الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٧ - السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

يوميات سياسية


أسرة مصرية تلقن نجاد درسا





الخبر كما نشرته إحدى الصحف المصرية على النحو التالي:

محمد قرني، مواطن مصري من أبناء محافظة السويس. هو احد مصابي الثورة ويعالج حاليا في مستشفى العجوزة العسكري.

الرئيس الإيراني احمدي نجاد عرض على أسرة المواطن المصري ان تتكفل إيران بعلاجه وإجراء عملية جراحية له في أمريكا.

أسرة المواطن المصري قالت لمحافظ السويس حين اجتمع مع أسر الشهداء والمصابين انهم ردا على العرض الإيراني أبلغوا نجاد بالتالي:

«ان المصريين لا يحتاجون مساعدة من احد. المصري يعالج على أرضه، وأهون عليه ان يموت بكرامته ولا تساعده دولة أخرى».

من جانبه، قال علي الجنيدي، المتحدث باسم أسر الشهداء والمصابين في السويس ان «أسر الشهداء والجرحى ضد أي مساعدات خارجية ستكون في المقابل لها مكاسب سياسية على حساب الدور المصري خارجيا وداخليا، وعلى ايران بدلا من مساعدة المصريين معالجة مصابي الثورة السورية وضحايا المذابح التي يرتكبها بشار الذي تدعمه ايران».

هذا الموقف الذي عبرت عنه أسرة المواطن المصري، وعبر عنه أيضا المتحدث باسم أسر الشهداء والمصابين في السويس، موقف مشهود ويحمل معاني كثيرة، وهو رسالة واضحة محددة إلى الرئيس الايراني.

قبل كل شيء، هذا الموقف تجسيد لوعي المواطن المصري البسيط. وهو وعي ناضج ومتقدم.

المواطن المصري البسيط يدرك تماما ان نجاد بمثل هذا العرض الذي قدمه، وبعروضه عموما للشهداء أو المصابين، لا ينطلق من أي موقف مبدئي أو حتى إنساني، وليست وراءه أية نوايا طيبة على الإطلاق. المواطن المصري البسيط يدرك ان عروض نجاد هذه ما هي إلا تجسيد لانتهازية سياسية، ومتاجرة سياسية مكشوفة وراءها نوايا سيئة تجاه مصر والمصريين.

هذا الموقف الذي اتخذته الأسرة المصرية فضح الموقف السياسي الايراني برمته تجاه الثورات وتجاه الشعوب العربية.. فضح نفاقه وما يخفيه من نوايا ومخططات.

إذا كان نجاد يظن انه بموقفه هذا سوف يلقي في روع المصريين انه متعاطف مع الثورة المصرية بشكل صادق أو مع شهدائها ومصابيها، فكيف يمكن ان ينطلي هذا على المصريين او العرب عموما؟.. من يمكن ان يصدقه؟

كيف يمكن ان يستقيم هذا التعاطف المزعوم مع تأييد نجاد والنظام الايراني للقمع الوحشي الدموي للشعب السوري؟.. وهو كما يعلم الجميع ليس مجرد تأييد عام لهذا القمع ، بل ان ايران تشارك مشاركة عملية فعالة في ذبح الشعب السوري.

وإذا كان نجاد والنظام الايراني عموما يتصور ان بمقدوره ان يخدع الشعوب العربية ويدفعها إلى الاعتقاد بأنه حريص عليها او على مصالحها، فكيف يستقيم هذا مع الدور الطائفي التخريبي المدمر الذي تلعبه ايران في الدول العربية؟

المصريون والعرب عموما على وعي تام بالدور التخريبي الذي تلعبه ايران في دول عربية عدة وأولها البحرين، وبقيام ايران بدعم قوى طائفية تمارس العنف وتقوض الأمن والاستقرار في البلاد وتشق صفوف المجتمع وتؤجج الصراعات الطائفية فيه.

والمصريون والعرب يعلمون تماما ما وراء ذلك من نوايا ومن مخططات ايرانية تستهدف المصالح العربية.

والمصريون جميعا تابعوا الموقف الوطني الحازم الذي اتخذه الأزهر الشريف مؤخرا وتصدى فيه للمحاولات الإيرانية باثارة الفتنة في مصر وتهديد الوحدة الوطنية ومحاولة اثارة الطائفية. وهم جميعا من دون شك مع الأزهر في موقفه هذا، وفي رفضهم لأي شكل من أشكال التدخل الايراني في الشئون الداخلية المصرية.

على ضوء هذا، جاء الموقف الذي اتخذته أسرة المصاب المصري من العرض الذي قدمه نجاد. وهو موقف يحمل في جوهره رسالة واضحة محددة إلى الرئيس الايراني ونظامه.

هي رسالة مؤداها: مزاعمك ودعاواك لا تنطلي على المصريين ولا على العرب.. نحن نعلم بنواياك وبمخططات نظامك ضد دولنا ومجتمعاتنا العربية.. نحن لا يمكن ان نقبل ان نكون أداة تتاجر بها ايران وتطعن بها دولنا ومجتمعاتنا.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة