الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٣ - الأربعاء ٦ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

العلم والصحة


أدوية ومضادات حيوية من الكائنات البحرية





سوف يظل العلماء في العالم شغوفين بالكائنات البحرية، وخاصة في ظل السباق الكبير نحو الوصول إلى المواد التي تمتلك خصائص جديدة ومفيدة للإنسان تم على اثرها انشاء مؤسسات علمية في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان واستراليا والمانيا وفرنسا ؛ حيث تعود الريادة في هذا المجال إلى معهد المحيط الهادي للكيمياء العضوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية ؛ حيث يبحث العلماء عن المواد التي تستخدمها الكائنات البرية في الدفاع عن نفسها ؛ عن طريق تخويف أو قتل أعدائها الطبيعيين.

وقد تم اكتشاف خصائص فريدة تميز الكائنات البحرية فبينما توجد تلك المواد لدى الكائنات التي تعيش على اليابسة في غدد خاصة فإنها موجودة لدى الكائنات البحرية في كل مكان من جسمها عمليا وهو امر مثير للدهشة إذ ان هذه الكائنات نفسها تتضرر في معظم الاحيان من وجود تلك السموم.

الآن العلماء الروس اكتشفوا دورا خاصا تلعبه الاغشية الخلوية للكائنات البحرية تمكنها من الحصول على المستحضرات المضادة للأورام المنظمة لعمل القلب أيضا من حيوانات الأنيمون البحرية الجميلة الفريدة التي تعيش في قاع المحيط، ولكن ليس من المفترض في هذا المجال إفقار قاع المحيط العالمي وعمقه ليس على البيوتكنولوجيا فقط وإنما عليها أن تجد الوسيلة لتصنيعها مخبريا وإيصالها إلى مستوى الإنتاج بعرضها على صناعة مواد خام رخيصة لتصنيعها.

أما الاتجاهات الأخري للبيوتكنولوجيا البحرية الروسية فهي استخدام التنوع الوراثي وإمكانيات التكوين البيولوجي لدى الكائنات البحرية والتفتيش عن تكنولوجيات من دون نفايات عظيمة وإنتاج مورثات جينية من الأجسام البحرية الدقيقة.

وبدا أن حيوانات الاسفنج البحرية تشكل مختبرا طبيعيا عجيبا أو حتى مصانع صغيرة عظيمة الفاعلية فلقد أعطت تلك الحيوانات ما نسبته ٨٣ بالمائة من مجمل المواد التي تم اكتشافها لدى الكائنات البحرية في العالم وسر حيوانات الأسفنج هو أنها تتعايش معها كمية ضخمة من الأجسام الدقيقة تصل إلى نسبة ٤٠ بالمائة من مجمل وزنها، وبالإمكان الحصول من حيوان الاسفنج على مواد مفيدة جدا وخاصة في مجال المضادات الحيوية.

وتعتبر مجموعة الكائنات البحرية التي جمعها معهد المحيط الهادئ للكيمياء العضوية من دون مبالغة كنزا علميا ثمينا فهي تحتوي على أكثر من أربعة آلاف نوع من البكتيريا البحرية وألف نوع من الفطريات البحرية ولقد تم العثور عليها في مناطق مختلفة إلى حد بعيد من المحيط باستثناء القطب الجنوبي حيث لم ترسل بعثات إليه بعد بسبب الصعوبات المادية التي تواجه المجال الروسي في السنوات العشر الأخيرة بينما المجموعات الأخري الموجودة في العالم فهي تخص عادة المنطقة التي تعود للطرف الذي يجري الأبحاث فقط.

ومن أبرز الأمثلة على الاستخدامات الطبية للأسماك والكائنات البحرية أن سمكة التريبانج وحدها التي تعيش في الشرق الأقصى والتي تلقب بالجين شين البحري قادرة بسبب احتوائها على كمية كبيرة من المواد المفيدة أن تعطي مواد قوية مضادة للبكتيريا ومنظمة للمناعة كما تم الحصول على أدوية جديدة من خلايا التوتياء البحرية، ولقد قام العلماء الروس بدراسة مفصلة لهذا النوع وغيره من الحيوانات الشوكية بشكل خاص في بحار الشرق الأقصى.

وجمع المعهد مجموعة كبيرة من النجوم البحرية استخرج منها أكثر من ثمانين سلسلة جديدة من المواد السترويدية وهو الاسم الذي يطلق على المواد الأكثر نشاطا فسيولوجيا ومن بينها الهرمونات.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة