الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٠ - السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٣ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


حكايات حقيقية من الحورة





إن الذكريات الجميلة هي تلك المرحلة العمرية من الطفولة التي لا نستطيع أن ننساها نحن من سكن منطقة الحورة، إن هذه المنطقة الصغيرة التي تقع على الساحل الشرقي من المنامة والمعروفة بسواحلها الجميلة اختفت ملامحها اليوم، تلك الملامح التي تحكي تاريخ أهلها الكرام الذين ابتعدوا عنها وتركوها للأجانب بعدما كانت تحتضن الكثير من المناضلين الذين وقفوا ضد الاستعمار في الستينات والذين أبعدوا عن البلاد لفترات طويلة من الزمن بعد أن طالبوا بحقوق المواطنين.

هل تعلم يا أخي العزيز أن شارع المعارض كان عبارة عن مرسى للبواخر الكبيرة وهذا يدل على أن تلك المنطقة هي عبارة عن بحر يبعد عن الشاطئ مسافة طويلة لا تصلها إلا السفن واليوم أصبحت المنطقة سكنية، وهل تعرفون موقع المسلخ المشهور في الحورة، إنه كان المسلخ الوحيد في البحرين وكان يقع بالجهة الجنوبية من شارع المعارض، إن ذكرياتي عن هذا المسلخ كثيرة حيث كان معظم أبناء الفريج يجتمعون وقت جلب المواشي للمسلخ ويشاهدون ذاك المنظر الرهيب أثناء ذبح تلك المواشي ويستمتعون كثيرا، وبعدها يتسابقون على جمع الجلود كي يصنعوا منها الطبول بعد دفنها تحت الأرض عدة أيام كي تصبح خالية من الفرو وطبعا تكون رائحتها نتنه جدا ولكن ذلك لم يمنعهم من مواصلة العمل، وأتذكر في شهر رمضان قديما كانت منطقة الحورة هي نقطة التقاء شباب القضيبية بشباب الحورة وكانوا يتسابقون ويتفننون في صناعة الطبول وعرضها على الزبائن الذين كانوا يأتون من مناطق مجاورة مثل فريج الذواودة وفريج سوار وفريج الفاضل ورأس رمان ومناطق أخرى.

هل تعلم يا أخي العزيز إن كان هناك مطار مشهور يقع في نهاية المنطقة من الجهة الجنوبية والقريب من قصر القضيبية، ولا ننسى حوطة الحمير المشهورة في المنطقة التي هي عبارة عن مكب للقمامة لجميع مناطق المنامة، ونتذكر كيف كان قطعان تلك العربات التي تجرها الحمير وهي منطلقة في وقت واحد ومتسابقة مع الزمن وهي تتحلى بالزينة وبصور كبيرة تحتوي على ملصقات ورقية للممثلين الهنود والأمريكان، لقد كان منظرا عجيبا لا يستطيع أي من شاهده أن ينسى جماله، أنا في اعتقادي أن الحورة هي من أهم مناطق المملكة قديما وشبابها كان الدرع الواقي ضد أي تدخل أجنبي فهي من أنجب المواطن المخلص لوطنه والمحب للجميع.

صالح بن علي



.

نسخة للطباعة

روسيا حين تخسر العرب!

لعل من المتعارف عليه في الدوائر السياسية أن روسيا اليوم لا ينبغي أن تمثل الاتحاد السوفيتي السابق، والمقصود ... [المزيد]

الأعداد السابقة