الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٥ - الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٨ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


ماذا يضاف للمستقبل بعد خطاب جلالة الملك؟





الماضي خلف الحاضر والحاضر يخلف المستقبل والمستقبل يشرق لمستقبل المستقبل، هذه المعادلة دائمة دوارة متصلة بإنتاج الإنسان ومتعلقة بوجوده ككائن حي نام متطور بالحركة ساع، تتغير الظروف والأيام ولا يتغير تقدير الزمان حدا وفصلا، إنما يتغير الإنسان.

في البحرين رجال لو وضعتهم على الجروح لشفيت، لو خيرتهم بين الخدمة والنعيم في الرفاه لاختاروا خدمة الوطن، لو كرهت وجودهم ما ازدادوا إلا حبا في أعين الناس لما لوجودهم من أثر خيرٍ لا يغيب، هم رجال من الماضي ورجال الحاضر والمستقبل، وخير شاهد مليكنا حمد وأميرنا خليفة.

من خطاب صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه يستشرق الحاضر ببزوغ إشراق المستقبل العاجل بالحب والانتماء بروح باصرة، بحس وطني مرهف ناظر لرفاه المواطن البحريني، يتصل بترتيب أولويات البحرين، وينتقل إلى تعميق الوهج المتعطش لإكمال البيعة والولاء للقيادة فيها.

خطاب اتسم بالعفوية والعقلانية، فيه من حب المواطن ما يثير الإعجاب وبه نصنع خريطة التعاون المشترك البناء، لبناء جيل يترعرع في حماية الوطن، ويكتسب هويته الوطنية من صنع يديه المشحونتين بالوطنية والانتماء إلى هذه الأرض الطيبة وهذه القيادة الرشيدة.

خطاب تعانق كلماته الروح المتطلعة لمستقبل البحرين، الناشئة في محاضن الوطنيين بوسام الشرف المنتمي إلى قيادته الحكيمة، هذه القيادة التي امتلكت من الحنكة والحكمة ما فاق في التصور حدوده وجاد بالخير على البحرين بجوده، قيادة ملكية عربية خليفية موعودة بالعطاء مسنودة.

مسيرة العهد الزاهر أوقدت شعلة النماء بمباركة المواطن الذي عزز دوره في الانتماء، بمشاركة المرأة الفاعلة بسعيها المقنع، وبجهود الجيل الناضج من أبناء هذا الوطن، فلا تبخلوا على الوطن بدعمه الصلاح.

خطاب جلالة الملك في مستهله الذي أشاد بالمنجزات الوطنية وعرج على رفاه المواطن كمطلب أساسي للصلاح الذي يتواصل في مسيرة الإصلاح الوطني، مسيرة ما فتئت تتدرج في التطوير متخذة من الإيجابية محلا للرفعة والعلو، وكما هي الرؤية الملكية الحكيمة التي تلامس الواقع في رؤاها نجدد القول الملكي مع تأكيدنا هذه الحاجة الماسة إلى أن تكون واقعا وثقافة اجتماعية لبناء الوطن، والمتمثلة في قول جلالته حفظه الله: «وانه لن يتحقق ذلك إلا عندما يقوم الجهاز الحكومي بدوره الكامل في خدمة الوطن»، إن هذه الكلمات السامية هي وضع اليد على الجرح عينه بملامسة الحاجة إلى أن تقوم الجهات المسئولة بدور أكبر من دورها، مع أننا نؤمن بالإنجاز الذي تقوم به أجهزة الحكومة بدعم كامل من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه.

جلالة الملك المفدى لمس الحاجة التي يعانيها المواطن اليوم، ولأجل هذا التطلع الذي لا يقف عند حده في تطلعٍ ونظرةٍ للمستقبل الذي يطمح له جلالته للمواطن قبل المواطن نفسه.

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، الرجل الحكيم، باني البحرين الحديثة والمشرف على تنفيذ كل ما يصلح للوطن والمواطن، بدوره يوجه في كل لقاء لهذا الجهد وبذله في بناء الوطن، ولم أجد في زيارة واحدة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان اسما يذكر إلا اسم المواطن والوطن ومصلحته ورفاهه، إذ إن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رعاه الله هو الجهد الذي لا يتوقف لمصلحة الوطن الغالي، وإننا بكل صدق واخلاص بحاجة إلى رجال دولة يكونون مثل هذا الرجل المقدام المعطاء الكريم في خلقه وصدقه لوطنه.

للمسئولين في الدولة كلمة: أن انزلوا للمواطن والمسوا حاجته، فالمواطن لا يريد سوى أن يكون كريما حين يطلب، لا محتاجا يطأطئ رأسه من حيائه في طلبه، فلقد علمنا الأمير خليفة بن سلمان، قضاء حاجة المحتاج قبل السؤال، وعلمنا الأمير خليفة بن سلمان أن تكون أبوابنا مفتوحة للمواطنين جميعا بلا تمييز أو تفرقة.

نوه جلالة الملك بلفتة ما أبلغها! تحمل في الحكمة مقاصد لا تشرح من بلاغتها وحكمتها، وكما تعودت من جلالة الملك أن أجد منه الجديد والمفيد والمميز على مستوى الفكر والتطلع، وقد لفت إلى هذه اللفتة في ساحة الإعلام حين قال جلالته: «ان الإعلام يجب أن يكون له دور بارز واستباقي، وألا يكون قائما على ردود الأفعال فقط، بل يجب أن يكون اعلاما فاعلا سواء في الداخل او الخارج».

هذه الرؤية الملكية السامية التي سلطت الضوء على الإعلام بردود أفعاله من دون أن تكون له خطوات استباقية فعليه بالتسليط الدقيق على ما يجب توثيقه وبثه قبل أن يكون جزءا من أرشيف متسلسل، ولهذا نحن ندعو الإعلام إلى أن يبذل الجهد المضاعف لإبراز مملكة البحرين ومتابعة ما يخص المواطن ويصلحه، ولقد وجدنا الدعوة من جلالته مجابة من معالي الشيخ فواز الذي بادر بتوجيهاته السديدة في هذا الشأن.

البحرين وطننا، وينبغي أن نبنيها بسواعدنا، وينبغي أن نكف عن الانتقاد والشكوى، والبحث عن موارد الالتقاء والقوة والإنجاز، فكم من أمة خسرت أوطانها بسبب الشكوى من دون العمل بسواعد بناءة تخدم أوطانها.

البحرين درة الخليج العربي، وعلينا العمل بصدق ووفاء لكي تكون البحرين في عين كل الأوطان.

اللهم احفظ حمد بن عيسى وخليفة بن سلمان وسلمان بن حمد وشعب البحرين، يا رب العالمين، آمين.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة