الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠١ - الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٤ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

التحقيقات


بعد ركود موسم سفر ملتهب





ازداد نمو السفر إلى البلدان المجاورة مع دخول موسم السفر والسياحة مقارنة بالعام الماضي، حتى وصل إلى ٤٥% تقريبا وتعددت وجهات المواطنين إلى كثير من الدول مثل ماليزيا وسنغافورة ودول الخليج وتركيا كبديل عن الدول التي تشهد الاضطرابات السياسية مثل سوريا ومصر وغيرها.

وقد أكد أصحاب مكاتب السفر والسياحة ارتفاع أسعار التذاكر هذا العام بنسبة كبيرة نتيجة لارتفاع الوقود والضرائب بينما أرجع البعض ارتفاعها بسبب تحكم شركات الطيران في الأسعار ومحاولة تعويض خسارتها، مع دخول موسم السفر.

وقد طالب أصحاب الشركات بفتح بعض خطوط الطيران التي أغلقت بسبب الركود السياحي مثل الماليزي والسنغافوري والعراقي والإيراني والتي تسببت في قلة المقاعد للمسافرين ولجوئهم إلى الدول المجاورة للبحث عن تذاكر مما أدى إلى زيادة تكاليف السفر على المواطن وزيادة أسعار التذاكر وضياع حقائب المسافرين.

بينما طالب البعض بدعم طيران الخليج من خلال إلزام الحكومة والوزارات بشراء التذاكر من طيران الخليج وبأسعار مناسبة حتى يتحسن الوضع المالي للشركة. جاء ذلك خلال التحقيق التالي:

موسم ملتهب

إحسان أبوالقاسم (ألفا للسفر والسياحة) تقول: من الملاحظ أن الإقبال على السفر هذا العام أفضل من العام الماضي ووصل إلى ٧٥% بسبب الاستقرار السياسي مما جعل الناس تتحرك مبكرا للحجز بالإضافة إلى الوزارات التي قامت بالحجز للمؤتمرات، وخاصة أن العام الماضي سافر البعض إلى المناطق القريبة من البحرين مثل دبي ومسقط، لتخوفهم من الأوضاع مما جعلهم يسافرون هذا العام إلى دول بعيدة بحثا علن الاستجمام. ولقد تغيرت وجهة الناس هذا العام فاغلبهم سيتوجهون إلى أوروبا تشمل (لندن، فرانكفورت، وفرنسا، وكندا) وتركيا بدلا من سوريا ولبنان بسبب الأوضاع السياسية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار التذاكر والفنادق في تركيا بسبب الموسم إما بالنسبة إلى مصر فان اغلب المسافرين من المقيمين والمدرسين في البحرين أما البحرينيين فهم ينتظرون هدوء الأوضاع بعد الانتخابات.

كذلك ارتفعت أسعار التذاكر حتى وصلت إلى ٢٨٠ دينارا بعد أن كانت ١٦٤ دينارا فقط وذلك يعتمد على سخونة المواسم وعندما تقل المقاعد ترتفع الأسعار، وكذلك يعتمد السعر للتذكرة على حسب الدرجة للرحلة، وهناك من قام بالحجز منذ ٦ أشهر، كذلك هناك رحلات إلى المغرب واغلبهم من المقيمين. ورحلات إلى تايلاند وماليزيا من دون توقف والأردن للمقيمين والعلاج.

وعللت إحسان ارتفاع أسعار التذاكر هذا العام إلى: زيادة التأمين على الشحن والضرائب والبترول والتأمين على الحروب ودخول موسم السفر مما انعكس على أسعار التذاكر رغم انخفاضها في شهر مايو الماضي. ولكن من الملاحظ أن شهر رمضان هذا العام يقطع العطلة الصيفية مما يسبب قلة في السفر خلال هذه الفترة ولكن هناك حجوزات إلى العمرة والمدينة طول السنة بأسعار مناسبة وتزيد الأسعار في شهر رمضان بسبب شدة الإقبال على العمرة، ولكن هذا الأمر جعل الزبون البحريني يعرف كيف يتعامل مع ذلك وبدأ يحجز مبكرا، ونتوقع أن ترتفع الأسعار خلال الأيام القادمة بسبب انتهاء الامتحانات لشدة إقبال الناس على السفر طلبا للراحة النفسية.

ارتفاع أسعار التذاكر

ويقول صلاح متولي (مدير محطة مصر للطيران): إن نسبة السياحة من البحرين إلى القاهرة قلت بسبب الأوضاع السياسية في مصر والثورة، ولكن السياحة إلى شرم الشيخ والغردقة للبحرين لم تتأثر وهذا شيء طبيعي لبعدهم عن القاهرة إما بالنسبة إلى الجالية المصرية فسفرهم إلى مصر لم يتغير بأي حال من الأحوال.

إما بالنسبة إلى أسعار التذاكر فالمسالة عرض وطلب فترتفع الأسعار في فترات الذروة من ٢٠ يونيو إلى نصف يوليو، وبالنسبة إلى الأسعار فالشركات لم ترفع السعر ولكن من الملاحظ إن التذاكر ذات الأسعار المنخفضة غير المتوافرة في المواسم لازدياد الطلب على السفر لمصر من قبل المقيمين مما جعل سعر التذكرة يرتفع من ١٦٠ إلى ٣٠٠ دينار تقريبا لان كل شركات الطيران تسير على مبدأ تدرج الأسعار حسب الموسم والدرجات المتوافرة، ولكن البحرينيين لم يسافروا إلى مصر للسياحة هذا العام لأنهم ينتظرون هدوء موضوع الانتخابات، ولقد قمنا بتعديل رحلات مصر فأصبحت من ٤صباحا وتصل إلى مصر ٦ صباحا مع بداية اليوم حتى يمكن المسافرين من السفر إلى مناطق أخرى وقد قمنا بزيادة الرحلات فقد كانت ٤ رحلات العام الماضي وزادت إلى ٦ رحلات بسبب الطلب عليها، وتشمل جميع أيام الأسبوع ماعدا يوم الثلاثاء ونحن نسعى إلى زيادة الرحلات هذا العام إلى ٧ رحلات وتشمل جميع أيام الأسبوع إذا تعدلت الأوضاع في مصر.

إما بالنسبة للتذاكر فهي مرتفعة بسبب الضرائب وتشمل أسعار الوقود المتذبذبة التي لم تخفض عن ١٣٠ دولارا ويحمل السعر على التذكرة ويتحملها المواطن. وبعض التذاكر توصل الضريبة إلى ضعف المبلغ، لانه لا يوجد سعر محدد تعتمد عليه الأسعار في السفر.

وأضاف متولي: يشهد شهر رمضان ركودا لأنه في وسط الإجازة الصيفية مما جعل الضغط في الفترة الأولى أكثر من الثانية وهذا يؤثر على أسعار التذاكر وخاصة إن الجميع يرجع إلى البحرين بعد شهر رمضان مباشرة.

زيادة سفر العمرة

ويقول عبدالحكيم الشمري (صاحب شركة الأمل للسفر والسياحة): هناك نمو في حجم السفر هذا العام مقارنة بالعام الماضي وقد تركزت وجهات السفر على الشرق الأقصى وماليزيا على رأس القائمة واستحوذت تركيا على نصيب الأسد وقد تراجع بشكل ملحوظ السفر إلى سوريا حيث يشهد شبه توقف وانخفاض حاد في السفر إلى لبنان ومصر أيضا.

وقد أوضح الشمري إن الأسعار اقل من العام الماضي نتيجة المنافسة بين شركات الطيران والسوق المفتوحة ولكن الموسم يرفع الأسعار.

كذلك دخول رمضان على العطلة الصيفية يؤدي إلى التركيز على العمرة بشكل كبير مع الانخفاض في وجهات أخرى ، وتعاود الحركة نشاطها للمقيمين في البحرين حيث يفضلون قضاء فترة العيد مع ذويهم في دولهم، وكذلك دخول رمضان على العطلة جعل السفر لفترات قصيرة أي قبل رمضان أو بعد رمضان. ويمكن للشركات أن تعوض خسائرها من خلال هذه الرحلات.

غلق بعض الخطوط

جاسم ابل (صاحب شركة المواسم للحج والسياحة) يقول: اغلب الوجهات للسفر ممتلئة مقارنة بالعام الماضي ولكن تحكم رمضان ودخوله على الإجازة هذا العام وضغط الإجازة أدى إلى قلة عدد المسافرين في العطلة الصيفية هذا العام الذي يبدأ من ٢٠ يوليو إلى ٢٠ أغسطس مما جعل البعض يلغي رحلة الصيف وإما بالنسبة إلى السفر قبل رمضان فنسبته اكبر من بعد رمضان بسبب فتح المدارس أبوابها تاريخ ٢ سبتمبر، وقد استطاع الناس أن يجدوا لهم بدائل عن بعض الدول التي تشهد اضطرابات فكانت تركيا بالمقام الأول مما جعل المقاعد شبة ممتلئة لان بها مواصفات يرتاح إليها المواطن البحريني مثل الأمان، والأسواق كذلك رحلات بانكوك والصين ودول أوروبا ممتلئة. وقد زاد إقبال الناس على مكة والمدينة في رمضان وبعد رمضان.

إما بالنسبة إلى جنوب شرق أسيا فالإقبال اقل بحكم إغلاق محطة ماليزيا، مما جعل السفر عن طريق الدول المجاورة وهذا يسبب عناء للمسافر بالإضافة إلى ارتفاع كلفة السفر.

وعلل ابل ارتفاع سعر التذاكر بسبب رفع الطيران التذاكر لتعويض الركود في السفر خلال الفترة الماضية ولتعويض الخسائر حتى وصلت التذاكر التي قيمتها ١٥٠ دينارا إلى ٤٠٠ دينار تقريبا وذلك ليس بسبب ارتفاع النفط والتأمين لأنها شماعة وحجة لرفع الأسعار وبالتالي أصبحت شركات الطيران تتحكم في الموسم في أسعارها، وذلك لوجود ثغرة في جمعية حماية المستهلك التي من المفروض أن تكون هناك رقابة لحماية المستهلك، لان مادام هناك سفر والسوق متحركة فلا ينبغي أن ترفع شركات الطيران أسعار التذاكر وتحسب على المواطن، كذلك من أهم أسباب ارتفاع الأسعار ان بعض خطوط الطيران أقفلت فروعها في البحرين بسبب الركود مثل الطيران الماليزي والسنغافوري، والتايلندي وقلة العرض رفعت الأسعار للتذاكر مما جعل المواطن يلجأ إلى الطيران الخارجي بعد أن يسافر إلى الدول المجاورة (ترانزيت) مما يزيد كلفة رحلته.

وطالب ابل بحل مشكلة طيران الخليج والحجوزات المالية عليها وذلك عن طريق إلزام الشركات والوزارات بالسفر عن طريق طيران الخليج وبأسعار مناسبة وفتح المحطات المغلقة حتى تحل نقص المقاعد للمسافرين.

قلة المقاعد

إبراهيم المهنا (المهنا للسفر والسياحة) يقول: من الملاحظ أن الإقبال هذا العام على السفر إلى تركيا وماليزيا وسنغافورة للعلاج وقلة إقبال على مصر والأردن بسبب الأوضاع السياسية ووصل إلى ٤٥%. مقارنة بالعام الماضي.

ولكن يعاني المواطنون وشركات السياحة من إغلاق بعض المحطات الرئيسية التي يرتادها المواطن سنويا مثل إيران والعراق وسوريا مما أدى إلى عجز في المقاعد يصل إلى ١٢ ألف مقعد، ودخول المسافر في دوامة التنقل بين الدول المجاورة للسفر إلى هذه المناطق مما يؤدي إلى تحمله التعب والإعياء ورفع تكاليف الرحلة، وضياع الحقائب.

وأكد المهنا ارتفاع أسعار تذاكر السفر على المواطن التي كانت تبلغ قيمتها ١٥٠ دينارا وارتفعت بنسبة ١٥٠% ووصلت إلى ٣٥٠ فما فوق، كأنها تنتقم من المسافر رغم انه ينبغي عليها أن لا تأخذ في اعتبارها خسائرها في الفترة السابقة وان تكون معتدلة في وضع الأسعار وتزيد رحلاتها ولا تأخذها من المسافر فوق طاقته، بحجة ارتفاع سعر الوقود والتأمين وبرغم انخفاض النفط وانتهاء الحروب والاضطرابات بعد ذلك فلا تعود تسعيرة التذكرة إلى سابق عهدها وهذا يدل على الاستغلال للمسافر، لذلك يجب أن تكون هناك رقابة لمنع التلاعب في أسعار التذاكر ويجب إن لا تقف جمعية السفر والسياحة مكتوفة الأيدي).

تعدد الوجهات

كمال حرب (مدير الملكي للسياحة والسفر) يقول: هناك تزايد في سفر الناس هذا العام مقارنة بالعام الماضي بسبب هدوء الأوضاع السياسية وقد تعددت الوجهات السياحية مثل ماليزيا وتايلند وتركيا ومحطات أوروبا، وهناك إقبال على دول الخليج والكويت وعمان أكثر من العام الماضي وهذه بدائل لسوريا ولبنان، وهناك قلة لوجهة الأردن بسبب ارتفاع التذاكر والغلاء في الأردن، وبالنسبة إلى ارتفاع أسعار التذاكر تدريجيا من ١٥ يونيو إلى بداية رمضان يرجع إلى دخول موسم السفر وذلك يعتمد على حجوزات الطيران وبسبب ارتفاع الوقود والضرائب، ورغم ذلك مازال الناس تبحث عن بدائل للسفر للراحة والاستجمام وقطع رمضان للإجازة جعل العمرة المحطة البديلة فهناك حجوزات كثيرة في رمضان للعبادة.

وطالب بان يكون هناك توجه إلى تشجيع السياحة الرمضانية في البحرين عن طريق تنظيم برامج تتناسب مع الشهر الفضيل وتتناسب مع المستوى الديني لجذب السياح في هذا الشهر الذي يشهد ركودا كبيرا في السياحة بعكس بعض الدول التي تنظم برامج رمضانية للسياحة الرمضانية.

دور جمعية حماية المستهلك

وعن توافر الرقابة على أسعار التذاكر علق سفيان المؤيد (رئيس جمعية مكاتب السفر والسياحة): الجمعية ليس لها دور رقابي على شركات الطيران بمنعها من رفع أسعار التذاكر ولكن دورها حماية مصالح مكاتب السفر والسياحة في البحرين، ونحن نتابع مشاكل المكاتب مع شركات الطيران، ومن أهم أسباب ارتفاع أسعار التذاكر بعد المسافة لجهة السفر وارتفاع العملة ودخول موسم السفر.

وقد تركزت الوجهات هذا العام على ماليزيا وتركيا التي كانت في السابق محطة وقوف عند الذهاب إلى أوروبا، وبينما قل الإقبال على دول أوروبا بسبب دخول رمضان وتفضيل الناس الذهاب إلى دول إسلامية مثل ماليزيا لان أسعارها منخفضة وهي دولة إسلامية، كذلك دخول رمضان على الناس جعلهم يقسمون سفرهم إلى رحلتين واحدة قبل رمضان والأخرى بعد رمضان.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة