجزائري ان اغلاق ((بؤر المخدرات والكحول والدعارة)) يجب ان يتم ((بدون انتظار)). ونصح ((إخوته)) بتوفير ((الامان)) لسكان المدن التي يسيطرون عليها (تمبكتو وغاو وكيدال) و((الخدمات الاساسية مثل الصحة والغذاء والماء والكهرباء والغاز والوقود)).

ويشكل الاتفاق والشكوك المتعلقة بوجود القاعدة في المغرب الإسلامي في ازواد تطورا جديدا للسلطات الانتقالية في باماكو والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وقال رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري وسيط مجموعة غرب إفريقيا في الازمة المالية، مؤخرا ان ((اتصالات)) جرى مع الحركة الوطنية لتحرير ازواد وأنصار الدين.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة