الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٠ - السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٣ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


يلعنون الدولة ويستمتعون بخيراتها وخدماتها!





من المفارقات الغريبة التي لا توجد إلا في البحرين، أن من يحاربون الدولة ويستخفون بها ويشتمون رموزها وقيادتها ويشوهون إنجازاتها ويفرحون لإلحاق أي ضرر بها وباقتصادها واستثماراتها ويتنكرون لمكاسبها، هؤلاء أنفسهم تعاملهم الدولة بكل تكريم وتجزئ لهم العطاء وذلك لكون الدولة البحرينية تتصرف مع مواطنيها كدولة من دون رد فعل، فهي لا تعاقب ولا تنتقم ولا تحرم المواطن من حقوقه الدستورية، بعكس ما يحدث عند الجارة إيران التي ترد الصاع صاعين، تقتل وتسجن وتضرب المعارضين لمجرد المعارضة وتعدم المئات سنويا لربع ما يفعله الخارجين عن القانون عندنا في البحرين، ولو أنهم فعلوا ما فعلوه في جمهورية إيران الإسلامية لكان مصيرهم الحتمي الإعدام في الشوارع على الرافعات مثلما يحدث للمئات من أبناء الأحواز العربية.

يحدث عندنا ما لا يحدث حتى في بلد الديمقراطية العريقة بريطانيا ولا في فرنسا ولا في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا نحتاج إلى أن نعدد أسماء دول أخرى لأن هذه الدول تعامل كل من يخرج على الدولة وكل من يمارس العنف والإرهاب بالقول والفعل معاملة المجرمين، وإذا كان الخارجون عن القانون من أصول أخرى فإن الإجراء الأبسط الذي يتخذ ضدهم هو سحب الجنسية وتسفيرهم من حيث أتوا، وقد زادت بريطانيا على ذلك بحرمان الإرهابيين وممارسي العنف ومتجاوزي القانون من الخدمات التي تقدمها الدولة لسائر المواطنين مثل المعونات الاجتماعية والبعثات الدراسية والتسهيلات والتخفيضات الحكومية، وقد رأينا بأعيننا وسمعنا بآذاننا ماذا فعلت السلطات البريطانية عندما تعرض أمنها واستقرارها للخطر، فلا حقوق إنسان ولا هم يحزنون، ومن طرائف وعجائب الأمور أن نجد هؤلاء الكافرين بالنعمة والناكرين للجميل ـ الذين فقدوا عقولهم وقيمهم التي درج عليها أبناء هذا الوطن الطيب جيلا بعد جيل ـ نجدهم في الوقت الذي يعاملون فيه بالطيب والاحترام والتسامح والتكريم وتوفر لهم الخدمات اللازمة وتنفذ لهم المشاريع الإسكانية الحديثة للاستنفاع بها والعيش الكريم فيها يسبون ويشتمون من أنعم عليهم ويبادرون إلى التسقيط ويستفزون مشاعر المواطنين! والأغرب من ذلك أن هؤلاء يتنكرون لما هم فيه من خير ومن نعم لا تحصى من صحة وتعليم وإسكان وخدمات أخرى يعلمون علم اليقين أنهم لن يحصلوا عليها عندما يخرجون من هذه البلاد، أو عندما لا قدر الله يمسك بزمام الأمور الناكرون للنعم، نعم فإنها والله لتكون خرابا خلاء لا قدر الله، قد يقولون ردنا على ما قلنا ان ذلك من واجب كل دولة على مواطنيها، ونحن نرد أيضا من واجب كل مواطن احترام دولته التي ترعاه وتوفر له الخدمات المختلفة، يقول المولى تبارك وتعالى: ولئن شكرتم لأزيدنكم، ولكن ماذا نقول لهؤلاء الذين لا يحمدون ولا يشكرون؟

إن الإنجاز "الكبير" الذي حققه هؤلاء الخارجون عن القانون والأهم هو انهم قسموا المجتمع وتسببوا في خلخلة كيانه الوطني وفي زعزعة استقراره الاقتصادي والاجتماعي والأمني، ولكن الغريب عندما ينبري أحد الكتاب منهم لينكر هذه الحقيقة ويقول إننا نصطنع هذه القسمة أو فبركتها وتخلقها من عدم، في حين أنه خير العارفين بمواطن وبأيديولوجية التقسيم والقسمة والطائفية التي يتبناها الحراك المعارض ومن لف لفه قيادة وقواعد، فإذا كان ما أصاب مجتمعنا من تقسيم وانقسام ليس حقيقة ـ كما يرى صاحبنا ـ فكيف يمكن الانقسام؟ وهذه أقصى درجات الديماغوجية والتزييف والكذب على المجتمع وعلى الرأي العام الداخلي والخارجي.

وإذا كان مثل هؤلاء المعارضين والكتاب الذين يدافعون عنهم ويزينون أعمالهم التدميرية ولا يستشعرون فعلا حقيقة الأزمة التي تسببوا فيها والزعزعة التي اصابوا بها المجتمع فإن ذلك يعني في النهاية إنهم يمارسون الدجل الفاضح، دجل من فقد طريق القيم التي تهديه إلى سواء السبيل.

لقد مللنا والله هذا النوع من إنكار النعم، وهذا النوع من الدجل السياسي والإعلامي، وهذا الكذب المبرمج القائم على الادعاء والتزييف.

لقد برهنت الدولة البحرينية ومازالت على انها دولة للجميع رغم جرائم الخارجين عن القانون، وأن قيادتها صالحة ومتسامحة وتتبع سياسة هادئة وإنسانية مع من لا يستحقون ذلك، وخصوصا أن حجم التعدي والكذب والاستفزاز قد فاق كل تصور في هذا البلد الطيب المسالم.



.

نسخة للطباعة

روسيا حين تخسر العرب!

لعل من المتعارف عليه في الدوائر السياسية أن روسيا اليوم لا ينبغي أن تمثل الاتحاد السوفيتي السابق، والمقصود ... [المزيد]

الأعداد السابقة