الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٠٨ - الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


رحلت عني أحن قلب





جاء الناعي رحلت والدتي الحبيبة ذهلت بكيت بدموع قلبي.. ربي أجرني بمصيبتي بعد رحيل الحضن الدافئ يا حزني على فراقها وحبها وحنانها وهبتني حياتها وعطفها ليس هناك أشد حزن على النفس من أن تتلقى نبأ وفاة شخص عزيز فالموت هو نهاية رحلتنا في الحياة ولابد أنه ملاقينا عاجلاً أو آجلاً.. أظلمت الدنيا في عيني لم أصدق ما أسمع كأني في حلم وانتهى بعد ٤٧ عاماً من حياة عمري أسوأ ما تلقيته في حياتي هو خبر وفاتك وأفضل شيء في حياتي أنك أمي.. شكوت فراقك ورحيلك وحزني وألم فراقك إلى الله، مكانك مازال فارغاً وفاتك كأنه مر يوم عليها وليس عامان يا أمي.. اشتقت إليك أزور قبرك وأكلمك ولكن لا تردين عليّ، يكفيني أنك راضية عليّ هذا كنزي وثروتي في الحياة أين ما ذهبت أين ما اتجهت الله يوفقني.

والدتي الحبيبة.. أعظم من رأت عيني وأحن من لمس يدي، أكابر أمام أعين إخواني وأخواتي من أن أبكي عند ذكر اسمك لكن البكاء عندما أختلي مع نفسي. كل مصيبة تبدأ كبيرة وتصغر إلا الموت فهو المصيبة التي تبدأ صغيرة ثم تكبر تكون كالجبل وها أنا أعيش مصيبة فقدك الأكبر.

والدتي الحبيبة.. لو كنت أملك من عمري شيئاً لأعطيتك. العالم كله صدر أمي، فإذا وضعت فيه رأسي نسيت الدنيا، مسحة يدك على يدي تنسيني همومي من بعدك لم تعد الحياة حياة.

والدتي الحبيبة.. أي طعم للحياة بلا أمي أشتقت لك ولحنانك وحضنك الدافئ لن أنساك أبداً يا أمي الحبيبة.. تنهمر دموع العين على خدي حين أشتاق لك مهما كانت أيام سفرك طويلة فلن أنساك أبداً يا أمي.

اشتقت لك يا أمي كم سهرت لراحتي وكم مرضت أنك أرهقت بسببي والله لو قبلت قدميك طول عمري ولو حملتك على أكتافي طول عمري لم أفِ بحقك يا أمي.

سامحيني يا أمي..

أحبك، أحبك، أحبك.

اللهم اغفر لها وارحمها واعفُ عنها وأكرمها، اللهم وسع مدخلها وأدخلها الجنة وغسلها بالثلج والماء والبرد.. اللهم آنس وحشتها وارحم غربتها وقها عذاب القبر وعذاب النار.. اللهم انقلها من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور.. اللهم أبدلها داراً خيراً من دارها وأهلاً خيرا من أهلها.. اللهم أسكنها فسيح جناتك فزد من إحسانها وإن كانت قد أساءت فتجاوز عن إساءتها. اللهم آمين.

الحزين على فراقك للأبد

ابنك البارّ

محمد عبدالرحيم القعود



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة