الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٨٩ - السبت ٢ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


الهاتف والنعاس يقتلان





قبل فترة ليست بطويلة كانت هناك اعلانات ارشادية تقول «لا تتصل حتى تصل» للحد من مخاطر الحوادث المرورية الناتجة عن المكالمات الهاتفية التي يجريها السائقون. ولكنه تبين اليوم أن هناك خطرا اكبر من المكالمة نفسها وهو إرسال المسجات والرسائل القصيرة والسائق يقود سيارته، فآخر الاحصائيات تقول ان اكثر من ٦٠٠٠ شخص لقوا حتفهم في الولايات المتحدة العام الماضي بسبب سائقين مشتتي التركيز. وتضيف الاحصائيات انه بينما يقوم المرء بالرد على المسجات فإنه يقضي نحو ١٠% من وقته خارج مساره، وان اجابته على مسج واحد تأخذ منه خمس ثوان, وهو وقت كاف للسير مسافة ملعب كرة قدم واحد وهو غير مركّز على الطريق.

أما قضية السياقة والشخص نعسان, فقالت صحيفة الشروق امس ان دراسة فرنسية: «إن سائقي السيارات الذين يغالبهم النعاس لا يقلّون خطورة عن السائقين، الذين يحتسون الخمر؛ حيث تتضاعف على الأرجح فرص تسببهم في حوادث سير، مقارنة بنظرائهم المتزنين الذين أخذوا قسطا جيدا من الراحة».

وحللت الدراسة التي قادها «نيكولاس مور» في مستشفى بوردو الجامعي معلومات عن ٦٧٩ سائقا نقلوا إلى مستشفى في جنوب غرب فرنسا لأكثر من ٢٤ ساعة؛ بسبب تعرضهم لحادث خطر في الفترة بين ٢٠٠٧ و٢٠٠٩.

وكتب «مور» وزملاؤه في رسالة لدورية «سجلات الطب الباطني»: «يمثل النعاس نفس خطر تعاطي الكحول تقريبا.. واستخدم الباحثون بيانات عن سائقي السيارات وتقارير شرطة لتحديد ما الذي يمكن أن يكون قد أدى الى الحوادث... وأبلغ السائقون عن كل الأدوية التي يعالجون بها وعاداتهم في شرب الخمور، وإلى أي مدى شعروا بالنعاس قبل الحادث، فيما قدمت ملفات المرضى معلومات عن مستويات الكحول بالدم».

وكان معظم السائقين المصابين تحت ٥٥ عاما وكانوا من الرجال. وكان أكثر من نصف المصابين من سائقي الدراجات النارية وثلثهم من سائقي السيارات و١٠% من قائدي الدراجات الهوائية.. وخلصت الشرطة إلى أن ٣٥٥ من السائقين كانوا مسئولين عن الحوادث التي وقعت لهم.

لا أعتقد ان إرسال الرسائل النصية والقيادة رغم النعاس أهم من حياة كل فرد منا. وإذا لم تكونوا مهتمين لحياتكم فاهتموا لحياة من حولكم.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة