الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٢ - الثلاثاء ٥ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٥ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

المال و الاقتصاد


جدارة الحكومة بالثقة باتت على المحك
رئيس جنوب السودان: مسؤولون جنوبيون سرقوا ٤ مليارات دولار





جوبا ـ رويترز: قال رئيس جنوب السودان في رسالة اطلعت عليها رويترز أمس ان مسؤولين في بلاده سرقوا ما يقدر بأربعة مليارات دولار من المال العالم وينبغي اعادتها لانقاذ سمعة الدولة والمساعدة في انتشال شعبها من الفقر.

جاء هذا في الوقت الذي تسارع فيه الدولة التي انفصلت عن السودان قبل اقل من عام لجمع ايرادات لتعويض فقد جميع ايرادات الدولة تقريبا مع وقف انتاج النفط في يناير.

واتهم منتقدون حكومة الرئيس سلفا كير بعدم فعل ما يكفي للحد من الفساد المستشري الذي عرقل جهود بناء الدولة من الصفر ودعم التنمية.

وفي رسالة الى ٧٥ من المسؤولين الحاليين والسابقين بتاريخ الثالث من مايو عرض كير العفو عن المسؤولين والافراد المرتبطين بالحكومة الذين يعيدون الاموال.

وقال في الرسالة التي حصلت عليها رويترز «ما يقدر بنحو أربعة مليارات دولار لم يتم الاستدلال عليها أو .. بمعنى أبسط .. سرقها مسؤولون سابقون وحاليون وأفراد فاسدون على علاقة وثيقة بمسؤولين حكوميين».

ومن الصعب الحصول على أرقام جديرة بالثقة في جنوب السودان لكن المبلغ يمكن ان يصل الى نحو ثلث الايرادات النفطية الاجمالية التي خصصت للجنوب في الفترة منذ توقيع اتفاق السلام في ٢٠٠٥ والذي انهى الحرب الاهلية مع الشمال وحتى استقلال الجنوب في العام الماضي.

وقالت الرسالة «نقل أغلب هذه الاموال الى خارج البلاد وأودع في حسابات أجنبية. بعضها استخدم في شراء عقارات دفع ثمنها نقدا».

وأكد مسؤول كبير بالحكومة لرويترز ارسال الرسالة الى وزراء حاليين وسابقين ونواب وزراء في الايام العشرة الاخيرة.

وتعاني الدولة البالغ عدد سكانها ٨.٦ مليون نسمة من بعض أسوأ الاوضاع الصحية والتعليمية على مستوى العالم بسبب عقود من الصراعات والاهمال الاقتصادي. وقلما توجد طرق معبدة خارج العاصمة جوبا.

وبعد الانفصال عن السودان في يوليو عم التفاؤل السكان بأن بلدهم سيمضي أخيرا نحو الازدهار لكن الاقتصاد تعثر منذ ذلك الحين بسبب استمرار النزاعات مع الخرطوم والفساد.

وقال وزير الاعلام برنابا ماريال بنجامين ان اكثر من نصف المليارات الاربعة مرتبط بما أطلق عليه في البلاد فضيحة الذرة، حيث تشير مزاعم الى أن مشتريات حكومية هائلة من «السرغوم» لم توزع قط. وتتكون الحركة الشعبية لتحرير السودان - وهي الحزب الحاكم في البلاد- في اغلبها من متمردين سابقين لا يملك الكثير منهم خبرة بالمؤسسات المدنية أو الادارة الاقتصادية.

والرقابة المالية ضعيفة ان وجدت اصلا.

وقالت رسالة كير «حاربنا من اجل الحرية والعدالة والمساواة.. توفي كثير من اصدقائنا من أجل تحقيق هذه الاهداف. غير أننا بمجرد وصولنا الى السلطة نسينا ما حاربنا من اجله وبدأنا نثري انفسنا على حساب شعبنا».

واضاف «جدارة حكومتنا بالثقة على المحك».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة