استبدال..
 تاريخ النشر : الخميس ٧ يونيو ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
لن أجزم، ولكن ما مرّ بنا العام الماضي من أحداث مؤلمة ومفجعة، أخرج لنا حراكاً سياسياً جديدا، أبطاله شخصيات مختلفة، الكثير منها غير معروف، ولكنّها قامت بأدوار كثيرة خلال تلك الفترة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وغيرها.
تلك الأحداث كَشفت لنا أنّ الكثير من الوجوه السياسية الموجودة على السّاحة، سواء تلك التي تتبوّأ مناصب رسمية، أو تلك التي تتزعّم الحراك السياسي والحقوقي والإعلامي المدني، ليست مؤهّلة لأن تكون في تلك المواقع!
منهم الوزراء، ومنهم أعضاء في الشّورى، ومنهم النوّاب، ومنهم رؤساء الجمعيات السياسية، من كل التلاوين المذهبية والتوجّهات السياسية، جميعهم رسبوا في إثبات أحقّيتهم بتبوء تلك المناصب والمواقع.
وجدنا شخصيّات وطنيّة على تويتر، تقوم بأدوار وزارات كاملة في الدفاع عن البحرين وهويّتها وعروبتها. كما وجدنا شخصيّات سياسية كانت تعمل كالهواتف العمومية، لا تتحرّك إلا بعد أن تمتلئ بالمنافع المختلفة، ولك أن تبحث عن الأموال والأراضي والهبات، كما لك أن تبحث عن الشقق التي يمتلكونها في لندن وجنيف وواشنطن!!
الفكرة فيما سبق، أنّ البعض حوّل العمل السياسي إلى وسيلة للكسب غير المشروع، فهو مستعد لبيع المواقف، وبيع الضمير، وبيع الأخلاق، كما هو مستعدّ لأن يبيع الوطن بمن فيه، ولكن بشرط أن يتسلم!
كنّا نلوم «البعض الكثير» من رجال الدّين، الذين حوّلوا التديّن إلى «صنعة»، أصابتهم بتخمة مفرطة، وتطوّر أمر بعضهم إلى جعل الدّين أداة بيد المستبد، تلك «الصنعة» باتت «انترنشيونال»، يتقنها الكثيرون لأنّها مُربحة وإن كانت من السلاحت!
ما يحدث في مصر الحبيبة هذه الأيّام، يُثبت أنّ تحطيم أي شكل من أشكال الاستبداد والقهر، إذا لم يصاحبه تحطيم العقلية التي أنجبته، فإنّه سيعود ربّما أقوى من ذي قبل.
ما أريد قوله هنا، على الجماهير أن تعي أنّ أولئك المنتفعين سنّة وشيعة، كبُروا أم صغروا في المقام، لا يمكن لهم أن يتنازلوا عن نفوذهم ولا كراسيّهم، حتى لو كانوا متوّرطين ومدانين أخلاقياً وسياسياً وإنسانيا!
عجلة التغيير تبدأ من الأفراد، كما تبدأ من المبادرات الشجاعة التي تحطّم تلك الأصنام، لتودعها في المخازن!
الوطن بحاجة الى قيادات وطنيّة حقيقية، عنوانها الإخلاص والولاء الكامل لتراب هذه الأرض الطيّبة، تنطق الخليج العربي وتفخر به، ولا تتلعثم في ولائها وإيمانها بالاتحاد بين دوله.
هذا الكيان يستوعب كل الاختلافات الدينية والمذهبية والسياسية، بشرط أن تكون تلك الاختلافات تحت مظّلته، وليست عصا في يد الخارج، تُستخدم لضرب استقرار أوطاننا.
برودكاست: هل تظنّون أنّ الحرائق المتتالية في قطر، وحرق أكثر من ١٧ سيارة خلال ٧٢ ساعة في البحرين، كانت حوادث عابرة! ابحث عن المستفيد، وستجد الكثير من الإجابات المهمّة.
آخر السّطر: (حقوقي) يشتم أهالي المحرّق! وزير سابق يتعدّى على رؤساء التحرير بألفاظ رخيصة! نشر شريط فاضح لشخصية مسيئة! القيم والمبادئ والأخلاق لا تتجزّأ.
كلمة أخيرة: لا يمكن للمرء أن يشتري الأخلاق من السوق، أليس كذلك؟
.
مقالات أخرى...
- «كلِّ حاجَه تمام يافندم»!! - (6 يونيو 2012)
- وماذا عن الأسوأ؟! - (5 يونيو 2012)
- عجزتم عن هذا ومرّرتم ذاك! - (4 يونيو 2012)
- من يُدير هذا التناقض؟! - (3 يونيو 2012)
- قطع الرّأس.. - (31 مايو 2012)
- عجز الثّقات.. - (30 مايو 2012)
- شكر النّعم وجحودها.. - (29 مايو 2012)
- زمنُ الفضائح.. وزمنُ الشّعوب - (28 مايو 2012)
- إبادة جماعية مذهبية.. والصّمت سيّد الموقف! - (27 مايو 2012)