الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٤٩٣ - الأربعاء ٦ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

العلم والصحة


كيف تسيطر على داء السكري؟





التعايش مع السكري:

يجب أن يعرف المريض ان السكري مرض لا يشفى تماما بالمعنى المعروف عن الشفاء. أي اختفاء المرض نهائيا ومن دون حاجة للعلاج ، ولكن بالعلاج السليم والنظام الغذائي والصحي والنفسي الدائم يمكن أن يكون إنسانا عاديا يمارس حياته اليومية دون مضاعفات. أي يجب على مريض السكري أن يتعايش مع مرضه ولا يهمل النظام في حياته وخاصة النظام الغذائي.

والسكري من الأمراض التي نجح الطب إلى حد كبير في التحكم فيها والحد من خطورتها ، وبحيث ان مرضى السكري يستمتعون بحياة طبيعية، إلا فيما يتعدى عدم الافراط في الأطعمة الدهنية والسكرية.. الأمر الذي تقتضيه قواعد الصحة العامة وتناول جرعات منتظمة سواء من الأنسولين أو الأقراص التي تحل محله مرة واحدة أو أكثر يوميا مما لا يشكل عبئا على المريض.

ودور الطبيب بالنسبة لمريض السكري هو تنظيم العلاج في أول مراحله وعلى المريض أن يتابع هذا التنظيم بذكاء وأتباع الآتي:

١- أن يعرف ان التراخي في العلاج وفي الإرشادات الغذائية والصحية لهما أضرار ومضاعفات بعيدة المدى قد لا تظهر في الحال مثل تصلب الشرايين المبكر والتهاب الأعصاب الذي قد يؤدي إلى فقد الإحساس وضعف الأطراف والهزال الشديد.

٢- يجب أن يعرف المريض أنواع الطعام المناسبة له وما تحتويه من سعرات حرارية أي ما تحتويه من طاقة مخزونة، وقياس ذلك بما يحتاج إليه جسمه وفقا لعمله اليومي واحتياجات البناء للجسم.

٣- يجب أن يعرف المريض أنه قد يورث استعداد السكري إلى أبنائه وأحفاده من بعده.. وانه يجب عليه تحديد الإنجاب للضرورة التي لا تتعدى طفلين.

نصائـح حيـويـة

١- يجب على مريض السكري أن يعتني بنظافة جسمه وخاصة الأطراف السفلى والأصابع ويسرع لعلاج أي أمراض ولو كانت »حكة« بسيطة.

٢- لا شك ان ممارسة نوع من الرياضة البدنية يساعد كثيرا في السيطرة على السكري، فالرياضة تمنع السمنة وتساعد على حرق السكري الزائد في الدم والتخلص منه، والمشي الطويل نوع من الرياضة.

٣- من المؤكد ان الانفعالات النفسية والعصبية الزائدة لها أضرار كبيرة على مرضى السكري إما بالزيادة وإما بالاضطراب. وقد لا يظهر المرض أول ما يظهر إلا بعد انفعال أو صدمة نفسية شديدة.

٤- العناية بالعينين ومتابعة التطورات التي قد تصيب النظر بانتظام والعلاج المبكر لكل ما يظهر من مضاعفات.

٥- إلغاء الفكرة المسيطرة على الأذهان وهي ان مريض السكري لابد وبالقطع أن يكون ضعيفا جنسيا فهذا اعتقاد خاطئ.

٦- الانتظام في الحياة من حيث مواعيد الوجبات والراحة وتجنب الكحولات والمخدرات.

ونتحدث الآن بالتفصيل عن أساسيات العلاج والسيطرة على المرض بأساليبه الثلاثة:

أولا: النظام الغذائي:

يختلف النظام الغذائي من مريض لآخر، فالمريض البدين »أو الزائد في الوزن« يحتاج أولا إلى نظام غذائي لإنقاص وزنه.

وأتباع النظام الغذائي الملتزم »الريجيم« قد يكون وحده كافيا لعلاج السكري البسيط »إذا كانت هناك سمنة مفرطة« بحيث لا يحتاج المريض إلى عقاقير أو أنسولين، ولكن النظام الغذائي الملتزم أساسي حتى مع العلاج بالأدوية الأخرى. والقول بأن الأنسولين مثلا يكفي ولا داعي للريجيم يعتبر ضارا وخطيرا. فالمريض الذي يتعاطى علاجا للسكر سواء أكان عن طريق الفم أم بالحقن يجب ألا يهمل أتباع نظام غذائي ملتزم طوال حياته.

ثانيا: السيطرة والعلاج للسكر:

لا يخرج علاج السكري عن ثلاثة أساسيات:

- تنظيم الغذاء وإنقاص الوزن الزائد وخاصة في سكر متوسطي العمر.

- استعمال بعض العقاقير عن طريق الفم وهي عقاقير مهمتها إخراج الأنسولين من البنكرياس في جسم المريض نفسه. لذلك فهي لا تنفع بتاتا في سكر المراهقة والطفولة.

- استعمال الأنسولين في حالتين: سكر الصغار أو كما يسمى السكري المعتمد على الأنسولين ثم في حالة فشل العلاج بالعقاقير عن طريق الفم في سكر الكبار ومتوسطي العمر.

- يجب أن يكون استعمال العلاج تحت الإشراف الطبي الدقيق بالذات في أول مرحلة. أما محاولة الاجتهاد وباستعمال أدوية في غير موضعها فهو أمر بالغ الخطورة، بل قد يكون قاتلا للمريض. فمثلا استبدال الأدوية التي تعطى عن طريق الفم في مرضى سكر الأطفال والمراهقين بالأنسولين يعتبر جريمة طبية تستحق العقاب.

وهناك ملاحظة: هي الاعتقاد الخاطئ ان استعمال الأنسولين في متوسطي العمر أو الكبار لعلاج السكري في فترة ما يصبح أمرا محتوما مدى الحياة.

أي لا يمكن للمريض أن يستغني عن الأنسولين بعد ذلك، هذا بالتأكيد اعتقاد خاطئ تماما. فقد يحتاج مريض السكري »من النوع المذكور« إلى الأنسولين في فترة علاجه »أثناء أجراء جراحة مثلا أو أثناء الحمل« ثم يستغنى عنه وتستبدل به العقاقير الأخرى.. وأحيانا نظام غذائي فقط.

*استشاري أمراض السكري



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة