الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٦ - الثلاثاء ١٩ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٩ رجب ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


موقف رياضي





كنا قد توقعنا أن يكون هناك نوع من الاستهانة في المباراتين اللتين جرتا الليلة الماضية في يورو ٢٠١٢ بين الدانمرك وألمانيا والبرتغال وهولندا لكن الشك لم يكن في محله إطلاقاً لأن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) يتابع عن كثب أي استهانة أو تلاعب في النتائج ويفتح عينيه واسعتين على كل شيء يجري في البطولة الجارية اليوم، لقد بنينا ذلك الشك على مجموعة من الأخبار الكثيرة التي قرأناها قبل بدء المباراتين وقالت الأخبار إن ألمانيا يمكن أن تسحق الدانمرك بنتيجة ثقيلة يكون على إثرها التفوق الذهني والفني للاعبي هولندا الذين يسمعون النتيجة وهم يلعبون أمام البرتغال ليتحمسوا ويفوزوا والمباراتان تقامان في توقيت واحد، لكن من هذا القبيل لم يحدث البتة لأننا شاهدنا الوضع فالدانمرك كان مخيفاً أمام ألمانيا وتعادل قبل أن يخسر ١/٢ كذلك الحال مع مباراة البرتغال وهولندا الذي تقدم الثاني ١/صفر لكن كريستيانو رونالدو ورفاقه قلبوا النتيجة وفازوا ٢/١.

إن فكرة التلاعب بالنتائج على مستوى المنتخبات الأوروبية لا يمكن أن تحدث لأسباب كثيرة أهمها أن تلك الدول على مستوى عال من الفهم الحضاري لكرة القدم ولأنها تطبق الأنظمة الرياضية والقوانين الصارمة داخل بلدانها في الدوري المحلي فما بالنا في البطولة الأوروبية التي يفترض أن تعكس التطور الشامل لهذه البلدان، وعلى الصعيد التنافسي الكل لا يعلم مدى التنافس بين الدول الأوروبية على مستوى القوميات والجنسيات من الناحية السياسية ومباراة تجمع بين بولندا وروسيا أو أوكرانيا وروسيا أو أي طرف آخر من أوروبا الشرقية السابقة تعني حرباً كروية فوق العشب الأخضر حتى مباريات الدول الأوروبية المتقدمة في الغرب تجد بينهم الاحتكاك القومي المثير كما حدث بين انجلترا وفرنسا وانجلترا والسويد وألمانيا وهولندا.

إن الدول الأوروبية تعرف الحدود واللباقة في التنافس الكروي ولا تريد أن تفرز المنافسات أي توتر سياسي يستفيد منه أي طرف على حساب الطرف الآخر ويكفي الدول الأوروبية مآسي الحربين الكونيتين على شعوبهما واللتين آثارهما مازالتا باقيتين إلى اليوم، على هذا الأساس لا يمكن لأي منتخب مهما كان أكثر نقاط أن يستهتر بالنتيجة ويشوه سمعته فالمنتخب الذي يريد أن يتأهل عليه أن يتأهل بقواه ولا يعتمد على الآخرين واليوم تلعب السويد من دون حافز أمام فرنسا وانجلترا في لقاء قوي مع أوكرانيا وسوف نرى الجدية والقوة في المباراتين.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة